عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-04-2023, 07:54 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,038
إفتراضي

وإبليس والملائكة هم فصيل من الجن وكلهم خلقوا من نفس المادة وهوالتراب المتخلف عن النار ولو كانوا من غير الجن ما كان هناك معنى لاعتراضهم على خلق الإنسان لأن المعترض هوالمخير وأما المجبر فلا يملك حق الاعتراض على شىء
وتحدث عن خلق زوجة آدم(ص) فقال :
"حواء
بعد مضي مدة على خلق آدم خلق الله حواء منه {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها {1}} (النساء) والجزء الذي خلقت حواء منه هوالضلع جاء في الحديث: «إن المرأة خلقت من ضلع »
وفي سفر التكوين: فأوقع الرب الإله سباتا على آدم فنام فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما، وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة واحضرها إلى آدم، فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي، هذه تدعى امرأة لأنها من امرئ أخذت (الإصحاح الثاني: 21 - 23)ولا يعرف ما إذا كان خلقها قبل دخول الجنة أم بعده وسميت حواء بذلك لأنها أم كل حي"
النص القرآنى لا يحدد من أين خلقت زوجة آدم(ص)وإنما قال :
" وخلق منها زوجها"
وحديث الضلع باطل فالضلع كله معوج ليس فيه استقامة وليس أعلاه فقط وهذا ظاهر لمن يشاهد ضلوع القفص الصدرى
وتحدث عن سكن ألأبوين(ص) الجنة فقال :
"آدم و حواء في الجنة
اختلف العلماء في مكان الجنة التي سكن فيها آدم و زوجته: فذهب الجمهور إلى أنها هي جنة المأوى التي وعد بها المؤمنون، لظاهر الآيات والأحاديث، منها {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة {35}} (البقرة) فالألف واللام في الجنة ليست للعموم ولا لمعهود لفظي، وإنما ترجع إلى ما عهد في الذهن واستقر من أنها جنة المأوى ومنها الحديث الصحيح: «يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حين تزدلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا استفتح لنا الجنة، فيقول وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم»
وذهب المعتزلة وبعض الماتريدية إلى أنها ليست جنة الخلد، بل هي جنة أخرى لأن آدم كلف فيها ألا يأكل من الشجرة فأكل فأخرج منها، ودخل عليه إبليس فيها، ومثل ذلك لا يحدث في جنة المأوى
والذين قالوا بالرأي الثاني اختلفوا في مكان الجنة على قولين: أحدهما أنها في السماء، والثاني أنها في الأرض وورد في التوراة ما يفيد أنها في منطقة قريبة من العراق، ففي سفر التكوين: وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقا ووضع هناك آدم الذي جبله (الإصحاح الثاني:8)
و ثمة عدة روايات عن مكان هبوط آدم وحواء: فعن ابن عباس أنه قال: أهبط آدم بالهند وحواء بجدة فجاء في طلبها حتى اجتمعا فازدلفت إليه حواء فلذلك سميت مزدلفة، وتعارفا بعرفات فلذلك سميت عرفات وذكر أيضا أن الجبل الذي أهبط عليه آدم ذروته أقرب من ذرا جبال الأرض إلى السماء و قيل غير ذلك والله تعالى أعلم بالصواب
وسواء أكانت الجنة هي جنة الخلد أم غيرها، في السماء أم في الأرض فالذي يعنينا أن إدخالهما فيها كان اختبارا وامتحانا لآدم وزوجته و ليس إدخال خلود وجزاء"
ومكان الجنة لا يهمنا فى شىء فسيان أن يكون فى السماء وهو الأقرب للصحة فلم يكن اسمها جنة الخلد أى جنة المأوى وإنما الجنة لأن الناس لم يكونوا خلقوا بعد ولكن بعد ذلك نزل فى الوحى أنها جنة المأوى لمن أسلم ومات على إسلامه من الناس
وتحدث عن شروط سكن الجنة فقال :
وقد أوصى الله آدم و زوجه قبل إدخالهما الجنة أن يحذرا إبليس ووساوسه {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى {116} فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى {117}} (طه) "الشقاء يطلق على كل ما لا يسر الإنسان من الأمور وعلى ما يخالف مطلوبه ورغبته من أدنى المكاره إلى أشد المؤلمات والمراد بالشقاء في الحياة الدنيا على ظهر الأرض ما فيها من متاعب الكد والكدح في العمل لاكتساب الرزق، وما فيها من متاعب الأوجاع والأسقام وتحمل مكاره القلق والهم والخوف والهم والحزن و نحو ذلك ولما كان الرجل هوالمسؤول الأول عن كسب رزقه و رزق أسرته على ظهر الأرض قال الله عز وجل لآدم {فتشقى} و لم يقل فتشقيا، أي فستضطر لأن تكون الأكثر تحملا لعناء الكد والكدح في العمل لاكتساب رزقك ورزق أسرتك
وبعد أن سكن آدم وحواء الجنة أباح الله لهما جميع أشجارها وثمارها إلا شجرة واحدة نهاهما الله عنها {ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين {19} (الأعراف) ويسكت القرآن الكريم والسنة النبوية عن نوع الشجرة أواسمها، وجاء في سفر التكوين، الإصحاح 2: أنها شجرة معرفة الخير والشر"
وما ورد فى العهد القديم باطل فهى ليست شجرة المعرفة لأن أسباب الاغواء هما الملوكية والخلود كما قال تعالى :
"فوسوس لهما الشيطان ليبدى ما ورى عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين "
وتحدث عن المكايد الإبليسية المزعومة الأبوين فقال:
"مكايد إبليس لآدم وحواء في الجنة
بدأ إبليس بإعداد العدة للانتقام من آدم الذي كان سببا في طرده من الجنة عن طريق إقناعه وزوجته بالأكل من الشجرة
تدبر معي أيها القارئ الكريم هذه الآية {فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى {120}} (طه) يستدرج إبليس الذي صار اسمه الآن الشيطان أي: المبعد عن الحق والمبعد عباد الله عن الصراط المستقيم والمطرود من الرحمة الإلهية، أقول: يستدرج آدم بأسلوب مشوق عن طريق العرض الاستفهامي {هل أدلك} هل ترغب في أن أدلك على شجرة الخلد والبقاء السرمدي أوان تحظى بملك لا يفنى ولا ينفد ولاحظ معي كيف لبس الشيطان لآدم لبوس النصح والخير والمحبة، ولذلك فهويريد أن يدله على شجرة تسمى شجرة الخلد، وكأنها تعرف في الجنة والملأ الأعلى بهذا الاسم وبهذا الأسلوب استثار إبليس آدم وشوقه لمعرفة هذه الشجرة ومكانها ليأكل منها فيحظى بالبقاء الأبدي "ومعلوم أن النفس الإنسانية متى تعلقت بمجهول فيه مطلب عظيم من مطالب النفس أخذت تغلي مراجلها للتعرف عليه والوصول إليه، واستعماله لتحقيق مطلوبها العظيم وهذا هواسلوب التشويق للربط والإزلاق"
وتبين لآدم بعد رؤيته شجرة الخلد -كما سماها الشيطان - أنها هي ذاتها الشجرة التي نهاه الله عنها وحذره من أكلها ولا ريب أنه حصل نقاش بينه وبين الشيطان بين فيه آدم أن الله قد حرم عليه و على زوجته الأكل منها واذا قاما بهذا الفعل أصبحا من الظالمين و تعرضا للإخراج من الجنة
لكن إبليس يتابع وسوسته لآدم ويقحم حواء في النقاش عسى أن يتخذها مطية لتحقيق نواياه الخبيثة قال الله تعالى {فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين {20} وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين {21}} (الأعراف)
يحاول الشيطان في هذه المرحلة من النقاش أن يقنع آدم وزوجته بأن الله ما حرم عليهما الأكل من الشجرة إلا لأنه لا يريد لهما أن يكونا ملكين نورانيين أو من الخالدين وأي عاقل يرفض أن يكون إما بهذه الصفة أو تلك! لكن السبيل إلى ذلك لا يكون إلا بالأكل من هذه الشجرة
ويبدوان آدم كان حذرا من الشيطان خائفا من التردي في المعصية فطلب من الشيطان أن يقسم بالله على صدق ادعائه، فسارع إبليس بالحلف بالأيمان المغلظة على أنه من الناصحين لهما {} وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين} ويتابع إبليس خطته الشيطانية لتحقيق أمنيته في رؤية آدم مطرودا مهينا كما حصل معه، ويبدأ بالخطوة الثالثة وهي ما أشارت إليه الآية {فدلاهما بغرور {22} (الأعراف) "يقال لغة: دلى الدلو وأدلاه، إذا أرسله في البئر بشطنه أي: بحبله ويقال: دلى الشيء في المهواة أي أرسله فيها أي: فربطهما بشطن من أشطانه الإغرائية الكاذبة ودلاهما في بئر المعصية، كما يدلى الدلو في بئر ما شيئا فشيئا مغررا بهما، خداعا و تلبيسا وإطماعا بالباطل
وربما قال لهما: لا تأكلا من الشجرة ولكن ذوقا طعمها بألسنتكما
هذه التدلية هي الوسيلة الشيطانية المتبعة عند جميع شياطين الإنس والجن من بعد إبليس، وهي المعبر عنها بأسلوب: خطوة فخطوة، فحيلة الإغواء الكبرى هي حيلة التدلية بالخطوات المتتاليات"
و في لحظة ضعف بشري تجلى بوضوح في تلك الآونة مع رغبة عارمة في الملك أوالخلود، بالإضافة إلى تزيين حواء له واليمين المغلظة التي حلفها إبليس، أقول: في خضم هذه الأمور مجتمعة نسي آدم للحظات الأمر الإلهي وأكل من الشجرة، فتم للشيطان ما أراد واتسق له ما أمل {فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة {22}} (الأعراف) وفي سورة طه {فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة {121}}
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس