عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-04-2023, 07:54 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,029
إفتراضي

و كان طول آدم ستين ذراعا «خلق الله آدم و طوله ستون ذراعا، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن» "
والحديث باطل والخطأ فيه خلق الإنسان على صورة آدم (ص)60 ذراعا وهويخالف أن الله يخلق الإنسان كما كان فى الدنيا وفى هذا قال تعالى "كما بدأنا أول خلق نعيده "وهذا الخلق يكون متماثل بحيث يكون البنان أى الإصبع هو نفس الإصبع وفى هذا قال تعالى : "بلى قادرين على أن نسوى بنانه "
وأكمل الرجل حديثه فقال :
"دل على هذه المرحلة وهي جعل آدم ذا صورة قول الله تعالى: ولقد خلقناكم ثم صورناكم {11} (الأعراف) أي و لقد أعطينا أجزاء جسد آدم مقاديرها بإتقان واحكام، ولما كان آدم هوالإنسان الأول الذي جمع الخالق الرب فيه كل السلالة البشرية بدءا بحواء زوجه ثم ما بث منهما من ذريات وما يبث إلى أن تقوم الساعة خاطب الله عز وجل الناس في هذا النص بقوله لهم: ولقد خلقناكم
رابعا: ثم نفخ الله عز وجل في جسد آدم الذي اكتمل خلقه و تصويره من روحه، أي نفخ فيه من جنس الروح الذي هو خلق عظيم من خلقه، فهو ملكه عز وجل وبه تكون المادة حية بحسب الخصائص النفسية التي فطرها عليها: ثم سواه ونفخ فيه من روحه {9} (السجدة) "
وكل هذه المراحل المطولة المنقولة عن حبنكة لا أصل لها إلا ما ورد فى كتاب الله من خلق الجسد ثم وضع النفس فيه كما يحدث مع الجنين
ثم تحدث عن تعليم الله لآدم(ص) فقال :
"تعليم آدم الأسماء
{وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين {31} (البقرة) بعد أن تم خلق آدم عليه السلام وأصبحت لديه القابلية للتعلم والتلقي علمه الله تعالى أسماء الأشياء قال ابن عباس: هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس مثل إنسان و دابة وسهل وجبل وجمل إلخ وقال مجاهد: علمه اسم كل دابة وكل طير و كل شيء
وجاء في سفر التكوين: وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها وكل ما دعا به آدم ذا نفس حية فهواسمها، فدعا آدم بأسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية (الإصحاح الثاني:20 - 21)
ويفهم من كلمة {هؤلاء} أن الله علمه أسماء ما عرض عليه مما يراه ببصره"
وتعليم الله لآدم هو تعليم القراءة والكتابة أى قراءة جميع ألأفاظ وما تدل عليه وكتابتها لأن الله عرض الكتابة على الملائكة فلم تقدر على قراءة الكلمات المكتوبة بالقلم كما قال تعالى :
" الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم"

وتحدث عن قصة السجود فقال :
"أمر الملائكة بالسجود لآدم
بعد أن سوى الله تعالى آدم و نفخ فيه من روحه أمر ملائكته بالسجود له سجود تكريم لا عبادة
{إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين {71} فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين {72}} (ص) فاستجاب الملائكة فورا للأمر الإلهي {فسجد الملائكة كلهم أجمعون {73} إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين {74}} (ص:73)
سأل الله إبليس - وهو به أعلم - عن السبب الذي حمله على ذلك فكان الجواب بأنه أفضل من آدم، فهو مخلوق من نار وآدم مخلوق من الطين، والنار في رأيه أرقى من الطين فليس من العدل أن يسجد الفاضل للمفضول {قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين {75} قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين {76}} (ص)
لكن السبب في الحقيقة هوالكبر والحسد اللذان استوليا على قلب إبليس وعقله فحملاه على العصيان والتمرد على كل شيء حتى على الخالق سبحانه وتعالى"
والسجود لآدم (ًص) ليس سجودا حركيا وإنما اقرار أى اعتراف بأنه أفضل منه فالملائكة لم تضع الجباه على الأرض وإنما كل ما طلبه الله منها هوان تقر [افضليته لأنه قرأ وكتب وهو ما لم يقدروا على الإجابة عليه والرفض الإبليسى كان هو عدم الإقرار بالأفضلية لآدم(ص) وإنما قال أنه أفضل من آدم(ًص)
,أكمل الرجل فقال :
"فكان الجزاء على استنكاف إبليس عن السجود و ترفعه على خلق آدم هوالحكم عليه بالطرد والإبعاد من الملأ الأعلى مع صب اللعنة عليه {قال فاخرج منها فإنك رجيم {34} وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين {35} (الحجر) وفي سورة الأعراف {قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين {13}} وكان جواب إبليس {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون {36}} (الحجر) قال إبليس مقرا لله عز وجل بربوبيته: بما أنك حكمت علي الرجم والإخراج واللعنة إلى يوم الدين فأمهلني حيا إلى يوم الدين فاستجاب الله لطلبه و وعده بأن يمهله إلى يوم القيامة {قال فإنك من المنظرين {37} إلى يوم الوقت المعلوم {38}} (الحجر)
ويعلن إبليس بصراحة ووضوح بأنه لن يدخر وسعا في إغواء وإفساد بني آدم بكل ما أوتي من وسائل {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين {82} إلا عبادك منهم المخلصين {83}} (ص) أي أقسم بقوتك الغالبة التي تمدني بها ما أبقيتني حيا لأجعلنهم بوساوسي وتسويلاتي وحبائلي غاوين أجمعين
{قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا {62} (الإسراء:62) أي: لأضعن اللجم في أحناك ذرية أدم كما توضع في أحناك الدواب لتطويعها وقيادتها وسوقها إلى حيث يريد مطوعها
وفي أية أخرى يبين إبليس عن خطته المرسومة للإغواء: {قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم {16} ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمآئلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين {17} (الأعراف) أي بسبب حكمك علي بالغواية والضلال والبعد عن الهدى فإني أقسم لأقعدن لإضلالهم ملازما الصراط المستقيم الذي ستبينه لهم، فأصرفهم عنه بكل الوسائل فأجابه الله عز و جل {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين {42} (الحجر)"
الغريب فيما سبق هوان المفسرون صدقوا كلام إبليس السابق عن اغواء البشر وهو كلام كاذب لأنه دخل جهنم ولم يخرج منها كما قال تعالى :
" اهبط منها فإنك رجيم وأن عليك اللعنة إلى يوم الدين"

واللعنة هى العذاب
ولو صدقنا إبليس وصدقنا المفسرين فيما ذهبوا إليه من أنه من اغوى الأبوين لكان معناه أنهم مجبرين وكلنا مجبرين بينما نحن مخيرين فمن أغوى ألأبوين هو شيطانهما وهو ما يطلق على شهوات أى هوى النفس ولذلك لا يوجد نص فى القصة يذكر أن الذى أغواهما هوابليس وإنما عبر الله عنه بلفظ الشيطان وهو شهوات النفس
وتحدث عن نوع إبليس فقال :
"هل إبليس من الملائكة؟
الراجح عند أهل العلم أنه ليس من الملائكة لما يلي:
1 - الآية الكريمة في سورة الكهف {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه {50}} فهي صريحة في أن إبليس ليس من الملائكة
2 - لو كان إبليس من الملائكة لما عصى أمر الله لأن الملائكة لا يعصون الله أبدا {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون {6}} (التحريم)
3 - إبليس مخلوق من نار والملائكة من نور يقول عن نفسه {قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين {76}} (ص) و في الحديث الصحيح: «خلقت الملائكة من نور، و خلق الجان من مارج من نار و خلق آدم مما وصف لكم»
4 - الملائكة لا يتصفون بذكورة ولا أنوثة، و ليس لديهم ذرية ولا نسل، خلقهم الله ابتداء من غير طريق التناسل والتناكح أما إبليس فقد أخبر الله تعالى بأن له ذرية {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني {50}} (الكهف) "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس