عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-04-2023, 07:50 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,036
إفتراضي

(ص)فقالوا: يا أبا القاسم! قد رأينا ألا نلاعنك، ونتركك على دينك، ونرجع على ديننا، ولكن ابعث معنا رجلا من أصحابك ترضاه لنا يحكم بيننا في أشياء اختلفنا فيها في أموالنا، فإنكم عندنا رضى» وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله تعالى: [فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم] (آل عمران: ): «فأخذ النبي (ص)بيد الحسن و الحسين و فاطمة، وقال لعلي: اتبعنا، فخرج معهم، فلم يخرج يومئذ النصارى، وقالوا: إنا نخاف أن يكون هذا هو النبي (ص)وليس دعوة النبي (ص)كغيرها، فتخلفوا عنه يومئذ، فقال النبي (ص)لو خرجوا لاحترقوا، فصالحوه على صلح: على أن له عليهم ثمانين ألفا، فما عجزت الدراهم ففي العروض: الحلة بأربعين، وعلى أنه له عليهم ثلاثا وثلاثين درعا، وثلاثا وثلاثين بعيرا، وأربعة وثلاثين فرسا غازية كل سنة، وأن رسول الله (ص)ضامن لها حتى نؤديها إليهم»
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث سعد بن أبي وقاص قال: «ولما نزلت هذه الآية: [فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم] (آل عمران: ) دعا رسول الله (ص)عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي» "
والخطأ وصف أبو عبيدة بالأمانة وحده وهذا يعنى أن بقية المسلمين خونة وهو ما لا يقوله مسلم فى حق المسلمين الآخرين لأن المفروض أن يقول القائل وأشدهم أى وأعظمهم أمانة فلان
والخطأ الثانى أن أهله هم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وهو ما يخالف أن اهله هم والديه وأولاده وزوجاته كما قال تعالى فى أهل نوح(ص):
" احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول "
فما سبق القول فيهم هم زوجته وابنه الكافرين وهو ما يعنى أن ألهل الزوجات ولأولاد والأبوين إن وجدا
وفى الحديث لا توجد زوجاته (ص) وهو ما يعنى أن الحديث كاذب
وتحدث الرجل عن كون المباهلة خاصة بالنبى(ص) أم بأى مسلم فقال :
" هل المباهلة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
المباهلة ليست خاصة بالنبي (ص)بل هي عامة لجميع الأمة إلى قيام الساعة، كما أنها ليست خاصة مع النصارى، بل هي عامة مع كل مخالف، إذا قامت عليه الحجة وظهر له الحق، فلم يرجع عن قوله، بل أصر على ضلاله وعناده قال ابن القيم في فوائد قصة نصارى نجران: «ومنها أن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله، ولم يرجعوا بل أصروا على العناد أن يدعوهم إلى المباهلة، وقد أمر الله سبحانه بذلك رسوله، ولم يقل: إن ذلك ليس لأمتك من بعدك، ودعا إليه ابن عمه عبد الله بن عباس لمن أنكر عليه بعض مسائل الفروع ، ولم ينكر عليه الصحابة، ودعا إليه الأوزاعي سفيان الثوري في مسألة رفع اليدين ولم ينكر ذلك عليه ، وهذا من تمام الحجة» قلت: وقد دعا إليها أيضا ابن مسعود فقد أخرج النسائي عنه أنه قال: «من شاء لأعنته ما أنزلت: [وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن] (الطلاق )، إلا بعد آية المتوفى عنها زوجها، إذا وضعت المتوفى عنها زوجها فقد حلت» كما دعا إليها ابن القيم بعض من خالفه في مسائل صفات الله تعالى فلم يجبه إلى ذلك، وخاف سوء العاقبة وممن دعا إليها أيضا الشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ حيث قال في إحدى رسائله:
«وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع: إما إلى كتاب الله، وإما إلى سنة رسوله (ص)وإما إلى إجماع أهل العلم، فإن عاند دعوته إلى المباهلة» وقال الحافظ ابن حجر في فوائد قصة أهل نجران:
«وفيها مشروعية مباهلة المخالف إذا أصر بعد ظهور الحجة، وقد دعا ابن عباس إلى ذلك، ثم الأوزاعي، ووقع ذلك لجماعة من العلماء» وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية: هل المباهلة خاصة بين الرسول (ص)والنصارى؟
فأجابت بأنها ليست خاصة به (ص)مع النصارى، بل حكمها عام له وأمته مع النصارى وغيرهم "
والمباهلة جائزة فى كل عصر عند تمسك فريق بقول باطل وإصراره عليه دون النظر فى الحجج والبراهين وهى العلم الذى قال الله فيه :
"فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم"
ثم تحدث الحميضى عن شروط المباهلة فقال :
" شروط المباهلة:
يشترط للمباهلة شروط خمسة لا بد من توافرها قبل أن يقدم الإنسان عليها، وقد اجتهدت في استنباط هذه الشروط من القرآن الكريم، والأحاديث، والآثار الواردة في قصة نصارى نجران، وكلام بعض العلماء على هذه الواقعة، ثم عرضتها على فضيلة الشيخ محمد العثيمين فأقرها، وهي كما يلي:
- إخلاص النية لله تعالى فإن المباهلة دعاء وتضرع إلى الله تعالى كما تقدم، ولا بد لقبول الدعاء من إخلاص النية فيه لله تعالى كما هو الشأن في جميع العبادات، فلا يجوز أن يكون الغرض منها الرغبة في الغلبة، والانتصار للهوى، أو حب الظهور وانتشار الصيت، بل تكون للدفاع عن الحق وأهله، وإظهار الحق، والدعوة إلى الله تعالى والذب عن دينه
- العلم؛ فإن المباهلة لا بد أن يسبقها حوار وجدال، ولا جدال بلا علم، والمجادل الجاهل يفسد أكثر مما يصلح ، وقد ذم الله تعالى المجادل بغير علم فقال: [ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير] (الحج ) كما ذم الله أهل الكتاب لمحاجتهم بغير علم فقال تعالى:
[يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون * ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون] (آل عمران) قال القرطبي: «في الآية دليل على المنع عن الجدال لمن لا علم له ولا
تحقيق عنده»
- أن يكون طالب المباهلة من أهل الصلاح والتقى؛ إذ إنها دعاء، ومن أعظم أسباب قبول الدعاء الاستجابة لله تعالى بفعل الطاعات واجتناب المحرمات كما قال تعالى: [وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون] (البقرة: )
- أن تكون بعد إقامة الحجة على المخالف، وإظهار الحق له بالأدلة الواضحة والبراهين القاطعة؛ فإذا أصر على رأيه وبقي على ضلاله وعناده، ولم يقبل الحق، ولم تجد معه المحاورة والمناقشة؛ فعند ذلك يأتي دور المباهلة، وتقدم قول ابن القيم
«إن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله، ولم يرجعوا بل أصروا على العناد أن يدعوهم إلى المباهلة» وبهذا يتبين خطأ من يلجأ إلى المباهلة بسبب ضعف أدلته وانقطاع حجته، وعدم قدرته على إقناع خصمه وتفنيد أدلته والرد على شبهته، وأن هذا المنهج خلاف ما جاء في الكتاب والسنة
- أن تكون المباهلة في أمر مهم من أمور الدين، ويرجى في إقامتها حصول مصلحة للإسلام والمسلمين، أو دفع مفسدة كذلك
قال الدواني : «إنها (أي المباهلة) لا تجوز إلا في أمر مهم شرعا وقع فيه اشتباه وعناد لا يفسر دفعه إلا بالمباهلة، فيشترط كونها بعد إقامة الحجة، والسعي في إزالة الشبهة وتقديم النصح والإنذار، وعدم نفع ذلك، ومساس الضرورة إليها» ، فلا ينبغي أن يدعو الإنسان إليها في كل مسألة يقع فيها الخلاف، ويسوغ فيها الاجتهاد كما يفعل بعض الجهال، وتأمل قول الله تعالى: [ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين] (آل عمران )؛ أفرأيت من ذهب إلى رأي ظهرت له قوته، وبانت له رجاحته معتمدا على أدلة ثبتت عنده صحتها، وبدت له صراحتها، هل يعد كاذبا مبطلا ظالما تجب مباهلته والقضاء عليه وملاعنته؟"
وكل هذه الشروط تخالف كتاب الله عدا شرط إصرار فريق على الباطل ومضيه فى الجدال رغم إعلام الفريق الأخر به بالحجج والبراهين الدالة على البطلان وهى العلم الذى قال تعالى فيه:
"فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم"
وتحدث عن المباهلة فيما أسموه الفروع وهى تسمية باطلة فقال :
"وأما ما ورد عن ابن عباس وابن مسعود والأوزاعي من دعوتهم للمباهلة في مسائل الفروع؛ فقد سألت فضيلة الشيخ محمد العثيمين عن ذلك فقال: إنه اجتهاد منهم "
وبالقطع المباهلة تكون بين أهل الأديان الأخرى والمسلمين
وتحدث عن عاقبة وهى نتيجة المباهلة فقال :
"عاقبة المباهلة:
قال ابن حجر: «ومما عرف بالتجربة أن من باهل وكان مبطلا لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة، وقد وقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها غير شهرين» وقد دلت السنة على ذلك؛ فقد أخرج الإمام أحمد عن ابن عباس قال: «ولو خرج الذين يباهلون رسول الله (ص)لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا» وقال صديق حسن خان القنوجي: «أردت المباهلة في ذلك الباب يعني باب صفات الله تعالى مع بعضهم فلم يقم المخالف غير شهرين حتى مات»
ومما وقع أيضا في هذا العصر: أن المتنبئ غلام أحمد القادياني الذي ظهر في شبه القارة الهندية في القرن المنصرم باهل أحد العلماء الذين ناقشوه وناظروه وأظهروا كذبه وبطلان دعوته، وهو الشيخ الجليل ثناء الله الأمرتسري، فأهلك الله عز وجل المتنبئ الكذاب بعد سنة من مباهلته، وبقي الشيخ ثناء الله بعده قريبا من أربعين سنة، يهدم بنيان القاديانية ويجتث جذورها» ""
وحكاية أن نتيجة المباهلة موت الذى على الباطل أولا كلام فارغ لا أساس به لأن النتيجة هى اللعنة وهى دخول النار كما قال تعالى :
"ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس