عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-03-2023, 07:48 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,022
إفتراضي

ولذلك قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري بعد أن ذكر أقوال السلف في الطاغوت: والصواب من القول عندي في "الطاغوت"، أنه كل ذي طغيان على الله، فعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا ، أو صنما، أو كائنا ما كان من شي.
و أرى أصل "الطاغوت"، الطغووت من قول القائل: طغا فلان يطغو، إذا عدا قدره فتجاوز حده [تفسير الطبري: 3/ 21]
وقال ابن القيم: الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله، فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا من عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى طاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته. [أعلام الموقعين: 1/ 50]
ويقول سليمان بن سحمان في رسالة في الدرر السنية: (الطاغوت ثلاثة أنواع: طاغوت حكم وطاغوت عبادة وطاغوت طاعة ومتابعة .. ) [ص 272 من جزء حكم المرتد]
فالصليب وثن، والوثن طاغوت والصليب يعبد، فهو طاغوت عبادة، ولذلك قال الشيخ أبو بصير الطرطوسي: ما عبد من صنم، أو حجر، أو بقر، أو قبر، أو صورة، أو صليب: فكل ما يعبد من هذه الأشياء - من دون الله - فهو طاغوت [الطاغوت ص119]
إذا تبين لك هذا كله، فيبقى عليك أن تعلم أن من علق الصليب في عنقه وهو عالم به، فهو لم يكفر بالطاغوت، ومن لم يكفر بالطاغوت لم يؤمن بالله، فإن الكفر بالطاغوت شرط الإيمان. وتعريف الشرط عند الأصوليين هو: ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته ... [شرح الكوكب المنير 1/ 452 ومعالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة ص321] وشرح التعريف في مسألتنا هو كما يلي:
قوله: (ما يلزم من عدمه العدم) فإذا عدم الكفر بالطاغوت عدم الإيمان بالله.
ودليل شرطية الكفر بالطاغوت للإيمان بالله هو:
قول الله تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)
وقد قال محمد بن عبد الوهاب في الدرر السنية 1/ 163: واعلم: أن الإنسان ما يصير مؤمنا بالله، إلا بالكفر بالطاغوت، والدليل قوله تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم)
وقال محمد الأمين الشنقيطي: فالكفر بالطاغوت، الذي صرح الله بأنه أمرهم به في هذه الآية شرط في الإيمان كما بينه تعالى في قوله: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) فيفهم منه أن من لم يكفر بالطاغوت لم يتمسك بالعروة الوثقى، ومن لم يستمسك بها فهو مترد مع الهالكين.
وقال أيضا: والإيمان بالطاغوت يستحيل اجتماعه مع الإيمان بالله، لأن الكفر بالطاغوت شرط في الإيمان بالله أو ركن منه، كما هو صريح قوله (فمن يكفر بالطاغوت)
وقال حمود بن عبد الله العقلاء الشعيبي في كتاب " شرح شروط لا إله إلا الله " ص49: الشرط الثامن: الكفر بالطاغوت: من شروط صحة التوحيد الكفر بالطاغوت، إذ لا إيمان إلا بعد الكفر بالطاغوت ظاهرا وباطنا .. "
وكل هذا الكلام مبنى على غير أساس من كتاب الله وحتى لا يوجد في رواية منسوبة للنبى(ص) وكل واحد يستدل بكلام من سبقه والذى يقوم على غير نص من الوحى فالطاغوت هو دين أى كافر الذى يعمله به سواء كان دينا مكتوبا أو يعتقد به في نفسه
ولو بنينا على كلام القوم من حيث إزالة كل رموز ألأديان من الوجود الإسلامى لوجب علينا أن نزيل الشمس من السماء لأن كان قوم سبأـ كانوا يعبدون الشمي كما جاء في القرآن :
"وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله"

ولوجب أن نعدم كل البقر من الوجود لأن الهندوس يعبدونه وهو ما يخالف أن الله أباح وجود البقر والأكل منه فقال :
"ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل أالذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا"
ومن ثم مقولة إزالة الصليب من الوجود هى مقولة لا يقولها عاقل خاصة مه وجود أزهار خلقها الله على شكل الصليب ومع وجود أدوات نستخدمها في حياتنا مثل مسامير الصليبة ومفك الصليبة وهى أدوات نافعة في حياتنا ولوجب علينا أن نلغى الرمز+ من الرياضيات عند الجمع لكونه صليب
وتحدث عن كون الصليب رنز للنصارى ورمز لتكذيب الله فقال :
"المناط الثالث: تعليق الصليب رمز لدين النصارى المحرف، والصليب رمز لتكذيب الله والرسول (ص):
جاء في إنجيل متى (16/ 24 - 28) ولوقا (9/ 23 - 27) و (14/ 25 - 28) ومرقس (8/ 34 - 36): " من أراد أن يتبعني فليزهد في نفسه وليحمل صليبه ويتبعني ". وفهد بن عبد العزيز حمل صليبه واتبع دين النصارى، وابتغاء غير الإسلام دينا، (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
والصليب رمز لصلب عيسى (ص) كما يزعم النصارى قال أبو محمد المقدسي : ولعل أول من سن لهم بدعة تعظيم الصليب " هيلانة الحرانية الفندقانية " أم الإمبراطور الروماني قسطنطين الذي كان أول إمبراطور روماني يعتنق النصرانية كما سيأتي. وذلك أن اليهود لما صلبوا ذلك الرجل الذي ألقي عليه شبه المسيح ثم ألقوه بخشبته التي صلب عليها .. جعل بعض أتباع المسيح يأتون إلى مكانه ويبكون، فخشي اليهود أن يصير لذلك المكان شأنا فجعلوا مكانه مطرحا للقمامة والنجاسة لينفروا عنه، فلم يزل كذلك، حتى كان زمان قسطنطين، أي بعد (300) سنة، حيث عمدت أمه هيلانة إلى ذلك المكان، تبحث فيه، معتقدة أن المسيح هناك فزعموا أنها وجدت الخشبة التي صلب عليها ذلك المصلوب، فعظموها وغشوها بالذهب، ومن ثم اتخذوا الصلبانات، وتبركوا بشكلها، وقبلوها. [التحفة المقدسية، في مختصر تاريخ النصرانية ص43 - 44]
بينما أهل الإسلام يعتقدون أن عيسى (ص) لم يقتل ولم يصلب، ولكنه رفع، قال شيخنا المقدسي : وعقيدتنا نحن المسلمين أن المسيح (ص) قد نجاه الله تعالى فلم يمكن أعداءه منه، فلا هم أسروه، ولا هم ضربوه، ولا هم صلبوه ولا قتلوه .. بل رفعه الله تعالى إليه، كما أخبر في محكم التنزيل؛ فقال سبحانه: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا )
وقال تعالى: (قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا)
فهذا عندنا ثابت يقين نصدق به ولا نشك طرفة عين أن الله نجي عبده ورسوله ورفعه إليه ..
وأنه لم يمكن أعداءه منه، فما قتلوه وما صلبوه، ولكن شبه لهم .. أي أنهم إنما قتلوا شبيها له .. ثم شبه عليهم اليهود أنهم قتلوه .. وشبه عليهم أحبارهم أنه صلب فعلا ليخلصهم ..
أما كيف شبه لهم ففي ذلك روايات ذكرها أهل التفسير، في تفسير هاتين الآيتين .. [التحفة المقدسية، في مختصر تاريخ النصرانية ص50]
وقال الشيخ حامد العلي جوابا على سؤال حول حكم لابس الصليب: من لبس الصليب، وظاهر حاله أن يعلم أنه صليب رمز لدين النصارى، ارتد عن الإسلام، وإلا فإنه يبين له، فإن لم يتب ارتد.
ومعلوم أن الصليب، في حد ذاته رمز للتكذيب للقرآن، وقد قال تعالى: (وما قتلوه وما صلبوه)، وهو رمز لدين كفري باطل، ليس هو دين عيسى (ص)، فإن دينه كان الإسلام، كدين سائر الأنبياء، وقد بشر ـ (ص) ـ بنينا صلى الله عليه وأمر بإتباعه، كما أمرت الأنبياء من قبله، بل دين النصارى بعد تحريفهم رسالة عيسى (ص)، هو دين الشرك، كعبادة الأصنام، حرفوا دين المسيح، وكفروا، إذ قالوا أن الله هو المسيح، وبإدعائهم الولد لله تعالى، وأنه ـ تعالى عما يقولون علوا كبيرا ـ ثالث ثلاثة، ذلك مع تكذيبهم للنبي محمد (ص)، والمكذب بنبي كالمكذب بجميع الأنبياء.
ولهذا فإن المسيح (ص)، عندما ينزل آخر الزمان، يكسر الصليب، كما تحطم الأوثان، ولهذا كان النبي (ص)، لا يدع شيئا في بيته فيه تصاليب إلا نقضه، كما في الصحيح عن عائشة فالصلبان كالأوثان.
وفي الصحيحين، قال (ص) (والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، وإماما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال، حتى لا يقبله أحد، وحتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها).
قال ابن حجر بعدما ذكر حديثا رواه أحمد وأبو داود بإسناد صحيح: " وفي هذا الحديث، ينزل عيسى عليه ثوبان ممصران فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، وتقع الأمنة في الأرض، حتى ترتع الأسود مع الإبل، وتلعب الصبيان بالحيات - وقال في آخره - ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون "
وروى أحمد ومسلم من طريق حنظلة بن علي الأسلمي عن أبي هريرة: (ليهلن ابن مريم بفج الروحاء بالحج والعمرة) الحديث، وفي رواية لأحمد من هذا الوجه: (ينزل عيسى فيقتل الخنزير ويمحي الصليب وتجمع له الصلاة ويعطي المال حتى لا يقبل ويضع الخراج، وينزل الروحاء فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما وتلا أبو هريرة: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به) الآية. قال حنظلة قال أبو هريرة: (يؤمن به قبل موت عيسى).
وفي الصحيح من حديث أبي سعيد أنه لما ينادي المنادي يوم القيامة، (من كان يعبد شيئا فليتبعه) فيذهب أهل الصليب مع صليبهم، وأصحاب كل الأوثان مع أوثانهم، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم)
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس