سارعوا تحت غطاء المنظمة الدولية وبعد الإذن منها لنصرة شعب أفغانستان يزعمون من خلال فت بعض الطعام والكساء على تراب الإمارة المضرجة بدماء الشهداء، أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، وهل هذا إلا ثمرة من ثمار شجرة الحنظل الخبيثة المسماة الأمم المتحدة وراعيتها الصليبية الهوجاء، قال تعالى: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا. أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا}.
رابعا: محاربة المجاهدين:
ونسميهم كذلك ونحسبهم والله حسيبهم أخذا بظاهر حالهم كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بظاهر حال عمه العباس وهو يكتم إيمانه حيث كان في بدر مع المشركين فعامله معاملة الظاهر من حيث الأسر وطلب الفدية، فظاهر هؤلاء المجاهدين رفع لراية التوحيد وقمع لراية الكفر، نصرة مظلوم وإغاثة ملهوف وتسديد ثمن البيعة: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة}، والحاصل أن حرب هؤلاء إنما جاء تحت غطاء الطاغوت الأممي فيما يسمى بالحرب على الإرهاب، وهو مسمى يحتاج لتفصيل لأن له وجها صحيحا أصله قوله تعالى: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين}."
وكل ما قاله وسيم هنا حق وصدق فقد قلب الالتزام بالميثاق المسلمين بعضهم على بعضهم فنصروا الكفار على المسلمين كما قتلوا المسلمين بموافقتهم على العقوبات والحصارات التى أدت إلى احتلال بلاد المسلمين بواسطة الكفار
إذا المواثيق تجعل الملتزمين بها كالحمقى فهم دوما ما يستعملونها فى قتل واحتلال بلاد المسلمين بينما لم تحتل دولة كافرة من قبل المسلمين بسبب ذلك الميثاق الذى لا يطبق سوى على بلاد المسلمين أو البلاد المضطهدة فقط وهى حالات نادرة فما زالت الأمم المتحدة تطبق يد إسرائيل فى فلسطين وما زالت الدول الخمس الكبى تستبيح البلاد ألأخرى بسبب حق الفيتو وفى هذا قال وسيم:
"قلت: وهذا هو حقيقة ما يريدون حربه فيا لهم من حمقى، ويا لحماقة كل من سار في ركبهم واقتفى أثرهم؛ لقد استحلت الحكومات المعاصرة الصد عن سبيل الله حين ألزمت نفسها بقرار الطاغوت الأممي في سياساتها الخارجية وعلاقاتها الدولية، وأقامت في أرضها بل أراضي المسلمين وفي أرض العدو الكافر المحارب أوكار التجسس والتحري لتتبع عورات المجاهدين وترويع أمنهم، ومرة أخرى مدار مناط الكفر هنا على الاستحلال ومرجع الاستحلال هنا هو التحاكم إلى الأمم المتحدة والنزول عند حكمها ولا يفتقر هذا إلى تصريح آخر، وإن لم يكن هذا التصريح معدوما."
واعتبر وسيم أن ان المفاتلين من المسلمين قد يقعون فى بعض الأخطاء والمخالفات ولكن هؤلاء يجب أن يكون إصلاحهم على يد المسلمين كما طلب الله فى سورة الحجرات" فأصلحوا بين أخويكم" وليس بإطلاق يد الكفار فى أرضينا وضد إخواننا وفى هذا قال :
"ومن نافلة القول أن نبين أن المجاهدين ليسوا معصومين عن الخطأ وليست سابقتهم في الجهاد تعفيهم من المسؤولية الشرعية عما قد يبدر منهم من أخطاء، ولكن نقول إن كان هؤلاء قد أخطاوا أو ارتكبوا جرما فلتجر محاسبتهم ولكن تحت مظلة القضاء الإسلامي وحسب الدليل والحكم الشرعي، أما أن يكون خطؤهم أو جرمهم المفترض سببا لانقطاع موالاتهم كمسلمين وتسليمهم إلى من يحرم تسليم مسلم إليه فمنافاة صريحة لأمر الله تعالى: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا}.
وبعد:"
وتناول أن حرمة المسلم أعظم وأجل فقال :
فهذه جملة مما ترتب على التحاكم إلى كفر المرجعية الدولية والأمم المتحدة، وكل منها قد وقعت دولنا الإسلامية صرعى على عتباتها، ولا يغني عنا معاشر المسلمين وقد تلبسنا بهذا أن نكون مقيمين لغيرها من شعائر الإسلام، ألم تر معي إلى قوله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين}، فهذه الآية صريحة في تخطئة من يتوهم أن حرمة الكعبة مثلا أعظم عند الله تعالى من حرمة شريعته وحرمة من آمن بشريعته وبذل لأجلها الغالي والنفيس، وأنه لا يغني تعظيم الكعبة في الظاهر شيئا عمن عطل الجهاد في سبيل رفع كلمة الله وتحكيم شرعه.
فواهمون أولئك الذين يظنون أن أرض الإسلام ودماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم ستظل سلعة مساومة للمتأولين بأهوائهم نصوص الشريعة الغراء والملبسين على الناس بالقيام ببعض شعائر الإسلام مهما عظمت هذه الشعائر"
ونعى الرجل على الحكومات الحالية والسابقة فى بىد المنطقة تورطها فى دماء المسلمين واحتلال بلادهم من قبل الكفار بسبب اعترافها بتلك المواثيق الكفرية فقال :
"ولتعلم حكومات المسلمين جميعا أن غضبنا ليس لظهر جلد ولا لمال أخذ ولا لقريب حبس، وإنما غضبنا لشريعة الإسلام ولأرض الإسلام ولشعوب الإسلام أسلمتم رقابها لطاغوت الكفر العالمي تتحاكمون إليه وتنزلون على حكمه، غضبنا لعلمانية نكدة أوهمتم المسلمين بالبراءة منها فإذا بها حريق يكاد يلتهم كل مسلم ومسلمة، ولو أنه حريق في أي مكان من الأرض لصبرنا، ولكنه حريق حول الكعبة.
وليس فيما يدعيه ناعقوا أبواق العلمانية الدولية من أن دول الإسلام لا تستطيع أن تنعزل عن العالم وما إلى ذلك من ترهات ليس فيه حجة ولا عذر، إذ لا مانع من أن توجد صيغ أخرى للمشاركة الدولية على أن يكون ذلك ضمن الإطار الشرعي للسياسة الشرعية الإسلامية وما تفصيل ذلك ببعيد ولكن المقام ليس له، بل إن المقام مقام تحذير وتنبيه إلى أن معركتنا مع العلمانية قد حمي وطيسها واشتدت أتونها، وإن الويل والثبور بات يلحق مجتمعات ودولا إسلامية بأسرها اليوم نتيجة هذا التحاكم الأعمى لهذا الطاغوت الأممي."
واعتبر الرجل ما يدور فى المنابر الإعلامية لحكومات بلاد العالم الإسلامى هو تضليل للمسلمين وابعادهم عن الحقيقة وهى وجوب تحكيم شرع الله فى كل شىء فقال :
"وأقول لكل صاحب علم ومنبر وقلم ودعوة وكلمة مسموعة:
أن يقحم نفسه في واقع الأمة السياسي اليوم ليكون خطابنا الشرعي على مستوى المسؤولية بدلا من الجلوس للتصفيق لمظاهر الإلهاء والتعمية عن حقيقة صراع الأمة، أعني صراع التوحيد والشرك.
اللهم إني أبرا إليك من كل طاغوت يعبد من دونك، وأبرأ إليك من كل شرع حرم حلالك أو حلل حرامك، وأبرأ إليك من كل من سولت نفسه الآثمة التلبس بذلك عالما أو أصر عليه بعد علمه.
وإلى هؤلاء وهؤلاء أقول: بيننا وبينكم الجنائز ..."
والكلمة الأخيرة أن الموت هو من سيخبر من على الحق ومن على الباطل لا تغير منكرا مما قاله وسيم مما يقع فى دنيانا
|