عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 27-02-2023, 07:39 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,029
إفتراضي نقد كتاب الرد العلمي على منكري التصنيف

نقد كتاب الرد العلمي على منكري التصنيف
المؤلف عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم والكتاب يدور حول نسبة الناس إلى جماعات سنى وشيعى وإباضى ومعتزلى وقدرى ومرجىء وهو يعتبر أن كل من لم ينتسب إلى السنة فهو بدعى وهو ما نسميه فى عصرنا التكفير وفى هذا قال ابن برجس:
"التصنيف :
هل هو حق أم باطل وهل يصح التصنيف بالظن أم لا يصح ؟
وجواب هذه المسألة أن يقال إن التصنيف الذي هو نسبة الشخص الذي تلبس ببدعة إلى بدعته ونحو ذلك كنسبة الكذاب إلى كذبه وهكذا كل ما يتعلق بمسائل الجرح والتعديل.
نقول إن هذا التصنيف حق ودين يدان به، ولهذا أجمع أهل السنة على صحة نسبة من عرف ببدعة إلى بدعته، فمن عرف بالقدر قيل هو قدري، ومن عرف ببدعة الخوارج قيل خارجي، ومن عرف بالإرجاء قيل هو مرجئ، ومن عرف بالرفض قيل رافضي، ومن عرف بالتمشعر قيل أشعري، وهكذا معتزلي وصوفي وهلما جرا، وأصل هذا أن النبي (ص)أخبر أن أمته ستفترق على ثلاثة وسبعين فرقة ، واحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار، ففيه دلالة على وجود الفرق ولا يتصور وجود الفرق إلا بوجود من يقوم بمعتقداتها من الناس، وإذا كان الأمر كذلك فكل من دان بمعتقد أحد هذه الفرق نسب إليه لا محالة.
وقد ذكر النبي (ص)مثالا لهذه الفرق وهم القدرية في قوله (ص): القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم .

والقدرية واحدهم قدري، فالنبي (ص)نسب أشخاصا من أمته سيأتون من بعده إلى القدر فصنفهم بالبدعة التي وقعوا فيها وهي إنكار القدر، مثالا آخر لتلك الفرق جاء على لسان رسول الله (ص)الخوارج واحدهم خارجي ، وقد أشار إليهم النبي (ص)في أحاديث كثيرة بلغت حد التواتر وهو (ص) لم يسميهم بالخوارج ولكن الصحابة ورد عنهم تسميتهم بذلك وتنزيل الأحاديث التي جاءت في الخوارج على الخوارج الذين وجدوا بعد النبي (ص)والأحاديث كثيرة منها ما جاء في المسند والسنن أن النبي (ص)قال: "سيكون في أمتي اختلافا وفرقة ، قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرأوون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون حتى يرتد السهم على فوقه، هم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم" قالوا: يا رسول الله ما سيماهم، قال: "التحليق". حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد واللالكائي وغيرهم وهو في السنن أيضا.
وقد أخرج مسلم وغيره عن بسر بن عمرو قال سألت سهل بن حنيف هل سمعت رسول الله (ص)يذكر الخوارج، فقال: سمعته وأشار بيده نحو المشرق قوم يقرأوون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، والحديث كما أنه في مسلم أيضا هو في البخاري وفي مسند الإمام أحمد.

وامتدادا لهذا المأثور جاءت أقوال السلف وأفعالهم في هذا الباب واضحة، فهم يثبتون هذه الفرق وينسبونها إلى بدعتها التي خرجت بها عن موجب الكتاب والسنة، ومن عرف بها من آحاد الناس نسبوه إليها وكل هذا منقول عنهم ومثبت في دواوين السنة لا يخفى على أهل العلم ولو كتب المرء في ذلك مجلدا كبيرا لما أحاط ببعض ذلك، وكتب السير والتراجم والمؤلفات الموصوفة بالسنة فيها شىء كثير من هذا الباب، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما جاء في صحيح مسلم عن يحيى بن يعمر قال: (كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني وفيه أنه لقي ابن عمر فقال له إنه قد ظهر أناس من قبلنا يقرأوون القرآن ويتعلمون العلم ، وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف، فقال ابن عمر: (إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني برئ منهم وأنهم براء مني)، وأولئك إشارة إلى الأشخاص الذين دانوا بالقدر أي دانوا بإنكار القدر فنسبوا إلى القدرية، وقد جاء عن أبي أمامة أنه تأول قول الله سبحانه وتعالى: " إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا" تأولها في الخوارج، وكذلك جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقد روي في ذلك أحاديث مرفوعة الى النبي (ص)وإن كان لا يثبت منها شيء، وقد جاء أيضا عن أبي أمامة في تأويل قول الله سبحانه وتعالى: " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات " أنها في الخوارج.
وفوق هذا أن السلف ينسبون من تلبس بهذه البدعة ونحوها إليها، فنافع ابن الأزرق أحد رؤوس الخوارج كما هو معلوم وقد نسبه السلف إلي هذه البدعة ، بل قد كان اسمه في زمن من الأزمان عندهم علم أو علما على الخوارج ، فقد كانت طائفة من الخوارج تدعى بالأزارقة ، وقد ثبت في مسند الإمام أحمد أن عبد الله بن أبي أوفى قال: لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة ، حدثنا رسول الله (ص)أنهم كلاب النار، فقال الراوي عنه قلت له: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها، قال: بلى الخوارج كلها.
والأزارقة قد قتلوا في زمن عبد الله بن الزبير ورؤوس الخوارج وأمراؤهم الذين قاتلهم علي بن أبي طالب معروفون عند السلف ينسبون بأعيانهم إلى هذه البدعة ، كعبد الله بن وهب، وحرقوص بن زهير، وشريح بن أبي أوفى، وعبد الله بن صخبرة السلمي وغيرهم، ومثل هؤلاء أيضا السلسلة المشينة الجهم بن صفوان عن الجعد بن درهم عن أبان بن سمعان عن طالوت ابن الأعصم اليهودي فقد عرف أهل السنة خبث هذه السلسلة وحذروا منها ونسبوا كل من عرف بهذه الملة إلى مشيعها ومفشيها الجهم بن صفوان فقالوا جهمي وهكذا الحال في معبد الجهني وغيلان الدمشقي القائلين بالقدر وفي واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد أهل الأعتزال فكل هؤلاء وغيرهم كثير صنفهم السلف رضي الله عنهم وذكروا أسمائهم منسوبة إلى بدعهم دون نكير بينهم .
وأنت إذا أخذت جانبا آخر من هذا الباب وجدت كتب الجرح والتعديل مليئة بنسبة من دون أولئك إليهم ما داموا مشتركين معهم في نحلتهم ووجهتم وبصرف النظر عن ثبوت ذلك في حق من نسب إليه هذا الأمر أو عدم ثبوت ذلك ."

وكب هذا الكلام يعتمد على رواية كاذبة لم يقلها الرسول(ص) لأنها تنسب إليه العلم بالغيب الممثل فى انقسام الناس إلى بضع وسبعين فرقة وفى وجود الخوارج والقدرية والمرجئة وغيرهم وهو ما يتناقض أنه لا يعلم شىء من الغيب كما قال تعالى على لسانه:
" ولا أعلم الغيب "
كما أن الأمة لا تنقسم ولا يقال عليها أمتى لأنها أمة المسلمين كما قال تعالى :"
"وأن هذه أمتكم أمة واحدة"

والغريب فى كلام القوم هو :
ان التصنيف الذى اخترعوه ليس له وجود فى كتاب الله فلا يوجد فى كتاب الله ولا حتى فى الروايات السنية ما يسمى بأهل السنة والجماعة ولا حتى تسمية الشيعة
ومن ثم فهذا التقسيم والتسمية إذا اعتبرنا كتاب الله بدعة هى الأخرى لأنها تقوم على غير أساس حتى من الروايات السنية ومن ثم يكون من يسمى نفسه سنى مبتدع لأن التسمية لم ترد فى أى نص عن الرسول(ص) أو عن الصحابة
الله قسم الناس لمؤمنين وكفار أى مسلمين ومجرمين فقال مثلا :
" "فمنكم كافر ومنكم مؤمن"
وقال :
"أفنجعل المسلمين كالمجرمين"
إذا كل كلام ابن برجس خارج عن دين الله سواء عند من يقرون بالقرآن وحده أو حتى عند دراسى الحديث
فلا وجود لذلك التصنيف
وقال :
"المقصد أن أهل السنة فعلوا ذلك فإن ثبت فقد حصل المقصود وإن لم يثبت برء من نسب إليه ذلك.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس