"القدوة الحسنة
أنتن أيتها اخوات عندكن قدوات حسنة عديدة، ومنهن وأفضلهن وأعلاهن مقاما مولاتنا فاطمة الزهراء وسيدتنا زينب الكبرياء
هاتان الامرأتان العظيمتان في تاريخ اسلام وإن عاشتا كعيشة باقي النساء لكنهما خير أسوة للنساء كافة، في جميع الجوانب والأبعاد فمولاتنا الزهراء خاضت مراحل الحياة وعاشت فتية وشابة وأما وزوجة ومربية وكانت أيضا أما لأبيها فاقرأن سيرتها لتعرفن كيف كان تعاملها مع أمها مولاتنا خديجة الكبري ومع أبيها مولانا رسول الله (ص) ومع زوجها مولانا امام أمير المؤمنين "
وهذا الكلام جهل بكتاب الله فالاقتداء ليس بالأفراد أى وإنما بهدى الله المنزل على الرسل (ص) كما قال تعالى :
" فبهداهم اقتده"
ويحدثنا الرجل عن عقيدة خرافية يعتنقها وهى أن فاطمة سبب الخلق أو هى ومحمد(ص) وعلى سبب الخلق فيقول:
"لولا فاطمة لما خلقتكما
وهنا أري من المهم أن أذكر جانبا من مقام وفضل مولاتنا فاطمة الزهراء وأقول:
جاء في الحديث القدسي:
«يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما»
لقد سمعتم وعرفتم ماذا جري في التاريخ من وقائع، إثر استشهاد رسول الله (ص)، فلولا وجود الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لانمحي كل شيء، وكان معاوية بن أبي سفيان يقول علنا، سأسعي بالقدر الذي أستطيع به دفن اسم محمد (!!)، فلولا الإمام علي بن أبي طالب ، لما خلق النبي المصطفي (ص) وهذا هو معني (لولا علي لما خلقتك) وكذلك لو فرضنا أن الله تعالي تفضل بخلق النبي محمد (ص) والإمام علي ، ولكن لم يخلق السيدة الزهراء فمن ذا الذي سينجي، بشكل ظاهر ودونما معجزة، عليا بن أبي طالب، عندما شدوا وثاقه، واقتادوه والسيوف مسلطة علي رأسه الشريف، يريدون قتله، في قصة معروفة للجميع، فلولا السيدة الزهراء لقتل الإمام علي في ذلك اليوم، ولانتهي وانمحي كل شيء"
وهذا الكلام تكذيب لكلام الله فالله خلق الكون بما فيها لابتلاء الناس كما قال تعالى :
" الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
والرجل يكذب نص الحديث الذى ذكره رغم أنه يعتقد به وهو كون فاطمة أفضل من والدها وزوجها ولكنه ينفى ذلك بأنهم على مستوى واحد فيقول:
"هي حجة علي العالمين
فليس معني الحديث القدسي المتقدم أن عليا بن أبي طالب أفضل من النبي (ص)؛ أو أن فاطمة أفضل من الإمام أمير المؤمنين إذ إن الأفضلية موضوع آخر مختلف، بل المراد من الحديث معني الإلغاء، ونظيره معني الآية المباركة إن لم تفعل فما بلغت رسالته في قصة الغدير المشهورة، فبعد مضي ثلاث وعشرين عاما من السعي الدؤوب، وتحمل المصاعب والأهوال والأذي والقتال، علي طريق نشر الرسالة الإسلامية، يقول القرآن الحكيم في العام الأخير، أي العام 23، بما يعني أن لولا إعلان الغدير، لأضحت كل تلك السنوات بحكم اللاشيء، وبما يعني أيضا أنه لو لم يصنع الرسول الأكرم (ص) ما صنع في واقعة غدير خم، لألغيت النبوة
إن السيدة الزهراء والنبي المصطفي (ص) والإمام علي يأتون في المرتبة الأولي وإن من لوازم مقام السيدة فاطمة الزهراء مسألة الولاية التشريعية والولاية التكوينية؛ فإذا ما قالت السيدة الزهراء شيئا، يصبح من الواجب علي جميع الأنبياء والأولياء والملائكة وسائر الخلق من الإنس والجان، الامتثال له، كما أكده حديث الإمام الباقر ، فهي حجة علي النساء والرجال، إلا أن الأمر يكتسي بنوع من الخصوصية بالنسبة للنساء، فماذا تحب الزهراء ماذا تريد للمرأة؟"
عقيدة الثالوث التى ذكرها الشيرازى محمد وعلى وفاطمة يذكرنا بعقيدة النصارى الآب والابن والروح القدس أو بدلا منه العذارء مريم
والكلام تكذيب للوحى فحتى الله استنكر نسبة الإناث له من قبل الوثنيين فقال :
" أم لكم الذكر وله الأنثى"
وتحدث عن كون الزهراء هى أحسن قدوة فقال :
"الزهراء أحسن قدوة
ثم إنها بنت رسول الله (ص) فلتنظر المرأة كيف كانت الزهراء تعامل أباها (ص)؟ وكانت الزهراء زوجة الإمام أمير المؤمنين ، فكيف كان تعاملها مع الإمام علي ؟
كما أنها كانت أما للإمامين الحسن والحسين والسيدة زينب الكبري والسيدة أم كلثوم فكيف كانت تعامل أبناءها؟
كل ذلك دروس من السيرة العطرة لسيدة نساء العالمين ويتعين علي كل امرأة أن تتخذها نماذج تطبقها بحذافيرها علي حياتها، وطريقتها في العيش والتعامل مع ميادين الحياة وهناك أمر أهم وهو الهدف الذي استشهدت لأجله الزهراء، فهي فدت الإسلام بنفسها الطاهرة
كما عاشت مولاتنا زينب كباقي النساء فاقرأن سيرتها واطلعن علي مسيرتها وتأسين بها
علي سبيل المثال: المرأة التي لها أب وأم وزوج وأخ وأقارب وأرحام عليها أن تتعلم من مولاتنا فاطمة الزهراء ومولاتنا زينب كيف تتعامل معهم ومع أرحامها وأقاربها وهذا العمل هو أفضل سبيل لنيل القرب من مولانا امام بقية الله وهذا ينطبق أيضا علي الرجل وليس علي المرأة فحسب فالرجل والمرأة وإن كانت أحكامهما بهما تختلف في بعض الموارد، ولكن في مقام نيل القرب من امام لا فرق بينهما بل بمقتضي بعض الروايات وعمل المعصومين فإن الله تبارك وتعالي قد سهل في احكام علي النساء أكثر من الرجال، وهذا يعني أن آلية نيل مقام القرب من امام للنساء أسهل من الرجال فإذا كانت النسبة المطلوبة من عمل الرجل التي يمكنه أن ينال بها القرب من امام هي ستين بالمئة فإنها للمرأة أقل من الستين
جاء في الحديث الشريف عن مولانا امام الصادق :
«أكثر أهل الجنة المستضعفين النساء»
وقد يقول قائل: إن عدد النساء في الدنيا أكثر من عدد الرجال فمن الطبيعي أن يكون أكثر أهل الجنة من النساء ولكن الامام الصادق ولدفع مثل ذلك الاحتمال يقول في تكملته لحديثه الشريف:
علم الله ضعفهن فرحمهن
بناء علي ذلك، فإن سبب كون أكثر أهل الجنة من النساء هو أن الله تعالي يعلم بأن المرأة أضعف من الرجل في أبعاد مختلفة ولذلك فهو تعالي يرحم النساء أكثر من الرجال ويدخلهن الجنة قبل الرجال ولذا فالنساء ينلن مقام القرب من امام أسرع من الرجال
وقد جاء في الكثير من الروايات الشريفة أن مولانا رسول الله (ص) والأمام أمير المؤمنين كانا في آخر لحظة من عمرهما الشريف يوصيان بالمرأة كثيرا فقد قال امام أمير المؤمنين لما حضرته الوفاة في وصيته إلي امام الحسن :
«الله الله في النساء وما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به نبيكم أن قال اوصيكم بالضعيفين من النساء » وهذا يدل علي أن مراعاة حقوق المرأة لها مكانة وأهمية خاصة عند أهل البيت "
وكل هذا الكلام بلا دليل من الوحى لأن الوحى انقطع قبل الوفاة بنزول أخر القرآن وهو " اليوم أكملن لكم دينك وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا"
والكلام هو تكذيب صريح لوحى الله فوصية الرسل (ص) والمسلمين واحدة عند الموت الوصية باتباع الإسلام دينا كما قال تعالى :
"ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا أنتم مسلمون"
وتحدث عن مقام القرب من أهل البيت فقال :
صعب لكنه عذب
"إن نيل مقام القرب من أهل البيت ليس عملا سهلا، كما أن كل الأمور المهمة في الحياة صعبة فالله تبارك وتعالي خلق الدنيا وحفها بالمشاكل والصعوبات حتي يختبر العباد ففي المدرسة والجامعة نجد أن اسئلة المقدمة للطلاب في الامتحان تكون صعبة وليست سهلة فلا يسألون من الطالب ما هي نتيجة (5×5) مثلا، بل تكون اسئلة صعبة ومناسبة لما تعلمه الطالب فالامتحان يجب أن تصاحبه الصعوبة وإلا لا يسمي امتحانا
|