عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-01-2023, 08:58 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,042
إفتراضي

وفي تلك الفترة شوهد مذنب هالي في مكة والى يسار القبله وبقي يرى في سمائها نحوا من اربعين ليلة وله شبه الذنب وكان طويلا جدا فهال الناس وعظم عليهم وقد ورد ذلك في كتابات ابن الأثير الأديب العربي المعروف
ظهر هذا المذنب مره أخرى إبان فتح محمد الفاتح للقسطنطينه، فأثار ظهوره الفزع والذعر في نفوس الأوروبيين، واعتبروه نذير شؤم لهم
وفي عام 1910 عاود ظهوره واعتقد الفلكيون آنذاك بأنه سيمسح الأرض مسحا شاملا فانطلقت الصحف تنذر وتتندر باقتراب نهاية العالم، وصدق ذلك كثيرون ودفع الخوف ببعضهم إلى الأقدام على الانتحار فقد كان خوفهم من لحظة صدم المذنب بالأرض اكثر من خوفهم من الموت
وفعلا اخترق ذيل المذنب الارض حينئذ، وغدا الليل نهارا ذهبيا وصار الناس يسيرون ليلا في الطرقات وهو يغنون ويرقصون ويشربون الأنخاب احتفالا بنهاية العالم – وما زاد بهجتهم حلله الذهبية البراقة – ودام ذلك النهار الذهبي اثنا عشر يوما، ثم افاقوا على حقيقية ان المذنب لن يصطدم بالأرض لكن نهاره الذهبي الخداع كان يحمل في طياته غازأ ساما هو غاز السيانوجين وخلافه
ولحسن حظهم فقد كانت الارض تدافع عنهم وهم لا يشعرون، فقد كانت كثافه الغلاف الجوي الارضي أعلى منها لغازات ذيل المذنب فلم يسمح جو الارض لتلك الغازات بدخولها الا بمقدار ضئيل جدا واقل من سموم تلوث الهواء بغازات المصانع آنذاك
ومع ذلك لم يبعد ذلك التشاؤم عن مخيلتهم حتى وقعت الحرب العالمية الأولى، وجرت عليهم الويلات التي يخشونها وها قد عاد المذنب مرة أخرى فأثيرت حولة الاقاويل والشائعات عن احتمال اصطدامه بالأرض
وانه قدر علينا نحن ابناء القرن العشرين الا نشاهد مذنب هالي فقط بل وان نصطدم به، وان علينا ان نعيش هذا الحدث الذي احتمال وقوعه مرة مل مليون سنه، فهل هذا صحيح؟ وما هي حقيقة هذا المذنب الذي ما فتئ يزعج سكان الارض كل جيل، ويطل عليهم كانه سيف ملتهب، وماهي الطرق الواجب اتباعه لتجنب اخطارة المحتملة؟"
الكلام هنا مجرد تخبيط فكيف ظهر فى 1910 م ثم ظهر مرة أخرى فى الحرب العالمية الأولى التى بدأت من عام1914 م إلى 1918 م؟
وبالقطع كل هذه حكايات لا أساس لها فلو كان يظهر كل 76 سنة فعلا ما ظهر أيام فتح القسطنطينية 1453 م فقد ظهر كما يقال فى أيامنا 1986 م لأنه سيظهر بعده فى 1454م حسب دوراته
وحدثنا المؤلفان عن ماهية المذنب عند الفلكيين فقالا:
"ما هو المذنب؟
المذنبات عبارة عن أجسام سماوية تبدى بريقا متميزا على شكل عمود طولاني منبثق منها شكل الذيل المختلف الطول حسب درجة بعد الجسم عن الشمس ويعتقد أنها تتشكل خرج المجموعة الشمسية ثم تقذف نحو وتعد المذنبات الأجرام السماوية الوحيدة المعروفة التي تسبح في حدود النظام الشمسي، وهي لا تدور في مستوى دوران واحد مع قرص دوران الكواكب حول الشمس، بل تصنع هالة كرويه تحيط بالنظام الشمسي كله
وهي تغوص في الفضاء البعيد عن مجموعتنا الشمسية، وتقترب من جيران شمسنا النجوم قاطعة بذلك مسافات تقدر بعشرات المليارات من الكيلومترات او اكثر من ذلك وقليلة عي المذنبات التي حدث ان زارت المنطق الداخلية الساخنة المحيطة بشمسنا تلك التي يمكن للفلكيين دراستها منها، وقد أثبتت المذنبات التي دخلت هذا النطاق الساخن حقيقة تدعو إلى العجب وهي، أن المذنب ليس سوى تجمعا لغازات متجمدة وحبيبات خشنه، ولا يزيد قطر نواته عن بضعه كيلومترات، وتقل كثافة الماء عندما يكون المذنب في الفضاء بعيدا عن الشمس يصبح عديم الذيل ولكن مع اقترابه من الشمس يتكون له ذيل يزداد طوله بازدياد اقترابه من الشمس، ودائما يكون اتجاهه مبتعدا عن قرص الشمس وذلك بسبب ضغط الرياح الشمسية"
وكل هذا الكلام نظرى بمعنى أن أحد لم يشاهد فعلا المذنبات وتكوينها وما يحدث لها فكلها افتراضات ولكن القوم يقدمون لنا التعريف وكأنه حقيقى ومثله الكلام التالى عن مكونات المذنب التى لم يراها البشر فعليا بالقرب من المذنب أو بالوجود داخله :
"بنية المذنبات:-
يتكون المذنب من ثلاثة أجزاء هامة وهي:
1 – النواة Nucleus : وهي من أهم أجزاء المذنب وتتصف بصغر حجمها وبشدة تألقها حيث أظهرت القياسات أن قطر النواة بحدود بضعة كيلومترات، وصغر النواة الشديدة يشير إلى ضائله كتلتها فهي من رتبه 10000000000000 غرام او نحوها، بحيث لا تشكل سوى نسبه صغيره جدا من كتله الأرض
وتمثل النواة الجزء الصلب من المذنب فهي تتكون من جزيئات متجمدة من الماء وثاني أكسيد الكربون والنشادر والميثان، مختلطة مع جزيئات وفتات الصخور، لذا يسميها البعض بالكره الثلجية " القذرة" وفي حاله اقتراب النواة كثيرا من الشمس تحدث فيها انفجارات وانبثاقات، مما يسبب اندفاع كميات ضخمة من الغاز والغبار وكلما كان المذنب اقرب إلى الشمس كانت كميه الغازات الصادرة منه اكبر، ولذا فعلى مسافات بعيدة من الشمس حيث يكون ضوء الشمس خافتا لا يصدر عندها المذنب آيه غازات أو أتربه، ويكون المذنب مكونا من النواة فقط
الغلاف الخارجي coma :-
وهو ما يسميه البعض التاج أو الهالة او الذؤبة وهو عبارة عن سحابة شديدة الاتساع قليلة الكثافة مكونه من الغازات والأتربه الدقيقة ويمثل الجزء المشاهد من المذنب من على سطح الأرض ويحيط هذا الغلاف بالنواة مباشرة وهو يتصف بتألقه وبسماكة تصل إلى 100 ألف كيلومتر و أحيانا اكثر، ويعزى تألقه الشديد إلى انعكاس أشعه الشمس على جزيئات الغبار والغاز المكونة له بالاضافه إلى إثارة ذرات المواد المكونة للغلاف من قبل الاشعه الشمسية وخاصة البنفسجية، مغيره من تركيب الذرات بفقدها بعض الكتروناتها واسر ذرات أخرى للإلكترونات المنطلقة وتعتمد سماكة هذا الغلاف على بعد المذنب عن الشمس فتكون سماكته محدودة جدا في حال كون المذنب يبعد عن الشمس اكثر من أربع وحدات فلكية
...وإذا ما اقترب المذنب من الشمس مسافة اقل من وحدة فلكية فان الغلاف الخارجي للمذنب يقل حجمة بسبب قيام الإشعاع الشمسي بضغط ودفع الكثير من الغازات بعيدا عن المذنب تجاه الذيل، ناجما عن ذلك تناقص في كمية غازات الغلاف
الذيل TAIL
الذيل هو الجزء الثالث من المذنب والذي استمد المذنب اسمه منه ويتعلق وجود هذا الذيل كما يتعلق طولة بمدى بعد المذنب عن الشمس إذ يختلف طولة من الصفر إلى خمسين مليون كيلومتر فعندما يصبح المذنب بعيدا عن الشمس وضمن مجال الرؤية على سطح الأرض فلا يشاهد له ذيل، ولكن عندما يقترب من الشمس يحدث تبخر في طبقاته الخارجية بسبب سقوط الطاقة الشمسية الساخنة علية فيتكون له راس متضخم (النواة المتضخمة) ونتيجة للجاذبية الضعيفة بين نواه المذنب وغلافه الغازي فان الرياح الشمسية تعمل على دفع جزء من مكونات الغلاف الغازي بعيدا عن النواة، متكونا من جراء ذلك ذيل متوهج يتجه بعيدا عن الشمس دوما، وقد يشغل كله في هذه المرحلة حيزا يزيد عن حجم الشمس
ولكن المذنبات لفرط كونها كتلا من لا شيء (غازات متجمدة) فان وزنها يقل عن جزء من ألف مليار جزء من وزن الأرض، ...والذيل لا يتبع المذنب دوما، فأحيانا يكون خلفة و أحيانا أخرى يكون إمامة...والسبب في ذلك كون الذيل يتركب من غازات واتربه تندفع بعيدا عن الغلاف (الكوما) تحت ضغط الإشعاع الشمسي والجزئيات الشمسية (الرياح الشمسية)

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس