حتى تقول له: حاذر أن أتركك وأمضى إلى حال سبيلي، سرى ذلك من الربوع العالية في المدن إلى أكواخ الفلاحين، فالفلاحة لأقل شيء تقول لزوجها: خذ قمصانك وسراويلك؛ لأني تاركة لك، وذاهبة مع حبيبي يوسف الذي يفوقك حسنًا وبهاءً.
هذا لأن المرأة خلعت ثياب الحشمة واحترام الزوج، وخرجت من دائرة الخضوع له، تلك الواجبات التي ينبغي أن تبقى عليها حتى انقضاء الأجل على الرجل أن يكد ويشتغل، وما على المرأة إلا أن تقيم في البيت؛ لأنها زوجة، أو بعبارة أخرى إناء لطيف سريع الانثلام والانكسار.
على الرجل أن يراقب سلوك امرأته ولا يطلق لها العنان؛ بل يحجبها في البيت،والبيت دائرة حرية واسعة للمرأة، ثم ختم هذه السطور بمثل روسي؛ وها هو:
لا تركن إلى الفرس في الغيط، واركن للمرأة في البيت."
ثم قال عن الحب والزواج:
"إن دوام الحب بين الزوجين من رابع المستحيلات، إنه قد يكون حب؛ ولكن إلى وقت قصير جدٍّا، ثم لا يدوم إلا في الروايات فقط، وأما بين الناس فعديم الاستقرار في قلبين معًا"
وقال عن أن النظر للنساء ينتهى بالرجل والمرأة للزنى:
"وكل رجل — متزوجًا كان أو غير متزوج — إذا اجتازت به غادة فتانة فأكثر ما يكون منه أن يوجه إليها التفاتة، وقد يبذل بعضهم كل مرتخص وغال بعد ذلك في سبيل الوصول إليها، والمرأة من هذا القبيل كالرجل؛ فإنها تجتهد للاتصال بأكثر من واحد دائمًا، وما دام يمكنها هذا الاتصال فهي نائلة أربها لا محالة"
وتحدث عن انتشار الزنى بين الشباب رغم تحذير الامهات الأبناء والبنات لهم من مجىء الأمراض الخبيثة كالسل والسيلان بسبب ممارسة الزنى فقال :
"وأنا أعرف أمهات كثيرات يعتنين بأمر أولادهن في هذا الطريق؛ رعاية لصحتهم، بقي على الشاب أمر واحد يخشى عاقبته من ارتكاب الموبقات، وهو العدوى من المرض المشهور، غير أن الحكومة التي تهتم بصحة رعاياها لم تدع مجالًا للخوف؛ فإنها بهمة فائقة تعتني اعتناءً تامٍّا بالمواخر، والأطباء كهنة أصنام العلم، يراقبون المومسات لقاء أجور يتقاضونها، وهم من جهة أخرى يفتون للشباب بضرورة الاجتماع ولو مرة في الشهر؛ مراعاة لقانون الصحة."
والحقيقة أن تولستوى كان يتحدث فى تلك القضايا من منطلق دينه النصرانى وهو محق فى الكثير من نقده للمجتمع الروسى والأوربى الذى تخلى عن العمل بأحكام النصرانية والقضايا التى ناقشها الكتاب هى من القضايا المشتركة بين الإٍسلام والنصرانية كبقاء المرأة فى البيت والحشمة وعدم جلوس الرجل الغريب مع النساء ليقوم بتقبيل أيديهن أو النظر لهن ومراقصتهن وكحرمة الزنى
أقول أنه مهما بلغ الإنسان من العدل وهو على دين مخالف فلن يكون قوله عادلا فى كل شىء بالنسبة لأهل الدين الأخر خاصة دين الإسلام ومن قراءتى لكثير من الكتب التى أخبرنا المترجمين أنها كتب عادلة ومنصفة للإسلام والمسلمين فإنها كلها تخرج من جراب واحد وهو جراب الكراهية القلبية وهى تبدو كما كان يفعل المنافقون :
" يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم"
وللأسف الشديد أن الكثير ممن أعلنوا إسلامهم من كتبة النصارى أو اليهود لم يسلموا حبا فى الإسلام وإنما أسلموا ليكونوا عيونا وجواسيسا آمنة فى بلادنا نقربهم من أماكن صنع القرار وأحيانا نضعهم فى أماكن حساسة تتيح لهم جمع ما يريدون من معلومات وغيرها
|