عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-11-2022, 09:14 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,023
إفتراضي

والحديث باطل والخطأ إستجابة الله لدعاء الثلاثة ويخالف هذا أن إستجابة الله للدعاء مرهونة بما كتبه الله مسبقا ومن ثم لا تتحقق كثير من الدعوات فى هذه الليالى أو غيرها لأنها معلقة على مشيئته مصداق لقوله تعالى "فيكشف ما تدعون إليه إن شاء "كما أن الله لم يحدد وقت معين للإستجابة لدعاء الإستغفار وأما الأدعية الأخرى فيحددها فى الإستجابة ما كتبه الله فى السابق كما أن لو كان هذا القول صحيح ما احتاج المسلمون لتنفيذ أمر الله بإعداد القوة ورباط الخيل لأنهم ساعتها سينتصرون بالدعوات فى تلك الليالى وهو ما لم يحدث بدليل أننا نعيش عصر الهزائم الآن
ثم قال :
"وقد يكون الظلم بين الزوجين، فيقهر زوج زوجته القائمة بحقوق الله وحقوقه، فيمنعها ما يجب عليه من الحقوق، ويتعدى عليها بما يؤذيها، وليس لها من يردعه عن غيه، ويعيده إلى رشده، فلا تجد لها ناصراً إلا دعوة مظلوم ترفعها إلى الحي القيوم، وقد تكون الزوجة هي الظالمة لزوجها بإيذائها له، وتسلطها عليه، ومنعها حقوقه، وليس من قدرة لكبح جماح ظلمها؛ لضعفه، أو لقوتها بقرابتها، فيرفع يديه إلى السماء تحملان معهما دعوة مظلوم لم يجد من ينصف له في الأرض.
وقد يكون الظلم بين الجيران، فيظلم جارٌ قويٌ قادر جاراً ضعيفًا عاجزاً، أو يكذب عليه حتى يأخذ حقه، ويستولي عليه ظلمًا وعدوانًا، ولا مغيث لذلك الجار يرد له حقه، إلا دعوة مظلوم يرسلها إلى عَنان السماء إلى الحكم العدل سبحانه وتعالى، جاء في الصحيحين عن محمد بن عبد الله بن عمر أن أباه حدثه عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: أن أروى خاصمته في بعض داره فقال: دعوها وإياها؛ فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: (من أخذ شبراً من الأرض بغير حقه طوقه في سبع أرضين يوم القيامة)، اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها، واجعل قبرها في دارها، قال: فرأيتها عمياء تلتمس الجدر تقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد، فبينما هي تمشي في الدار مرت على بئر في الدار فوقعت فيها فكانت قبرها)."
والحديث باطل والخطأ فيه تطويق الله للمنتقص من سبع أرضين ويخالف هذا أن التطويق الوحيد هو التطويق بالذهب والفضة أى المبخول به مصداق لقوله "سيطوقون ما بخلوا "كما أن الأرض تبدل يوم القيامة ومن ثم لا تكون سبع أرضين مصداق لقوله تعالى "يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات "
ثم أكمل الكلام عن بقية أنواع الظلم :
"أيها المسلمون، وقد يكون الظلم بين الأقارب، فرُبَّ قريبٍ يظلم أخاه، أو أخته، أو عمه، أو عمته، أو خالته، أو أولادهم، وليس للمظلوم قدرة على الانتصار، وأخذ الحق من الظالم، فتخرج عند ذلك من القلب المكلوم دعوة مظلوم، ترتفع إلى من لا يظلم عنده أحد.
إن رسولنا (ص) لم يسلم من ظلم أقاربه، فقد أخرج الحاكم في مستدركه-بسند صحيح- عن أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه قال: كان لهب بن أبي لهب يسب النبي (ص): فقال النبي (ص): (اللهم سلط عليه كلبك)، فخرج في قافلة يريد الشام، فنزل منزلاً فقال: إني أخاف دعوة محمد (ص)، قالوا له: كلّا، فحطوا متاعهم حوله، وقعدوا يحرسونه، فجاء الأسد فانتزعه فذهب به"
والحديث باطل لوجود آية معجزة وهى أكل ألأسد وهو ما سماه كلبا وكأن الكلب هو أسد وهو استهبال على القراء والسامعين وقد منع الله ألايات وهى المعجزات فى عهد النبى(ص) فقال:
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم قال فى ظلم الراعى للرعية :
" وقد يكون الظلم بين الراعي والراعية، فقد يوجد راعٍ يحكم رعيته بالجور والعسف، وسلب الحقوق، وكثرة الإضرار بهم، ورعيةٍ يظلمون راعيهم بعدم السمع والطاعة في المعروف، أو بالطعن فيه، وإحداث الأعمال المحظورة التي تؤذيه، فعند ذلك تصعد دعوة مظلوم إلى السماء تستنزل العقوبة على الظالم راعيًا كان أو مرعيًا. ففي محنة خلق القرآن التي ابتلى بها المأمون العباسي الناسَ وثبت فيها بعض العلماء، كان على رأسهم: الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنهما حُملا على بعير وسيرَ بهما إلى الخليفة عن أمره بذلك، وهما مقيدان متعادلان في محمل على بعير واحد ... فلما اقترابا من جيش الخليفة ونزلوا بمرحلة جاء خادم -وهو يمسح دموعه بطرف ثوبه- ويقول: يعز عليّ -أبا عبدالله- أن المأمون قد سلّ سيفًا لم يسله قبل ذلك، وإنه يقسم بقرابته من رسول الله (ص) لئن لم تجبه إلى القول بخلق القرآن ليقتلنك بذلك السيف، قال: فجثا الإمام أحمد على ركبتيه، ورمق بطرفه إلى السماء، وقال: سيدي، غرَّ حلمُك هذا الفاجرَ حتى تجرأ على أوليائك بالضرب والقتل، اللهم فإن لم يكن القرآن كلامُك غيرَ مخلوق فاكفنا مؤنته، قال: فجاءهم الصريخ بموت المأمون في الثلث الأخير من الليل، قال: أحمد ففرحنا .
وعن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: شكا أهل الكوفة سعداً إلى عمر ، فعزله واستعمل عليهم عماراً، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه فقال: يا أبا إسحاق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي؟ قال أبو إسحاق: أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله (ص) ما أخرم عنها: أصلي صلاة العشاء فأركد في الأولين، وأخف في الأخريين، قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق، فأرسل معه رجلاً أو رجالاً إلى الكوفة فسأل عنه أهل الكوفة، ولم يدع مسجداً إلا سأل عنه، ويثنون معروفًا، حتى دخل مسجداً لبني عبس فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة قال: أما إذ نشدتنا فإن سعداً كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا قام رياء وسمعة فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه بالفتن، وكان بعد إذا سُئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد، قال عبد الملك: فأنا رأيته بعدُ قد سقط حاجباه على عينيه من الكِبَر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن) "
وهذا الكلام من ضمن حكايات الخبل التى ابتليت بها الأمة فمن قال فى حق أحد شىء بدون إثبات فإنه يحاكم ويجلد ثمانين جلدة لكذبه خاصة أن القول كان أمام الناس فى سعد وهنا لا توجد محاكمة ولا شىء وإنما اكتفى المظلوم بالدعاء وكأن سعد وهو من علماء الإسلام لسبقه جاهل بحكم الله هو ومن سمعوا الظلم من الصحابة والتابعين
وطالب الرجل المظلوم أن يشكو إلى الله وحده فقال :
"أيها الإخوة الأفاضل، نقول لكل مظلوم: أبشر، ولكن اشكُ مظلمتك إلى الله تعالى وحده، ولا تعرض مصيبتك من ظالمك على من لا يقدر على نصرك، أما من يعين على استرجاع الحق ودفع الظلم فلا بأس."
والشكوى لله تكون بوسائل متعددة منها الدعاء ومنها الشكوى إلى القضاء وإلا فلماذا شرع الله وجود القضاة ؟
وتحدث عن الاخلاص فى الدعاء فقال :
"وعليك أن تدعو مخلصًا متضرعًا، مستمراً بلا استعجال؛ فقد يكون تأخير العقوبة على من ظلمك وظلم غيرك خيراً للمظلوم، وشراً على الظالم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون، قال تعالى: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}"
وتحدث عن عدم الاعتداء فى الدعاء فقال :
"وعليك أن لا تعتدي في الدعاء على من ظلمك، فلتكن دعوتك على قدر مظلمتك.
وعليك أن لا تظلم أحداً؛ لكي تنال نصر الله لك، فهو نعم المولى، ونعم النصير لمن لم يكن من الظالمين. أيها المسلمون، نداء لكل ظالم، ونصيحة لكل غاشم، ارفع يد الظلم، واكفف عن الإيذاء لخلق الله، قبل أن تدركك دعوات المظلومين، وتحيط بك عقوبة رب العالمين، وقبل أن تغادر الدنيا حاملاً مظالم الناس على ظهرك لتقف بين يدي الحكم العدل لينتصف لمظلوميك منك."
وطالب الظالم برد المظالم فقال :
"فسارع إلى التوبة إلى الله، وردّ المظالم إلى أهلها-إن كانت مما يُرد- قبل أن يفجأك الموت فتقضي المظلومين من حسانتك، وتحمل من سيئاتهم.
قال رسول الله (ص): (يجيء الرجل يوم القيامة من الحسنات ما يظن أن ينجو بها، فلا يزال يقوم رجل قد ظلمه مظلمة فيؤخذ من حسناته فيعطى المظلوم، حتى لا تبقى له حسنة، ثم يجيء من قد ظلمه، ولم يبق من حسناته شيء، فيؤخذ من سيئات المظلوم فتوضع على سيئاته)
وقال رسول الله (ص): (من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه) "
والأحاديث السابقة باطلة والخطأ فيها هو الأخذ من حسنات الظالم اعطائها للمظلوم ويخالف هذا أن الإنسان ليس له سوى جزاء سعيه مصداق لقوله تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
ثم قال مطالبا بالتوبة ونصرة المسلمين للمظلوم :
"فخفِ القصاصَ غداً إذا وفّيتَ ما ... كسبتَ يداك اليوم بالقسطاس
إن تمطلِ اليومَ الحقوقَ مع الغنى ... فغداً تؤديها مع الإفلاس
عباد الله، ومما ينبغي أن يسارع إليه الظالم التائب وغيرُه من المسلمين: نصرةُ المظلومين، ودفعُ الظلم عنهم، وإعانتهم، والتفريج عنهم؛ فقد كان من الأوامر التي أمر بها رسول الله (ص): نصرُ المظلوم
وقال عليه الصلاة والسلام: (وأعينوا المظلوم)
وقال أيضًا: (ومن مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزول الأقدام) "
واعانة الظالم تكون بتقديمه للقضاء أو قتاله كما فى الاصلاح بين المتخاصمين حتى يفىء للحق
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس