وحول الشيرازى الكتاب من الحرية إلى حديث للمقارنة بين قادة الشيعة وقادة السنة فزعم قتل صلاح الدين ألأيوبى لمليون إنسان بسبب اختلافه معهم فى الرأى فقال :
"لقد كتب محبو «صلاح الدين الأيوبي» أنه قتل قرابة مليون إنسان في عصر كان سلاحه السيف ليس لشيء إلا لأنهم يختلفون معه في الرأي"
وتحدث عن سيرة النبى(ص) مكررا ما سبق أن قاله فقال :
"فأين هذا من سيرة النبي (ص)الذي حاربه قومه عشرين سنة وأخرجوه من داره، ولكنه عندما عاد إليهم ظافرا بنصر الله وعزته وقدرته لم يجبر أحدا منهم علي اتباع دينه، بل قال: «من أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقي سلاحه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن» ولم يقل من أسلم وشهد الشهادتين فهو آمن، مع أن مهمته (ص)هي تبليغ الشهادتين؛ لأن حرية الرأي في نظام الله وقانون الإسلام لا تقل تقديسا من الشهادتين فالإسلام يسعي لجعل الناس أحرارا قال تعالي: "يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم" "
وكل هذا الكلام كان من المفروض أن يمتنع عن قوله ويتكلم فى مسألة الحرية من جوانبها المختلفة ولكنه تحدث عن شىء واحد وهو عدم الإكراه فى الدين فقط مع أن المسألة متشعبة فلابد أن يتحدث عن أن حرية من يعتنق الإسلام تنتهى باعتناقه واختياره الإسلام وعن حرية المملوك والفرق بين الحر والعبد وتحرير الرقاب
وتحدث عن حدود الحرية فقال :
"أنت حر ما لم تضر
يقول الإسلام: اعمل ما تشاء، فلك حرية العمل شريطة أن لا تضر غيرك؛ فإنه «لا ضرر ولا ضرار في الإسلام» والإسلام يضرب بشدة علي يد الظالم ومن يريد إلحاق الضرر بالآخرين، وبعد ذلك فأنت حر في كل أمورك، في ذهابك ومجيئك وسفرك وعلاقاتك، فلا ضغط ولا جبر ولا إكراه ولا كبت للحرية في الإسلام، ولكن ثمة توجيهات وإرشادات تبين لك السلوك الأحسن، تقول: هذا صحيح وهذا مستحب وهذا مفضل وهذا مكروه"
وحكاية أنت حر ما لم تضر خرافة من الخرافات فالإسلام يقرر وجوب احداث أضرار فى أحوال معينة مثل :
-رد العدوان كما قال تعالى :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
- إضرار الثابت فى حقهم ارتكاب جرائك كالسرقة والقتل
- إضرار من يخالفون مخالفات فى إطار التربية كالزوجة والأولاد والبنات بالضرب
وقارن الرجل بين التاريخ الإسلامى وتاريخ الغير فقال :
"فلنقرأ عن الإسلام، ولنقرأ عن غيره أيضا ثم نقارن بينهما ففي القرون الوسطي كان العالم في الغرب يقتل لمجرد إبداء رأيه في قضية ما وإن كانت علمية محضة لا علاقة لها بالدين وتشريعاته!
فقتلوا القائل بكروية الأرض، وكذلك الرجل الذي ترجم الكتاب المسمي عندهم بالمقدس؛ فقد كان هذا الكتاب حكرا علي رجال الكنيسة فقط ولا يعرف لغته غيرهم
هكذا كانت حالة أوربا في القرون الوسطي أي بعد مرور أربعمئة سنة علي الإسلام فهل يصح مقارنتها مع عهد الإمام أمير المؤمنين كلا بالطبع؛ إذ كيف يصح مقارنة الصفر بالكثير بل لابد أن يكون مقابل الكثير عدد لتصح المقارنة"
وعاد مرة أخرى للمقارنة الطائفية وكما سبق القول لم تحدث كل الحكايات المكتوبة فى كتب التاريخ فقال :
" ومن هنا قيل: من فضل عليا علي معاوية فقد كفر، لأن معاوية لا فضل عنده ليكون علي أفضل منه بل لا يقاس بآل محمد من هذه الأمة ولا من غيرها أحد ، فلقد كانوا صلوات الله عليهم أجمعين يمثلون القرآن"
وتحدث عن عدم العبودية للغير والعبودية للنفس وكلاهما محرم فقال
"التزم بتوجيهات الإسلام ولا تكن عبد غيرك
هناك تهمة وجهها بعض المستشرقين إلي الإسلام ويرددها بعض الشباب الذين لا يعرفون الإسلام حق معرفته فهم يقولون: إن الإسلام كله محرمات وقيود ونواه ونحن نقول لهم: بالعكس تماما فإن الحرية الموجودة في الإسلام لا يوجد لها نظير في أي مكان!
خذوا أكثر بلدان العالم ادعاء للحرية كفرنسا والولايات المتحدة مثلا، تري القيود الكثيرة للسفر منها وإليها، وفي جوانب كثيرة أخري فهذه القيود موجودة في كل دول العالم وإن كانت في بلداننا أشد أما الإسلام فلا يوجد فيه مثل هذا، فلا يقول لك الإسلام: أين تسكن؟ وأين تذهب؟ وكيف تذهب؟ ومتي تذهب؟ بل يقول لك: إن الله خلقك وهو الذي أعطاك الفكر والعقل فلا تكن عبد غيرك، ولا يجب أن تخبر الدولة عن خروجك ودخولك، وإقامتك ورحيلك، وما تستورد وما تصدر غير المحرمات لكن الإسلام يضع لك التوجيهات ويقول لك إن التزمت بها تفلح وإلا تخسر!
الإسلام يهدي ويرسم الطريق، وبعده لا إكراه في الدين، وكل أنواع الإكراه مرفوضة فيه والحريات الموجودة في الإسلام لا نظير لها في التاريخ وكانت تلك نماذج وهناك آلاف النماذج في سيرة النبي وأهل بيته
فمن يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها ومن يتمسك بالطاغوت ويذهب وراء المبادئ الهدامة والطواغيت البشرية والفكرية فإنما يتمسك بعروة منفصمة، حيث سيكتشف بعد مرور عدة أيام أو أعوام أنه كان مخطئا
إذن الحرية التي يمنحها الإسلام في مختلف المجالات ليس لها نظير ولا شيء يقرب منها في تاريخ العالم حتي في هذا اليوم المسمي بعصر الحريات"
والمقارنة بين الإسلام وتشريعات الكفر فى الحرية تقارن بين تشريع عادل وتشريع بشرى ظالم وهذا التشريع العادل من عند الخالق العالم بكل شىء
|