عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-10-2022, 08:37 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,845
إفتراضي قراءة فى خطبة في معنى لا إله إلا الله

ونقل الرواة أن المشركين كانوا يصومون ويحجون ويقولون في تلبيتهم، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك فهذه الآيات وغيرها كثير، صريحة كما ترى أيها المسلم في أن المشركين في الجاهلية كانوا يعتقدون وجود الرب تعالى، وأنه المنفرد بالخلق والرزق والتدبير وغير ذلك، إلا أنهم أشركوا في عبادته وعبدوا معه غيره من الشفعاء والأولياء بشتى أنواع العبادة ومظاهرها، من دعاء وذبح، ونذر وتقرب وخضوع، وتذلل والتجاء"
ومما سبق نجد أن الكثير من الكفار يعترفون بأن الله هو خالقهم ولكنهم يعبدونه مع غيره أى يطيعون ألهة متعددة منها الله
وتحدث الرجل عن أن الكلمة مرتبطة بالعمل والنية فقال :
"وظاهر من هذا كل الظهور، أن من قصد غير الله تعالى بنوع أو فعل من أفعال العبادة، لحق بهم ولا شك، وعد منهم، ولا تنفعه حينئذ لا إله إلا الله، وإن ملأ وقته بها ولهج بها آناء الليل وأطراف النهار، حتى يخلص العبادة لله سبحانه، المستحق لها وحده، ولهذه الكلمة المشرفة آثار عظيمة وخصائص جسيمة، ينتجها الإيمان بها، وتتولد عن تطبيق مقتضاها والجزم بها، ومن أهمها وأجلها: الحاكمية، إذ من تحاكم إلى الطاغوت، والطاغوت كل ما قصد من دون الله ورضي به، و ركن إليه، وأقره وأيده، فقد أشركه مع الله تعالى في أخص خصائص الألوهية وهي الحكم {إن الحكم إلا لله} {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا} "
إذا العبادة لابد أن تكون نيتها وهو باطنها الإخلاص وهو طلب رضا وهو رحمة الله وظاهرها هو العمل الصالح من قول أو فعل
وأطلق الحسنى على من يحكمون غير الله من الحكام اسم المسلمون فقال
"وقد أطبق المسلمون في الشرق والغرب على الإطاحة بهذه الخاصية الإلهية، ونصب رؤساؤهم أنفسهم طواغيت، وأضفوا عليها صفات الألوهية، وتحكموا باسمهم في الأبشار و الأبضاع والدماء والأموال، و رضيت شعوبهم بذلك فتطرق الخلل إلى أعز ما لديهم، وهو الإيمان بلا إله إلا الله، التي سادوا بها العالم وفتحوا بها الأمصار وملكوا الأقطار، حين كانوا مؤمنين بها، فانحدروا إلى الحضيض، ولازالوا متخبطين في أوحاله، مرتكسين في آلامه وأهواله، ولن يزالوا كذلك إلى أن يراجعوا رشدهم، ويخلصوا الإيمان بالله، ويلوذوا بلا إله إلا الله، حقا وصدقا، حينئذ يرفع الله عنهم الضيم، وينقشع الغيم، ويفرح المؤمنون بنصر الله، أما ما دامت الحال كما نرى، فإن هذه الكلمة لا تنفعهم، وإذا قالوها بكتوا وكذبوا، وهذا هو الخطر العظيم والبلاء الكبير."
وبالقطع كل من صدق أن الحكم لغير الله والمراد الحكم لغير وحى الله فقد كفر وليس له إسلام بل هو كافر كما قال تعالى :
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"
وذكر أحاديث فى الشهادة فقال :
"قال أنس بن مالك، سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: (لا إله إلا الله، تمنع من سخط الله ما لم يوثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ثم قالوا لا إله إلا الله قال الله كذبتم) رواه البزار في مسنده."
وقالت عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: (لا تزال أمة لا إله إلا الله بخير ما بالوا ما انتقص من أمر دينهم في أمر دنياهم فإذا لم يبالوا ما انتقص من أمر دينهم في فلاح دنياهم ردت عليهم وقيل لهم لستم بصادقين) رواه الطبراني في المعجم الأوسط
وقال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال لا إله إلا الله تدفع عن قائلها ما بالى قائلها ما أصابهم في دنياهم إذا سلم لهم دينهم فإذا لم يبال قائلها ما أصابهم في دينهم بسلامة دنياهم فقالوا لا اله إلا الله. قيل لهم كذبتم). رواه البزار في مسنده أيضا.
وهذه الأحاديث الثلاثة كلها في معنى واحد، وهو أن الناس إذا اهتموا بشؤون الدنيا وحدها وقدموها على الدين، ولم يبالوا بدينهم إذا سلمت لهم دنياهم، كما هو الحال الآن تماما، ثم قالوا لا إله إلا الله، ردت عليهم ولم تنفعهم، وقال لهم الله كذبتهم، والعياذ بالله تعالى"
والأحاديث مخالفة لكتاب الله فالمسلمون مع اعتقادهم بها وعملهم بها واخلاصهم قد لا يكونون بخير ففى أول الدعوة كانوا يعذبون عليها أى تصيبهم الشرور مع إيمانهم وعملهم بها وحتى بعدما هاجروا عملوا بها واعتقدوا ومع هذا ابتلاهم الله بالشرور كنقص الأموال والأنفس والثمرات فقال :
""ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
وتحدث الرجل عن خوفه على نفسه وعلينا أن نكون كفارا يحكمون رؤساءهم وملوكهم وغيرهم فقال :
"ونخشى يا أخي أن نكون أنا وأنت من هؤلاء، فإن وزن لا إله إلا الله أصبح خفيفا في نفوسنا، تعودنا قولها بألسنتنا فقط، أما سلوكنا في الحياة، أما أسلوب عيشنا، أما موقفنا من ديننا، فهو مخجل قبيح بعيد عن الصواب وأقبح منه وأخزى وأعرق في الضلال، إصرارنا عليه، وتمادينا فيه، لا نتعظ ولا ننزجر، ولا نرعوي ولا نزدجر، فلنجاهد أنفسنا، ونمت بعرق جبيننا جهدا في الثبات على الحق، وإخلاص العبادة لله، عسى أن نكون من حزب لا إله إلا الله."
إذا الشهادة هى ايمان وعمل صالح معه والمراد انها طاعة الدين كله وهو حكم الله وحده دون غيره أيا كان هذا الغير وأيا كان مسماه
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس