عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-10-2022, 08:58 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,843
إفتراضي

حيث كان الأطباء يقومون بالتوصية ببعض أنواع القراءات التي يرونها مناسبة وفاعلة لتوفير السعادة والاستقرار النفسي لمرضاهم، و ازدهرت مكتبات المستشفيات وعيادات العلاج بمواد القراءة المختلفة، وقد استخدم المعالجون النفسيون أساليب العلاج بالقراءة منذ بدايات القرن التاسع عشر. وكانت البدايات الحديثة في مجال المكتبات والمعلومات عندما عينت جمعية المكتبات الأمريكية في عام 1939 أول لجنة متفرغة لمتابعة وتنمية هذا المجال ضمن لجانها المهنية، كما قدمت كلية المكتبات بجامعة فيلانوفا Villanova University بالولايات المتحدة الأمريكية أول مقرر دراسي أكاديمي في هذا المجال ضمن برامجها التخصصية منذ عام 1970م.
4 - بدايات العلاج بالقراءة في التعليم:
استخدمت أساليب العلاج بالقراءة مع الأطفال والناشئة منذ منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، وظهرت في تلك الفترة نوعية جديدة من الكتب الإرشادية راج استخدامها في العلاج بالقراءة، وكان أولها الكتاب الإرشادي الذي أعده ادوين ستارباك Edwin Starbuck ونشر في عام 1928 وهي كتب سهلة الاستخدام، حيث يمكن لأحد الوالدين أو المعالج المستخدم لهذا الكتاب أن يستعين به في تقويم أي سلوك أو عيب في شخصية الطفل أو الناشئة، فيبحث المعالج عن المشكلة المراد العمل على علاجها في القسم المرتب هجائيا بالموضوعات في نهاية الكتاب حيث يجد في مقابل كل مشكلة من المشكلات المذكورة الصفة المناظرة لها من ضمن الصفات أو الفضائل المرغوبة مع قائمة بالكتب المرشحة للقراءة العلاجية لإكساب تلك الصفة أو الفضيلة، و ملخصات للكتب المرشحة، مما يعين على تحديد الكتاب الملائم من بينها لكل حالة خاصة يراد معالجتها.
وقد زاد التركيز على القراءة والمكتبات واكتساب مهاراتها ضمن المتطلبات الإجبارية للمدرسة الحديثة التي تعتبر فبها المكتبة أو مركز مصادر التعلم القلب النابض ومحور نشاط العملية التعليمية التي يوجه فيها المعلمون بالتكامل مع المكتبيين واختصاصي المعلومات طلابهم لاكتساب مهارات المعلومات والتعلم الذاتي في عصر التفجر المعرفي الذي ما بات يجدي فيه الحفظ والتلقين أمام الكم الهائل المتنامي من المعلومات ومصادرها منذ النهضة التعليمية التي هزت النظام التعليمي في الولايات المتحدة والغرب في نهايات الخمسينيات وبدايات الستينيات من القرن الماضي بعد السبق الذي كان قد حققه المعسكر الشرقي ممثلا في الاتحاد السوفيتي السابق عندما أطلق في عام 1957 سفينة الفضاء سبوتنيك منذرا بتفوق نظامه التعليمي والعلمي والتكنولوجي."
هذا الكلام عن استخدام القراءة فى مجالات علاجية متعددة مرتبط بعقيدة من وضع الكتب المرادة لكل موضوع ومن ثم فلا توجد قائمة صحيحة إلا فى أمور ترتبط بالقراءة والكتابة فى التعليم كالتلعثم ووجود مخارج غير صحيحة للًأصوات أو وجود ضعف سمعى
وحدثنا عن أنواع القراءة العلاجية فقال :
"أنواع العلاج بالقراءة:
يعتبر العلاج بالقراءة بنوعيه الرئيسيين: العلاج الموجه بالقراءة، والعلاج الذاتي بالقراءة، من أكثر الأنواع العامة للعلاج بالقراءة انتشارا اليوم، حيث العلاج الموجه هو العلاج الذي يشارك فيه شخص مهني متخصص مع القارئ أو المستمع للقراءة، سواء باختيار مادة القراءة ومناقشتها مع القارئ بعد القراءة أحيانا، أو بالقراءة المباشرة للمستمع، بينما يقوم المتلقي في العلاج الذاتي بمعالجة نفسه ذاتيا مستعينا ببرامج وكتب إرشادية ومواد مبرمجة لتحقيق غايات محددة، وحل المشكلات بأنواعها، سواء أكانت مشكلات نفسية أم تعليمية أم غيرها، أو استخدامها لتطوير الذات في مجالات مختلفة.
وتضاف أحيانا للنوعين السابقين نوعان آخران للعلاج من خلال التعبير المكتوب والشفهي، فيقوم الشخص في تلك الحالة بكتابة المواد الأدبية من نثر أو شعر أو قصة أو مذكراته وترجماته الذاتية وغيرها، أو يقوم بالتعبير عنها شفاهة،، بينما تركز هذه الدراسة على التعرف على العلاج بالقراءة للأغراض التعليمية وفي التعامل مع الأطفال والناشئة."
بالقطع إذا كان المعالج طبيبا ويعرف المريض أنه طبيب فغالبا لا يأتى العلاج بنتيجة لأن المريض النفسى ومن ضمنه العقلى يظن أن المريض هو الأخرون وأما إن كان العلاج غير مباشر عن طريق الأصحاب وأمناء المكتبات ... ودون معرفة المريض أن هذا أمر علاجى فإنه قد يثمر أفضل من العلاج المباشر
وتحدث عن فوائد العلاج بالقراءة فقال :
"أهداف العلاج بالقراءة:
تعتمد فكرة العلاج بالقراء ة في الكثير من الأحيان على ما تقدمه للقارئ أو المستمع والمتلقي من عزاء وتخفيف عن النفس، أو خلق للدافعية والتشجيع والتعزيز لأفكار أو سلوكيات أو مفاهيم من خلال مضمونها الذي يتم اختياره من قبل المختص حسب ظروف وطبيعة كل حالة خاصة يتعامل معها، بما يحث ذلك المتلقي للتفاعل مع مضمون المادة المستخدمة في العلاج بالقراءة بسبب التشابه في الظروف أو الشخصية أو الأحداث أو غيرها، بغرض تغيير سلوكه، أو اتجاهاته، أو العادات التي يمارسها، أو تغيير فهمه للأمور ورؤيتها من منظور جديد، أو الوصول لنتائج وحلول مقصودة لمشكلاته الواقعية التي يعاني منها، وبشكل عام فان أهم الأهداف التي يمكن تحقيقها لدى المتلقي من خلال العلاج بالقراءة تكون الوصول لواحد أو أكثر من النتائج التالية:
1. التعرف على طبيعة ومصداقية المشاعر الشخصية.
2. زيادة مساحة ومدى الاهتمامات الشخصية.
3. زيادة الحس بحاجات الآخرين والمجتمع.
4. إدراك أن هناك بدائل، و أكثر من حل واحد لمعظم المشكلات.
5. التعرف على المشكلات الحياتية التي يواجهها الآخرون، للتعلم منها واكتساب الخبرات الجديدة ومهارات الوصول للحلول المناسبة.
6. تنمية وتطوير الشخصية، والتعرف على القدرات لدى الأطفال والناشئة.
7. تنمية الفهم والوعي بالدوافع وراء السلوكيات.
8. تنمية التقييم الذاتي الأمين لدى الفرد.
9. تخفيف الضغوط النفسية والذهنية.
10. التوعية بحالات مشابهة تعاني من الظروف والمشكلات نفسها التي عاني منها المتلقي.
11. إتاحة الفرصة لمناقشة مشكلة أو وضع معين بحرية.
12. تقديم الدعم في التخطيط الايجابي لمواجهة وحل المشكلات ومواجهة العقبات والصعوبات."
بالقطع الهدف يكون حسب كل مرض ولا توجد أهداف عامة سوى شفاء المريض فمرض الكآبة مثلا يمكن علاجه عن طريق المسرحيات المضحكة وكتب النكات ولكن يتوقف النجاخ أيضا على علاج السبب الرئيسى فى الكأبة فقد يكون سببا ماليا ومن ثم لابد من حل السبب المالى وقد يكون السبب موت أحدهم والعلاج هو شغل وقت المكتئب كله بالقراءة وممارسة الرياضة والعمل الوظيفى الذى يتطلب عدم وجود أى وقت فراغ عند المكتئب حتى لا يتذكر أو يفكر فى السبب فالعملية بألفاظنا العامية شغله شغلا اجهاديا حتى يذهب إلى النوم
وتحدث عما سماه خطوات العلاج بالقراءة فقال :
"خطوات وآلية العلاج بالقراءة:
تحدد الدراسات في هذا الموضوع،،،، خطوات ومراحل يمر بها متلقي العلاج بالقراءة، فهو يبدأ بادراك أوجه التشابه أو الارتباط بينه وبين شخصية تتضمنها الأحداث في المادة التي يتضمنها مصدر المعلومات المستخدم في العلاج بالقراءة، مما يولد رابطة أو توحدا بينهما، ويجعله مستعدا لمعايشة حياة تلك الشخصية والتفاعل والتعاطف معها من خلال الأحداث التي تعايشها والمشكلات والصعوبات التي تواجهها، وأخيرا فانه يتلقى الخبرة أو المفاهيم أو الأفكار أو الحلول التي ينجم عنها تغيير في أسلوب تفكيره وهنا يكون العلاج بالقراءة قد نجح وحقق أهدافه، ويمكن إيجاز الخطوات العامة للعلاج بالقراءة على النحو التالي، مع ضرورة أن نضع في الاعتبار أن عملية العلاج بالقراءة هي عملية يحث فيها على التعاون والتضافر بين العديد من الأطراف من المتخصصين وذوي الخبرة من المكتبيين، والمعلمين، وأولياء الأمور، والاختصاصيين النفسيين، وغيرهم من المهتمين من أجل تحقيق الغايات المحددة لها:
1. تحديد طبيعة الاحتياجات الخاصة بالمتلقي للعلاج بالقراءة، سواء أكانت مشكلات أم صعوبات يعاني منها، كالمشكلات التي قد يعاني منها التلاميذ في البيت أو المدرسة، كمضايقات الزملاء لهم، أو حالات الوفاة للأقارب والأصدقاء، أو الإعاقات، أو المرض، أو الانتقال من مكان السكن أو المدرسة، أو الخجل، أو سرعة الغضب، أو ارتداء نظارة طبية، أو غيرها، أو أن يكون العلاج بالقراءة لتنمية الدافعية لدى المتلقي، والتشجيع والتعزيز لأفكار أو سلوكيات أو مهارات وقدرات أو مفاهيم مرغوبة يراد تنميتها فيه، كمهارات حل المشكلات، وغيرها مما يراد تعلمه واكتسابه، كما تستخدم هذه الأساليب كذلك مع الطلبة الفائقين لتنمية وتطوير قدراتهم التحليلية والتقويمية وقدرات الاستنتاج والقدرات اللغوية وغيرها،،.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس