عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-09-2022, 07:55 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,036
إفتراضي

ورغم أن الكتاب فى حديث معين إلا أن الكتاب أو من وضعوه ونحلوه لمن ألفه أيا كان أدخل حديث أخر موقوف وهو حديث أبو ذر فى موضوع مختلف وهو :
حديث أبي ذر
10- (أخبرنا) الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله السعدي إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أنا إسماعيل بن يوسف بن مكتوم قراءة عليه وأنا حاضر في صفر سنة خمس عشرة وسبعمائة، قال: أنا أبو المنجى عبد الله بن عمر الحزيمي سماعا، قال: أنا أبو المعالي محمد بن محمد بن النحاس قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري.
- وأنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عوض، عن فاطمة ابنة سليمان بن عبد الكريم الأنصارية: أن الفتح بن عبد السلام وأبا علي الحسن بن الجواليقي أخبراها كتابة، قالا: أنا محمد بن عبيد الله بن الزاغوني قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أنا أبو القاسم علي بن أحمد البسري البندار، قال: أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا عبد الله هو ابن محمد بن عبد العزيز، قال: ثنا سويد -يعني ابن سعيد-، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن موسى الجهني، قال: ثنا قيس بن يزيد الضمري، قال: حدثتني مولاة لنا تدعى سدرة، قالت: سمعت جدك يقول:
لقيني أبو ذر فقال: يا سلمة بن قيس ثلاث خلال فاجتنبها:
- لا تعمل على الصدقة فإن صاحب الصدقة زائد وناقص،
- ولا تجمع بين الضرتين فإنك لن تعدل وإن حرصت،
- ولا تغش السلطان فإنك لن تصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينك أفضل منه.
سلمة بن قيس هو الأشجعي الصحابي رضي الله تعالى عنه حديثه في جامع الترمذي وسنن النسائي وابن ماجه في الوضوء، وحديثه هذا علقه البخاري في تاريخه الكبير فقال: قال موسى الجهني، عن قيس بن يزيد، حدثتني مولاتي سدرة: أن جدك سلمة بن قيس حدثني قال: لقيت أبا ذر.. فذكره بنحوه.
وهذا الحديث فيه ثلاث خلال من المناهي علقه البخاري في تاريخه جزما بالترجيح، والحديث الأول فيه ثلاث من الأوامر علقه البخاري في جامعه الصحيح."
وقام المؤلف بنظم الشعر فى معانى الحديث فقال :
نظم حديث الإنصاف
وفي معناه قلت هذه الأبيات اقتداء في الإملاء بالحفاظ الأثبات وهي:
ثلاث إذا كانت بفعلك سايره ... جمعت بها الإيمان تحوي ذخايره
فأولها الإنصاف من نفسك الذي ... تقوم به لله دنيا وآخره
وللعالم ابذل للسلام تحية تنل ... مقة في الناس بالشكر دايره
وأنفق من الإقتار بالله واثقا ... ييسرك لليسرى وتلقى مفاخره
فمعناه موقوفا روينا ورفعه ... إلى المصطفى فاحفظه وانقله آثره
لتحسب من خدام سنة أحمد ... شفيع الورى أزكى البرايا مأثره
فصل عليه ربنا ثم سلمن ... كذاك على أنصاره والمهاجره
ومن يعفو مذهب لذنوبنا ... ومن عمرنا بالخير فاختم أواخره"
الحديث بالطبع باطل لم يقله النبى(ص) ولا عمار للأسباب التالية:
1-كل الروايات تجعل ثلاثة أعمال من الإيمان ومن المعروف أن الايمان ليس عملا عند الفقهاء وإنما هو معتقد قلبى
2- تناقض الروايات فى ماهية الثلاث أعمال فمرة الأعمال هى جماع الإيمان كله فى قولهم :
"ثلاث من جمعهن جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك والإنفاق من الإقتار وبذل السلام للعالم "
ومرة الثلاث أعمال يستكمل بها الإيمان وليست هى الإيمان فى قولهم:
"ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان -أو قال: من كمال الإيمان- الإنفاق من الإقتار والإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم"
ومرة اعتبر الثلاث جزء من الإيمان فى قولهم :
"ثلاثة من الإيمان: الإنفاق من الإقتار وإنصاف الناس من نفسك وبذل السلام للعالم"
ومرة أخرى مخالفة من فعل الثلاثة وجد حلاوة الإيمان وليس الإيمان نفسه أو جزء منه وهو قولهم :
"ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: الإنفاق من الإقتار وإنصاف الناس من نفسك، وبذل السلام للعالم
" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: الإنفاق في الإقتار وبذل السلام للعالم وإنصاف الناس من نفسه"
3-عبارة الانفاق من الاقتار والانفاق فى الاقتار عبارة غامضة فالانفاق يكون من المال وليس من الاقتار فالاقتار هو البخل إلا أن يكون المعنى وهو بعيد الانفاق فى حالة الضيق المالى لأن المصاب بالضيق المالى ينفق على نفسه أو على غيره حتى يعيش ويعيشوا بدلا من الموت جوعا
4- بذل السلام للعالم وهو أمر غير معقول فليس مطلوبا أن تبذل السلام للمحاربين المعتدين علينا وإنما المطلوب محاربتهم قولا وفعلهم كما قال تعالى :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"

وأما الحديث المنسوب أبى ذر فهو ألخر باطل لم يتفوه به لأنه دعوة لتخريب مؤسسة أمر الله بها وهو مؤسسة الصدقات التى أوجب الله قيامها بقوله :
" والعاملين عليها "
فالمتكلم يطلب من الناس عدم العمل بها أو بغيرها من مؤسسات المال فى دولة المسلمين بقوله:
"لا تعمل على الصدقة فإن صاحب الصدقة زائد وناقص"
والقول اتهام لكل المسلمين بأنهم إما لصوص ينقصون الصدقات أو ظالمون معتدون على أهل الزكاة يأخذون أكثر من الحق
والكلمة الثانية هى تحريم لما أحل الله من زواج الاثنين والثلاثة والأربعة وهى القول:
"ولا تجمع بين الضرتين فإنك لن تعدل وإن حرصت"
وقد أحل الله هذا الزواج مع عدم العدل التام وإنما مع العدل شبه التام وهو قوله :
"فلا تميلوا كل الميل "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس