عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-09-2022, 08:01 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,044
إفتراضي قراءة فى كتاب شد الأثواب في سد الأبواب

قراءة فى كتاب شد الأثواب في سد الأبواب
المؤلف عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري الأسيوطي والكتاب يدور حول أبواب المسجد النبوى التى سدت عدا باب وأول ما استهل به الكتاب الحديث الآتى:
"روى البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم عن أبي سعيد الخدري قال:
خطب رسول الله (ص)الناس وقال: ((إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله)) فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه؛ أن يخبر رسول الله (ص)عن عبد خير، فكان رسول الله هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا، فقال رسول الله (ص)إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ، فلو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر وفي لفظ: ((لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر)) أخرجه ابن عساكر
وفي لفظ: ((ثم هبط عن المنبر، فما رئي عليه حتى الساعة)) أخرجه أحمد والدارمي
هذا حديث متواتر كما سأشير إلى طرقه
قال النووي في شرح مسلم: فيه خصيصة بأبي بكر
وقال ابن شاهين في السنة: تفرد أبو بكر بهذه الفضيلة"
هذا الحديث ظاهر البطلان والأخطاء فيه هى :
الخطأ الأول هو أن الرسول(ص)ليس له أخلاء وهو ما يخالف وجود أخلاء من المتقين وهم المسلمين لبعض مصداق لقوله بسورة الزخرف "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين "
والخطأ الأخر هو تخيير الله لنبيه (ص)بين الدنيا والأخرة وهو ما يخالف أن الله خير كل إنسان بين الإثنين فاختيار الدنيا هى الكفر واختيار الأخرة هو الإيمان فقال بسورة الكهف "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
والخطأ الثالث وجود خوخة لأبى بكر فى المسجد فهل لكل مسلم باب فى المسجد ؟
قطعا لا .
والجنون فى الحديث هو سد أبواب المسجد وهذا معناه قفل المسجد تماما وأن من يريد دخول المسجد للصلاة عليه أن يدخل دار أبى بكر ومنها يدخل المسجد وبالقطع لن يأمر الرسول بمثل هذا الجنون
أضف إلى ذلك أن حسب الروايات كانت دار أبو بكر بالسنح على مبعدة كبيرة من المسجد كما أنه كان يقيم حسب الروايات فى أول الهجرة فى دار اخوه خارجة بن زيد الأنصارى ولم تكن بالقرب من المسجد
وتحدث السيوطى عن كون الحديث متواتر فقال :
"وللأمر بسد الأبواب في المسجد النبوي طرق كثيرة، تبلغ درجة التواتر؛ فأخرج البخاري والنسائي عن ابن عباس قال: خرج رسول الله (ص)في مرضه الذي مات فيه عاصبا رأسه في خرقة، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وقال: ((إنه ليس أحد أمن علي في نفسه وماله غير أبي بكر، ولو كنت متخذا خليلا من الناس لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد إلا خوخة أبي بكر"
والخطأ فى الرواية تخوين المسلمين جميعا عدا أبو بكر حيث الوحيد ألمين على الرسول(ص) فى نفسه وماله وهو ما يخالف أن المسلمون ليسوا خونة وفيهم قال تعالى :
" رضى الله عنهم"
وقال :
"والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون"
ثم قال :
"وأخرج ابن سعد من طريق الزهري: أخبرني أيوب بن بشير الأنصاري عن بعض أصحاب رسول الله (ص)أن رسول الله (ص)خرج فاستوى على المنبر، فتشهد، فلما قضى تشهده قال:
إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا وبين ما عند الله ربه، فاختار ما عند ربه ففطن لها أبو بكر الصديق أول الناس، فعرف أنما يريد النبي (ص)نفسه، فبكى أبو بكر، فقال له رسول الله (ص)على رسلك يا أبا بكر؛ سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر، فإني لا أعلم امرءا أفضل عندي يدا في الصحابة من أبي بكر
وأخرج الطبراني بسند حسن عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله (ص)صبوا علي من سبع قرب من آبار شتى؛ حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم، فخرج عاصبا راسه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله، فلم يفهمها إلا أبو بكر، فبكى، فقال: نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا، فقال رسول الله (ص)على رسلك؛ أفضل الناس عندي في الصحبة وذات اليد ابن أبي قحافة، وانظروا هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدوها إلا ما كان من باب أبي بكر، فإني رأيت عليه نورا
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند بسند رجاله ثقات ، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص)أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار، سدوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر
وأخرج أبو يعلى بسند رجاله ثقات، عن بعض الصحابة: أن رسول الله (ص)قال في مرض موته: انظروا هذه الأبواب اللاصقة في المسجد فسدوها، إلا ما كان من بيت أبي بكر، فإني لا أعلم أحدا كان أفضل عندي في الصحبة منه
وأخرج البزار بسند حسن عن أنس قال: قال رسول الله (ص)سدوا عني كل باب إلا باب أبي بكر
وأخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة قالت: أمر رسول الله (ص)بسد الأبواب التي في المسجد إلا باب أبي بكر
وأخرج الدارمي في مسنده عن عائشة قالت: قال النبي (ص)في مرضه: صبوا علي من سبع قرب من سبع آبار شتى حتى أخرج إلى الناس فأعهد إليهم، فصببنا عليه، فخرج فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألا إن عبدا من عباد الله قد خير بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله، فبكى أبو بكر، فقال: على رسلك سدوا هذه الأبواب الشوارع إلى المسجد إلا باب أبي بكر، فإني لا أعلم امرءا أفضل عندي يدا في الصحبة من أبي بكر
وأخرج الطبراني بسند رجاله رجال الصحيح عن ابن عمر أن النبي (ص)قال: لا تؤذوني في صاحبي، ولولا أن الله سماه صاحبا لاتخذته خليلا، ألا فسدوا كل خوخة إلا خوخة ابن أبي قحافة
وأخرج ابن سعد في الطبقات، وابن عدي في الكامل عن يحيى بن سعيد أن النبي (ص)قال: إن أعظم الناس علي منا في الصحبة وذات يده أبو بكر، فأغلقوا هذه الأبواب الشارعة كلها في المسجد إلا باب أبي بكر
فقال ناس: أغلق أبوابنا وترك باب خليله، فقال رسول الله (ص)بلغني الذي قلتم في باب أبي بكر، وإني أرى على باب أبي بكر نورا، وأرى على أبوابكم ظلمة مرسل
وقد أخرجه أبو طاهر المخلص في فوائده، وابن عدي في الكامل، وابن عساكر في تاريخه موصولا من طريق يحيى بن سعيد عن أنس، به، وزاد: فكانت الآخرة أعظم عليهم من الأولى
قال ابن عدي: لا أعلم وصله عن الليث غير عبد الله بن صالح، ورواه غيره عن الليث عن يحيى بن سعيد بدون ذكر أنس وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن أبي الأحوص حكيم بن عمير العنسي أن رسول الله (ص)قال عندما أمر به من سد تلك الأبواب إلا باب أبي بكر، وقال: ليس منها باب إلا وعليه ظلمة إلا ما كان من باب أبي بكر، فإن عليه نورا
وأخرج ابن سعد عن أبي الحويرث قال: لما أمر رسول الله (ص)بالأبواب تسد إلا باب أبي بكر، قال عمر: يا رسول الله؛ دعني أفتح كوة أنظر إليك حين تخرج إلى الصلاة، فقال رسول الله (ص)لا
وأخرج ابن سعد عن أبي البداح بن عاصم بن عدي قال: قال العباس بن عبد المطلب: يا رسول الله؛ ما بالك فتحت أبواب رجال في المسجد، وما بالك سددت أبواب رجال في المسجد؟ فقال رسول الله (ص)يا عباس؛ ما فتحت عن أمري، ولا سددت عن أمري"
وكل هذا الروايات فى باب أبو بكر تناقض أن الباب المفتوح الوحيد هو باب على بن أبى طالب فى الأحاديث التالية:
"وأخرج أحمد والنسائي والحاكم في المستدرك وصححه عن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله (ص)أبواب شارعة في المسجد، فقال يوما: سدوا هذه الأبواب، إلا باب علي، فتكلم أناس في ذلك، فقام رسول الله (ص)فحمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد؛ فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، وإني والله ما سددت شيئا ولا فتحته، ولكني أمرت بشيء فاتبعته
وأخرج أحمد والنسائي وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط بسند حسن عن سعد بن أبي وقاص قال: أمر رسول الله (ص)بسد الأبواب الشارعة في المسجد، وترك باب علي، فقالوا: يا رسول الله؛ سددت أبوابنا كلها إلا باب علي، قال: ما أنا سددت أبوابكم، ولكن الله سدها
وأخرج أحمد والترمذي والنسائي عن ابن عباس قال: أمر رسول الله (ص)بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي
وأخرج الطبراني عن ابن عباس نحوه، وزاد: فقال الناس في ذلك، فبلغ النبي (ص)فقال: إنما أنا عبد مأمور؛ ما أمرت به فعلت، إن أتبع إلا ما يوحى إلي
وأخرج البزار عن علي بن أبي طالب قال: أرسل رسول الله (ص)إلى أبي بكر أن سد بابك قال: سمعا وطاعة، فسد بابه، ثم أرسل إلى عمر ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك، ثم قال رسول الله (ص)ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي، ولكن الله فتح باب علي، وسد أبوابكم
وأخرج البزار عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (ص)انطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم، فانطلقت فقلت لهم ففعلوا إلا حمزة، فقلت: يا رسول الله؛ قد فعلوا إلا حمزة، فقال رسول الله (ص)قل لحمزة فليحول بابه، فقلت: إن رسول الله (ص)يأمرك أن تحول بابك، فحوله
وأخرج أحمد والنسائي عن ابن عباس قال: سد رسول الله (ص)أبواب المسجد غير باب علي، وكان يدخل المسجد وهو جنب، وهو طريقه ليس له طريق غيره
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس