ويخالف وجوب قتال الفئة الباغية فى قوله :
"فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله "
16 - أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك حدثنا جعفر بن محمد الخياط حدثنا عبدالصمد بن يزيد الصائغ قال سمعت الفضيل بن عياض يقول في آخر الزمان عليكم بالصوامع قلنا وما الصوامع قال البيوت فإنه ليس ينجو من شر ذلك الزمان إلا صفوته من خلقه
17 - وكان يقول ليس هذا زمان الكلام هذا زمان السكوت ولزم البيوت
18 - وقال أيضا ليكن شغلك في نفسك ولا يكن شغلك في غيرك فمن كان شغله في غيره فقد مكر به
والأحاديث السابقة فيها نفس الخطأ وهو ترك المسلمين يتقاتلون ويتحولون لكفرة بحجة السكوت ولزوم البيت التى تعارض كتاب الله وهو تمكين للحكام الظلمة من أن يحكموا فى هدوء ودون مقاومة من أحد
19 - أخبرنا علي بن محمد المعدل أخبرنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثن سفيان الثوري عن أبي عبدالله الأغر عن وهب بن منبه قال في حكمة آل داود حق على العاقل أن تكون له أربع ساعات ساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يناجي فيها ربه وساعة يخلو فيها إلى أخوانه الذين يخبرونه بعيوب نفسه وساعة يخلي بين نفسه وبين شهواتها التي لا قوام له إلا بها مما يحل ويحسن فإن في هذه الساعة عونا له على الساعات الأخر وحق على العاقل أن يكون عارفا بزمانه حافظا للسانه مقبلا على شانه وحق على العاقل أن لا يرى ظاعنا إلا في ثلاث زاد لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم"
وبالقطع ليس هذه من الحكمة لأنه تضييع لبقية ساعات النهار والليل حيث أربع ساعات لأربع أمور بينما الأساس فى كل الساعات هو طاعة الله فى أى أمر كان
20 - أخبرنا أبو الفوارس الحسن بن أحمد بن أبي الفوارس أخبرنا أبو علي ابن الصواف حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني ابي حدثنا ابو المغيرة الحمصى حدثنا صفوان بن عمرو حدثنى قيس بن عمرو السكوني حدثني عاصم بن حميد قال سمعت معاذا يقول إنكم لن تروا من الدنيا إلا بلاء وفتنة ولن يزداد الأمر إلا شدة ولن تروا من الأمراء إلا غلطة ولن تروا أمرا يهولكم ويشتد عليكم إلا حقره بعد ما هو أشد منه قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه اللهم رضنا مرتين "
الحديث لا يصح لكونه يتحدث عن غيب لا يعلمه معاذ ولا غيره كما قال تعالى :
" قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله"
21 - وأنشد علي بن أبي طالب في معنى هذا الحديث ... عجبا للزمان في حالتيه ... ولأمر دفعت منه إليه ... رب يوم بكيت منه فلما ... صرت في غيره بكيت عليه
لا علاقة للشعر بالباب الثانى ولا بالباب الأول وكذلك الأشعار التالية :
22 - وانشد أيضا بعض أهل العلم معناه ... إذا ما الدهر أورثني انتقاصا ... حنوت له غماصا لا انتكاصا ... وقلت له نعمنا فيك حينا ... وهذا الفعل منك لنا قصاصا ... فطورا شاكرا ما كان منه ... وطورا صابرا أرجو الخلاصا ...
23 - واجتمع أربعة من العباد فقال بعضهم لبعض ليقل كل واحد منكم في زمنه شيئا فأنشأ الأول يقول ... إن دام ذا الدهر لم يحزن على أحد ... ممن يموت ولم يفرح بمولود
وأنشأ الثاني يقول ... هذا الزمان الذي كنا نحذره ... في قول كعب وفي قول ابن مسعود ... وأنشأ الثالث يقول ... أعمى أصم من الأزمان ملتبس ... وفيه للنفس تصويب [ بتصعيد ] ... وأنشأ الرابع يقول ... فاطلب لنفسك منجاة ومدخلا ... لا بد منه ولو في قعر ملحود ...
24 - وقال بعض الحكماء الزمان لا عيب له ولا ذم لأن الله تعالى يصرف أقداره فيه
25 - وأنشد ... نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزماننا عيب سوانا ... وقد نهجو الزمان بغير جرم ... ولو نطق الزمان به هجانا ... ديانتنا التخادع والترائي ... فنحن له نخادع من يرانا
26 - وأنشد أيضا ... أرى حللا تصان على رجال ... وأعراضا تذل فلا تصان ... يقولون الزمان به فساد ... وهم فسدوا وما فسد الزمان "
وكل ما سبق لا علاقة له بلزوم البيوت وترك الفتنة وإنما هو شعر فى الزمان
وفى الباب الثالث وهو ما يجب عمله عند الفتن قال :
باب ما يجب عند ظهور الفتن من طلب السلامة ولزوم الوطن
27 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال الحافظ رحمه الله أخبرنا عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا عبدالله بن محمد البغوي حدثنا محمد ابن عبدالملك بن أبي الشوارب حدثنا عبدالواحد بن زياد حدثنا عاصم عن أبي كبشة قال سمعت أبا موسى الأشعري رضي الله عنه يقول على المنبر
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن بين أيديكم فتنا تقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشى فيها خير من الساعي قالوا فما تأمرنا قال كونوا أحلاس بيوتكم
28 - أخبرنا أبو القاسم عبدالملك بن محمد بن بشران الواعظ الزاهد أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا سعيد بن سليمان عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من يستشرف لها تستشرف له ومن وجد منها ملجأ أو معاذا فليعذ به
29 - حدثنا محمد بن أحمد بن رزقويه أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال
لما وقعت فتنة عثمان رضي الله عنه قال رجل من العرب لأهله إني قد جننت فقيدوني فلما زالت الفتنة قال لهم حلوا قيدي الحمد لله الذي عافاني من الجنون وعافاني من فتنة عثمان "
الأحاديث السابقة كلها الخطأ فيها أنها تطلب من المسلم لزوم بيته فى الفتنة مع أن الله أمره فيها بأن يصلح بين أخويه فقال :
"فأصلحوا بين أخويكم"
وأمره أن يقاتل مع المظلوم الظالم فقال :
"فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله "
ولو فعل كل واحد ما قيل فى هذه الأحاديث لمكن للكفار أن يحتلوا بلاد المسلمين دون مقاومة لأن كل واحد ترك سلاحه وقعد فى بيته ومن ثم يدخلون ويحتلونها بسلاحهم ومن ثم لا يقول تلك الأحاديث إلا كفار يخدعون المسلمين
ثم قال :
30 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر البزاز أخبرنا أبو عبدالله الهروي أخبرنا أبو إسحاق حدثنا أبو عبدالله السمرقندي قال سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول
إلهي أدعوك بلسان نعمك فاجبني بلسان كرمك إلهي إذا شهد لي الإيمان بتوحيدك ونطق لساني بتحميدك ودلني القرآن على فواضل جودك ويشفع لي محمد خير عبيدك فكيف لا يبتهج رجائي بحسن موعودك
31 - وكان يحيى كثيرا يطلب الخلوة والتفرد من الناس فدخل عليه أخوه ذات يوم فقال له يا أخي كم تترك من الناس إن كنت من الناس فلا بد من الناس قال فنظر إليه يحيى ثم قال إن كنت من الناس فلا بد من الله ثم أنشأ يحيى يقول ... دعوا بالله تعذالي ... فما أن تفهموا حالي ... دعوني وأخرجوا عني ... رجال القيل والقال ... فيا شوقي إلى شخص ... إلى الرحمن ميال ... وفي سر من الأسر ... ار حطاط ورحال ...
32 - وأنشد إبراهيم بن عبدالملك ... من حمد الناس ولم يبلهم ... ثم بلاهم ذم من يحمد ... وصار بالوحدة مستأنسا ... يوحشه الأقرب والأبعد ...
33 - وأنشد الحسين بن عبدالرحمن ... طب من الأمة نفسا ... وأرض بالوحدة أنسا ... ما رأينا أحدا يسوى ... على الخبرة فلسا ...
|