عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-07-2022, 03:22 PM   #4
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,845
إفتراضي

"شاهد صغير:
"يروي أحد الفضلاء انه في أحد الأيام وبعد جمع محصول القمح كان يتأمل في صبرة القمح فرأي زنبورا يقترب من الصبرة فيلتقط حبة القمح ثم يترك الصبرة وبعد لحظة يأتي مرة أخري فيلتقط حبة أخري ويغادر الصبرة.
ولأن هذه العملية تكررت أمامه لفتتت انتباهه وبدافع من حب الاستطلاع قام بمراقبة الزنبور ليري سر هذا الأمر وعندما طار الزنبور من الصبرة تابعه مراقبا له فرآه يقترب من قبرة عمياء تفتح منقارها فيضع الزنبور الحبة فيه لتأكله هذه القبرة، وهكذا كان الزنبور يكرر إطعامها.
حتي هذه القبرة العمياء تكفل الله سبحانه وتعالي برزقها واطعامها وسخر لها كائنا ليس من جنسها لاشباعها! فهل يخلق الرزاق الكريم سبحانه عباده بني البشر دون أن يقدر معهم ما يصلحهم وما تتقوم به حياتهم ومعيشتهم؟ تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا .."

وتحدث عن عدم وجود أزمة غذائية فالمسألة هى سوء توزيع للغذاء فى العالم من أجل الربح فتجار العالم لا يهمهم من يموتون جوعا وهم يرمون المحاصيل فى البحار أو يحرقونها من أجل بقاء أسعارها المربحة لهم وفى هذا قال :
"لا أزمة غذائية:
صحيح أن هناك في بعض بقاع العالم من يتضورون جوعا وفقرا ولكن مقابل أولئك كم هي البطون المتخمة في بقاع أخري؟
نسمع كثيرا ان البلدان المصدرة للحبوب والمنتجات الغذائية تلجأ بين آونة وأخري إلي إلقاء آلاف الأطنان من المحاصيل والحبوب في البحر أو تتلفها بأساليب أخري، لتلافي هبوط أسعارها، وتعمل بهذا الاتجاه لرفع أسعارها علي المستوردين والمستهلكين، لتحقيق الأرباح التجارية الطائلة عبر طرق لا أخلاقية ولا إنسانية إطلاقا، حتي ان بعض الاحصائيات تؤكد ان ما يتلف ويحتكر من الحبوب لرفع الأسعار يسد النقص الغذائي الحاصل في كثير من الدول الافريقية. اذن فليس الخلل في نقص الثروات أو قلة الانتاج. بل في سوء التوزيع وما يقوم به الأقوياء من افتراس للضعفاء، أو ما يمارسونه من ضغوط لابقاء الملايين تعيش في فقر مدقع، ليصدروا لهم اسلحة الدمار والمخدرات باثمان باهظة خيالية."

وتحدث عن الخلل فى الحكومات فقال :
"الخلل في الحكومات:
بعض الاحصائيات تشير إلي أن القوي الكبيرة ارسلت إلي العالم الثالث من عام (1981 إلي عام 1989م) 27 ألف صاروخ أرض جو و (20 ألف) مدفع و (11) ألف دبابة و (3200) طائرة حربية و (540) باخرة حربية، وبلغ مجموع واردات هذه الدول من مبيعات الأسلحة في عام واحد (3500) مليار دولار، وان أوربا وحدها تصرف علي اليهود (100) مليار دولار سنويا.
هذه المبالغ الضخمة لو استغلت استغلالا صحيحا ووجهت في الوجهة التي تخدم البشرية هل كان سيبقي بؤس وفقر في هذا العالم؟
وهل كانت الحكومات تسعي جاهدة للترويج لتحديد النسل بهذه الاعذار الواهية؟ من الطبيعي إذا كانت غالبية الواردات والأموال تذهب إلي جيوب الحكام وخزانات القوي الكبري ويدس الحاكم أنفه في كل صغيرة وكبيرة، ويحدد الأعمال والتصرفات البسيطة، ويرسم حدود المساحة التي يتحرك ضمنها المواطن، بل ويحدد حتي عدد الغرف في المسكن، ونوع البناء، فحتما والحالة كهذه ستعيش الشعوب حالة من الفقر واللهاث وراء لقمة العيش وسط هذه المشاكل التي زجها حكام الجور والسلاطين المستبدون"

وتحدث الشيرازى عن تبرير الحاكم لقوانينه والتى تعالج قوانين أخرى باطلة صنعها من قبله من الحكام فقال :
"سياسة التبرير:
في أيام عبد الكريم قاسم وبسبب سن قانون إصلاح الأراضي الذي شرع لخدمة منافع الغرب في العراق، حدث نقص كبير في المواد الغذائية، ومن جملة تلك المواد التي صار من الصعب الحصول عليها البيض، حيث صار يباع في المحلات بالبطاقة ونقاسي في سبيل الحصول عليه الكثير من المعاناة، فذهب شخص إلي عبد الكريم قاسم وقال له: إنك قد دمرت الزراعة والثروة الحيوانية بإصلاحك الزراعي هذا، وخير دليل علي ذلك ان كل المواد الغذائية ومنها البيض أصابها نقص شديد، إلا أن عبد الكريم قاسم ولكي لا توجه ضربة إلي ما يسمي بإصلاحاته تجاهل ذلك النقص الحاصل بالمواد الغذائية الأولية وأجابه قائلا: ان الأمر علي عكس ما تدعي فمنذ أن أعلن قانون إصلاح الأراضي في العراق فإن الناس أخذوا يشترون المواد الغذائية أضعاف ما كانوا يشترونه في السابق، وهم لا يزالون كذلك. وان البيض من جملة تلك المواد التي صاروا يشترونها بكثرة، وان نقص البيض الذي تدعيه قد جاء من هنا!!.
نعم، كل هذه الأمور هي بسبب أوامر الغرب التي وجهت إلي البلدان الإسلامية عن طريق خدامهم في المنطقة لإغراقهم بالمشاكل الجانبية وزرع الاحباط في نفوسهم، وان الشاهد علي هذه الأوامر هو أن العرب هم (210) ملايين نسمة لم يتمكنوا من الوقوف بوجه دويلة إسرائيل التي لا تزيد نفوسها علي (3) ملايين يهودي."

وتحدث الرجل عما أسماه الحلول فقال :
"خيوط الحل:
لذا ومن أجل التخلص من هذه المشاكل يجب ما يلي:
أولا: أن تسود الحرية ربوع البلدان الإسلامية، حتي تدخل الآراء بحرية وأمان ميدان السياسة، وتصبح مسألة المناقشة وطرح الآراء من مسائل الناس المهمة، فان الرسول والأئمة (سلام الله عليهم) صرفوا وقتا طويلا في محادثة ومناقشة الناس حتي الجهال وعباد الأوثان منهم، علما بأن توجيه أمة إلي الطريق الصحيح يكلف الإنسان المشقة والعناء وقد يصرف الإنسان المؤمن لذلك وقتا طويلا قد يكون بقدر عمر الإنسان نفسه. ولما كان الشخص الذي يريد أن يحصل علي شهادة الدكتوراة لابد له أن يبذل جهدا لمدة تتراوح بين (20أو 30) سنة وهو فرد واحدة، فكيف إذا أردنا أن نعلم أمة بأكملها ونحن مطالبون بتعليمها.
وثانيا: الحث نحو العمل والزراعة والصناعة والاكتفاء الذاتي وفسح المجال أمامها وتسهيل عقباتها.
إذا سعينا لذلك فإن أكثر مشاكلنا الاجتماعية والتربوية والعسكرية والسياسية سوف تصل إلي الحل.
ومن دون ذلك فلا معني للانفراج وارتفاع الأزمات انه قانون كوني وسماوي ثبت بالتجربة وهي خير برهان.
فضلا عن العقل والنقل قال تعالي: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا""

وهذا الكلام ليس حلا فمن أين تأتى الحرية والعدالة هى الكلمة الأفضل والناس ساكتون لا يحركون ساكنا ينتظرون أن يسلم الحكام أو يأتى المنتظر المزعوم وحتى عندما يتحركون فهم لا يتحركون من أنفسهم بل تحركهم قيادة الجيوش فى المنطقة من خلال المخابرات التى هى جزء من النظام العالمى الذى يمثل على الشعوب من خلال الحكام والحكومات والمثال هو ثورات ما يسمى الربيع العربى المزعومة فهم لم تكن ثورات وغنما جماهير غاضبة ساعدتها المخابرات فى بلدها لازاحة الحكام والمهم أن من تولى الحكم مكانهم هم من نفس طينتهم وهاهى بلاد الثورات تجنى العلقم بسبب تلك الثورات المزعومة فهم يعاقبون لثورتهم على الكبار وحاليا لا يقدرون على التحرك ولا على التظاهر حتى ضد إسرائيل لأن صنف الحكام الحالى هو صنف الفجرة الذين لا يخافون أن يعلنوا تعاونهم مع الأعداء
ومن ثم لا حل سوى التغيير الجماعى للشعوب وأما التغيير الفردى فلن يأتى بنتيجة والتغيير الجماعى لابد له من خطة معتمدة على دين الله فى كل شىء وإلا لن تقوم للعدل قائمة
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس