عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-07-2022, 08:25 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,847
إفتراضي

? وإذا رجعنا إلى كتب التفاسير فلا أعرف من جعل منها قاعدة كهذه ."
وحاول الرجل الاستدلال بما يدور فى حياتنا اليومية على معنى كلمة رجل أو راجل من خلال ما يسمى بالعامية المصرية فقال :
" هذا ولو أخذنا هذا الموضوع من معناه الشائع بين الناس اليوم لوجدناهم يقولون أمثلة لذلك :-
- فيقولون على الرجل الشجاع أو رجل المواقف الطيبة " ده واد راجل " أو يشير بيده قائلا : " ده راجل "
- ويقولونها مقابلة للمرأة فيقول : " حد سأل علىّ وأنا غايب فيردون عليه : راجل " وقد يلتبس الأمر عليهم فيقولون اللى قابلنا من شوية راجل ولا مرأة ؟ فيردون عليه: راجل .
- وقد تطلق على الرجل الضعيف الهمل الذى لا وزن له فيقولون : "ضل راجل ولا ضل حيطة " ، أو " أهو راجل والسلام "
- وقد تطلق على الرجل السيئ فيقولون : " دا راجل ابن كلب " ، أو "دا راجل ضلالى " .
و الصواب والله أعلم"
وانتهى الرجل إلى أن الكمة تدور حسب السياق فى القرآن ومن ثم وردت فى مواقف سيئة وأخرى حسنة وأحيانا وردت أحكام تحرم أو تحلل وفى هذا قال :
"أن كلمة رجل كلمة عامة تعنى فى القرآن ما عناه أهل اللغة . وتفهم تبعا للسياق القرآنى
* فإن اقترنت بالصلاح والإيمان حمدوا على ذلك ونحن مأمورون بأن نقتدى بهم كقول الله سبحانه :
{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } سورة الأحزاب آية 23 .
3- { رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ } سورة النور آية 37 .
* وإن اقترنت بالكفر والجحود والخسة ذموا على ذلك ونحن منهيون عن الإقتداء بهم :
1- { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } سورة الأعراف 81 .
2- { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا } سورة الكهف آية 32 .
3- {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } سورة النمل آية 55 ."
وذكر المؤلف كلمة أخرى وهى ذكر فقال أن البعض زعم أنهم لم ترد فى إطار مواقف حسنة أو سيئة وإنما وردت فى أحكام وما شابهها واستدل ببعض الآيات على رأيه فقال :
"ملحوظة 2
قيل أن كلمة "ذكر" جاءت بدون مواقف فى القرآن وهذا أيضا غير مسلم لهم والا أين نذهب بهذه الآيات :-
1- {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } سورة آل عمران آية 195 .
2- {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا } سورة النساء آية 124 .
3- { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } سورة النحل آية 97 .
4- { مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } سورة غافر آية 40 .
فهى مواقف لأناس آمنوا بالله سبحانه وعملوا الصالحات ، بل منهم من هاجر فى سبيل دينه ، ومنهم من أخرج عنوة من دياره ، ومنهم من أُوذى من أجل دعوته ، ومنهم من ارتفعت نفسه حتى قاتل فى سبيل الله ، بل منهم من استشهد فى سبيل الله . ألا تكون كل هذه مواقف مشرقة سلط القرآن الكريم الضوء عليه وجعلها مثالا يُحتذى لكل من يريد أن يرتفع بنفسه !"
وحاول المؤلف أن يعلل مقولة بعضهم بذكر جاءت كلمة رجل فى بعض الآيات ولم تأت كلمة ذكر فقال :
"ملحوظة 3 :
وقد يقول قائل لماذا جاءت كلمة رجل فى بعض الآيات ولم تأت كلمة ذكر ؟
والجواب - والله أعلم - :-
أن الله { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }2، وكل كلمة فى القرآن لو بدلت مكانها كلمة أخرى حتى لو كانت من مرادفاتها اللغوية لاختل المعنى وصدق الله الذى وصف كتابه فى سورة فصلت بقوله : { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }3 . ويمكن لسائل أن يسأل ضد هذا السؤال فى الآيات السابقة عن الذكر والأنثى فيقول : لماذا جاءت كلمة ذكر ولم تأت كلمة رجل ؟ والجواب ما سبق والله أعلم .
هذا .. وما أجمل أن يتدارس المسلمون كتاب ربهم ويتعايشون معه فى روح من الألفة يعلوها البحث العلمى الدقيق وتحدوها روح الأخوة والتناصح وقد كان الصحابة يتعاملون مع كتاب الله بهذه الصورة فها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقف ليرغب الناس فى عدم غلاء مهور النساء فذكرته امرأة بقول الله سبحانه
{ وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً 20} سورة النساء آية 20 .
فقال بروح علمية عالية : ( أصابت المرأة وأخطأ عمر ) . وفى رواية : (كل الناس أفقه منك يا عمر ) .
بل كان الصحابة والتابعون يضربون أكباد الإبل شهورا للبحث عن معنى آية أو حديث .
والآن وقد تقدمت العلوم الحديثة ووسائل التكنولوجيا مثل الكمبيوتر حتى أن الباحث في القرآن أو فى السنة النبوية ليكتب لفظا ليبحث عنه فإذا به يقف على جميع الآيات أو الأحاديث التى وردت فيها هذه اللفظة فيستطيع أن ينظر إلى الموضوع من جوانبه المختلفة حتى لا يأخذ ببعض القرآن ويترك بعضه وكذا فى السنة النبوية .
هذا وقد بحثت هذه الكلمة ووصلت إلى الخلاصة السابقة ولو تبين لى من البحث غير ذلك لما كتمته . وقد كانت فرصة طيبة عشت فيها مع كتاب الله أولا ومعاجم اللغة ثانيا ، ولا شك أننى لجأت إلى كتب التفاسير للرجوع إلى معانى الآيات وأسباب نزولها."
ومما سبق انتهى المؤلف إلى نتيجة ملخصها:
أن محاولة إيجاد سبب لذكر كلمة أو عدم ذكر أخرى عبث ومن ثم فالبشر لا يجب أن يسألوا تلك الأسئلة لأن الوحيد الذى يملك الإجابة هو الله
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس