عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-07-2022, 09:06 AM   #3
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,941
إفتراضي

ثم قال :
الطريق الثالث: تفعيل دور الكتب المؤلفة في آداب البحث والمناظرة.
لدينا أيضا عدد كبير من الكتب المؤلفة في آداب البحث والمناظرة؛ سواء على جهة الاستقلال أو في أواخر كتب أصول الفقه، العلماء في هذا المبحث كان هدفهم أن يبينوا كيف يستطيع الإنسان أن يتناظر مع المخالف له، وكيف يستطيع أن يستعمل أساليب تحدث القناعة عند المستمع له.إذن هذه الكتب فيها قدر كبير من المضامين التي تؤسس عندنا العقلية الناقدة."
هذه الكتب مختلفة الأهداف والطرق ومن ثم فهى لا تؤدى لعقلية نقدية وغنما تؤدى لزيادة الاخلافات في الغالب
ثم قال :
الطريق الرابع: إقامة دراسات مكثفة عن الشخصيات التي تميزت وعرفت بالعقلية الناقدة.
طبعا الشخصيات ضخمة في التاريخ الإسلامي ولكن من أبرزها: ابن حزم، ابن تيمية، ابن القيم، والأئمة المتقدمين في الحديث خاصة، ومن المعاصرين: طه عبد الرحمن، المسيري عبد الوهاب، هؤلاء استعملوا في كتاباتهم عقلية ناقدة، فكون الإنسان يقرأ لهم فإن ذهنيته ستتبرمج تلقائيا بالعقلية الناقدة وسيكتسب مهارات عن طريق القرآءة تؤهله لأن يكون صاحب عقلية ناقدة."
الشخصيات لا يمكن أن تقدم عقلية نقدية فكلنا كبشر نخطىء ونصيب فمن ذكرهم الرجل وغيرهم وأنا مع الكل لديهم مخالفات في كتبهم للشرع ومن ثم لا يصلح البشر لت كوين عقل ناقد
ثم قال :
الطريق الخامس: العقلية الناقدة تحتاج إلى التطبيق العملي من تقديم بحوث ومخرجات ومنتجات فكرية تتصف بالعقلية الناقدة.
لأن الإنسان كونه يقرأ في هذه المخرجات الفكرية سيستفيد معلومات وسيستفيد امتلاك المهارات عن طريق قرآءة هذه الكتب، وأكثر ما يكتسبه الإنسان - خاصة في المهارات - كما سيأتي معنا ليس عن طريق معلومات وإنما هو عن طريق المزاولة، إما أن يزاول هو بنفسه، أو يعيش مع من يزاول هذه العملية كما سيأتي مع بعض الأمثلة.
هذه أهم الطرق التي تؤسس عند الإنسان العقلية الناقدة، وهذه الطرق التي ذكرتها تغنينا كثيرا عن الطرق الأخرى التي ذكرت في سواء المنطق أو الفلسفة أو العيش مع بعض المناهج الأخرى التي ليست هي منضبطة في نفسها.
يذكر ابن تيمية في الرد علي المنطقيين عبارة جميلة - ربما تنفعنا في بعض العلوم الآخرى أو كيف نستفيد من الفلسفة المنطق الرياضيات وغيره -، يقول: وكان كثير من أئمة السلف المتقدمين يدعون تلاميذهم إلى القراءة في العلوم الصعبة كالجبر والرياضيات والمواريث لا لشئ إلا لأن أذهانهم ستتعود على الغوص في المعاني الصعبة فتتفتق الأذهان وتكون عندهم ملكة في التعامل مع مثل هذه المسائل، وهذا ممكن أن ينفع معنا في قراءة العلوم المعقدة لتكوين العقلية الناقدة."
وهذا الكلام عن أن كثرة القراءة تؤدى لتكوين عقلية ناقدة ليس صحيحا فكثيرون يقرئون آلاف الكتب ومع هذا لا تجد أحدهم كتاب ألفه أو مقال قاله
وبالقطع العقلية الناقدة طريقة تكوينها عند المسلم هى :
أن تقول له حكم الله المطلوب منه وتعطيه البرهان وهو نص الوحى وتقول له أن من يخالف هو من يجب نقده
فالوحى وهو أحكام الله هو البناء الفكرى وعندما نعلم كل مسلم الحكم ونصه ستتكون لديه صفة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فعندما يرى المنكر سيحاول تعديله حسب أوامر الله
ثم حدثنا عن مواقف من العقلية الناقدة ذاكرا أناس عملوا كنقاد ولكنهم غير مقنعين لأنهم لا يجيبون فقال:
"المواقف من العقلية الناقدة:
أقصد المواقف الموجودة في عصرنا، طبعا هناك موقف غال جدا في تكوين العقلية الناقدة يدعوا اليها بغلو حتي مثلا محمد أركون يقول: وظيفة المثقف أشكلت التراث، إثارة الأشكلة فقط، طيب، ثم ماذا؟! يعني يكون عنده أسئله أسئله فقط، ثم ماذا؟! هذا غلو في الدعوة إلي العقلية الناقدة.
ونسمع أن كثير من المثقفين حين يعرفون المثقف أو يذكرون أبرز خصائصه، يقول هو: المثقف هو الثائر هو المعترض على السمت الموجود: سواء السمت السياسي، أو الثقافي، أو المجتمعي، هذا التعريف غال في الدعوة الى العقلية الناقدة.
نسمع كثيرا الان في مواقع التواصل الاجتماعي: أنه يجب علينا أن نثور على الوصاية الفكرية، لا توجد وصاية ليس هناك أحد خاضع لأحد، كل هذه العبارات هي تمثلات لموقف الغلو في تكوين العقلية الناقدة.
هناك موقف آخر هو الموقف الجافي يدعو بلسان حاله أو بلسان مقاله - وهذا قليل - أنه يا جماعة خلونا على ما نحن عليه، نحن في خير، ونحن طريقتنا صحيحة، ونحو ذلك من الأساليب، وهذا أيضا موقف لا نحبذه وإنما لابد أن نفكر بتفكير جاد لنقد ذلك الموقف ولتجاوز هذا الموقف الذي يقول دعونا علي ما نحن عليه، ونقد وبيان ما فيه من خلل وأن هذا يدعو إلى رقود عقليتنا وأنها تصبح عقليات لا تستطيع ان تواكب مسيرة الافكار المتدفقة على واقعنا."
وتحدث عن ابعاد العقلية الناقدة فقال :
"أبعاد العقلية الناقدة
الإنسان لا يمكن أن يكون صاحب عقلية ناقدة بمجرد المعلومات، إذن العقلية الناقدة لها بعدين لا بد من توافرها سواء، إن لم تتوفر يكون عند الانسان خلل في عقليته الناقدة.
البعد الأول: البعد المعرفي.
ومعناه أن يكون عند الإنسان مضامين معرفية يستطيع أن يسير عليها عقله ومبادئه، ومبادئ يستطيع أن يسير عليه عقله حين يريد بناء فكرته أو نقد موقف المخالف له.
البعد الثاني: البعد النفسي.
وهناك أيضا البعد النفسي، أو البعد الذي يمثل المهارة؛ امتلاك مهارة لتصبح سجية عن الإنسان، وهذا البعد لايمكن أن يتحقق للإنسان بمجرد المعرفة، وإنما لابد من الممارسة"
وهذا ما سبق قوله أن المسلم يعرف أحكام الوحى ويطبقها فعندما يجد من لا يطبقها حتى ولو كان هو سيتنقد النقد البناء
وتحدث عن تكوين العقلية الناقدة فقال:
تكوين العقلية الناقدة
ماهي المرتكزات التي تقوم عليها العقلية الناقدة؟ وهذا أيضا جانب عملي مهم.
المرتكز الأول: تأسيس أصول البناء (ما صحت بدايته صحت نهايته).
هذه قاعدة لا بد أن تكون عندنا ظاهرة جدا، فمن المهم جدا أن تكون بناءآتنا الأولى مبنية على أساس صحيح؛ بحيث تكون مستوعبة وقواعد صلبة ومؤهلة للإنطلاق، ويقول بعض الحكماء: إذا أردت أن يكون قفزك قويا عليك أن ترجع قليلا إلى الوراء؛ ترجع قليلا إلى الوراء بحيث إذا قفزت تقفز بقفزة محكمة."
وهذه المقولة ليست سليمة دوما فكثير من الأنبياء كإبراهيم(ص) كانت بدايتهم خاطئة فقد تربى في بيت صانع أصنام على الكفر ومع هذا صحت نهايتهم لأنهم بنوا في منتصف العمر القاعدة الصحيحة
ثم قال :
"المرتكز الثانى: التوجه نحو الجذور.
هناك فرق بين التعامل مع الأفكار وبين التعامل مع النظريات، كثيرا ما نتعامل مع الأفكار وهذا أضر بنا كثيرا، إن أردنا ان نكون أصحاب عقلية ناقدة علينا أن نبتعد عن الأفكار - التي هي المخرجات - ونغوص حتى نستخرج النظريات.
طبعا نحن لنا نماذج وتجارب كثيرة فى النقد: سواء نقد علم الكلام، أو علم الحداثة، أو الاتجاه الحداثي، أو الإتجاه الليبرالي، أو غيره ( ... ) هذه التجارب النقدية فى كثير من صورها ومظاهرها لم تكن متقنة، لماذا؟
لأنها كانت تتعامل مع مقالات: ماذا يقول المعتزلة، ماذا يقول الأشاعرة، ماذا يقول، وماذا يقول ( ... )، لو تركنا ماذا يقولون وذهبنا إلى لماذا قالوا هذا القول - التى هى النظرية - سنكون حققنا بعض معالم أو بعض المرتكزات التي تقوم عليها العقلية الناقدة"
والتوجه نحو الجذور بتلك الطريقة لو عقله العميرى لعرف انه على باطل فالكثير من آيات القرآن هى ذكر لأقوال الكفار والرد عليها فالله لا يبحث عن لماذا التى يركز عليها العميرى
وحدثنا عن الانفتاح حول الأفكار فقال:
"المرتكز الثالث: فتح الأبواب والنوافذ حول الأفكار.
الفكر الإنساني غالبا فكر مركب، ليس فكرا مجردا، وخاصة أصحاب المناهج التي تريد أن تسير الحياة أعني المنهج الحداثي والمنهج الكلامي وغيره، هو ليس مجرد فكرة ظهرت هو عبارة عن منظومة متراكبة، إذن إن أردنا أن نتعامل مع هذه الجزئية الموجودة فى هذه المنظومة علينا أن يكون عندنا أدراك لهذه المنظومة كلها.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس