عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-06-2022, 08:10 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,019
إفتراضي

وأما المستوى الدلالىة وهو معرفة المعنى فهو المهم وهو الذى يجب الحديث فيه لشرح المعنى وفيه قالتا:
"المستوى الدلالي
لو تأملنا في آي الذكر الحكيم لنلتمس فيها مدلولات مادة (وزن) لوجدناها على معان مختلفة تبعا للسياق القرآني الواردة فيه على التفصيل الآتي:-
1 - آلة الوزن: وهي ما يعرف به مقدار الشيء، فقد أشارت مادة (وزن) الى
هذا المعنى في مواضع متعددة من القرآن الكريم في قوله تعالى {:فاوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا}. وقوله تعالى: {يا قوم أوفوا المكيال والميزان}
وهو ما يوزن به ويتعامل، وتتضح الفائدة في الوزن بانه ينكشف الحال
يومئذ وتظهر جميع الأشياء بحقائقها على ما هي عليه وبأوصافها وأحوالها في
أنفسها من الحسن والقبح وغير ذلك، وتنخلع عن الصور المستعارة التي
بها ظهرت في الدنيا فلا يبقى لاحد ممن يشاهدها شبهة في انها هي
التي كانت في الدنيا بعينها وان كل واحد منها قد ظهر في هذه النشأة
بصورته الحقيقية المستتبعة لصفاته ولا يخطر بباله خلاف ذلك والله تعالى اعلم بحقيقة الحال "
وهذا التفسير هو التفسير الشائع والكيل والميزان لا يراد بهم المعايير الوزنية وإنما يراد بهم العدل فأوفوا المكيال والميزان تعنى كما فسرها قوله " ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين"والمراد لا تظلموا الناس حقوقهم أى تسيروا في الأرض بالباطل فالمعنى المراد هو العدل وهو تنفيد عهد أى حكم الله كما قال تعالى:
" وبعهد الله أوفوا"
ثم قالتا:
2 - الحسنات والسيئات: إشارة الى أعمال الإنسان فمنها ما هو ثقيل في الميزانوهو ماله قدر ومنزلة عند الله وهو الإيمان وأنواع الطاعات ومنها ما هو
خفيف متمثلا بأنواع المعاصي وخير ما يوضح ذلك قوله تعالى: {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون}، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه بإتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم وحق الميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا وقد خفت موازين من خفت موازينه بإتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم وحق الميزان يوضع فيه الباطل ان يكون خفيفا وإنما كان كذلك؛ لأن الحق ثقيل والباطل خفيف
3 - العدل: وضع الله عز وجل العدل في الأرض الذي أمر به يقال: وضع الله الشريعة ووضع فلان كذا أي ألقاه، والعدل يسمى ميزانا لان الميزان آلة الإنصاف والعدل والتسوية. وعند ابن منظور: ((الميزان: العدل. ووازنه عادله وقابله، وعدل الموازين والمكاييل: سواها. وعدل الشيء يعدله عدلا وعادله: وازنه)) كما في قوله تعالى: {لقد أرسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} وقوله تعالى: {والسماء رفعها ووضع الميزان} فوجب أن يعدل الإنسان كما يحب ان يعدل عليه وان يوفى
كما يحب ان يوفى له؛ لان العدل صلاح الناس."
الميزان إذا هنا العدل وهو كتاب الله
ثم قالتا:
4 - الشرع: وهو الذي توزن به الحقوق ويسوي بين الناس، ويشير القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى: {الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب} أي الشرع المنصف بين الناس "
والميزان هنا الحق وهو العدل
ثم قالتا:
5 - القضاء: (ذهب الأصفهاني إلى أن ((القضاء بمنزلة الكيل)) ؛لان الكيل والوزن سواء في معرفة المقادير. وكال الدراهم والدنانير: وزنها؛ ويقال
كل هذه الدراهم يريدون زن. وقال مرة: كل ما وزن فقد كيل وجاء هذا المعنى في قوله تعالى: {والوزن يومئذ الحق} أي القضاء"
وقد بين الله للناس أن الوزن وهو الحكم أى الملك مصداق لقوله "والملك يومئذ الحق للرحمن"
وهو الأمر لقوله :
"والأمر يومئذ لله"فالحكم فى يوم القيامة العدل لله
وقالتا :
6 - الأنبياء والأوصياء: وخير ما يمثل هذا المعنى قوله تعالى: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} أراد بذلك الأنبياء والأوصياء."
وهذا التفسير باطل فالموازين هى الأحكام والمعنى ونقضى بالأحكام العادلة كما قال تعالى :
" وقضى بينهم بالقسط"
وقالتا :
7 - الخطر او القدر: قال الفيومي: ((وزن الشيء نفسه ثقل فهو وازن وما أقمت له
وزنا كناية عن الإهمال والاطراح وتقول العرب ليس لفلان وزن أي قدر
لخسته)) ودل على هذا المعنى قوله تعالى: {فلا نقيم لهم يوم القيامة
وزنا} أي لا نجعل لهم خطرا وقدرا
8 - المقدار: يقال: إنما الأشياء مقادير لكل شيء مقدار داخل، وقدر كل شيء ومقداره: مقياسه. وقدر الشيء بالشيء يقدره قدرا وقدره: قاسه، وقد اختلف في تفسير هذا المقدار في قوله تعالى: {وانبتنا فيها من كل شيء موزون}
فأشار الطبري إلى انه مقدر وبحد ويكون مقدرا معلوما عند الجوزي والقرطبي في حين نراه عند الثعالبي مقدر محرر بقصد وإرادة.
ويرى البحث انه متقدر بقدر الحاجة؛ لأن الله سبحانه وتعالى يعلم المقدار الذي يحتاج اليه الناس وينتفعون به فينبت به تعالى ذلك المقدار في الأرض لذلك قالوا الوزن إنما يراد لمعرفة المقدار فكان إطلاق لفظ الوزن لإرادة معرفة المقدار."
ومعنى قوله" أنبتنا فيها من كل شىء موزون والمراد وأخرجنا فى الأرض من كل زوج كريم مصداق لقوله "فأنبتنا فيها من كل زوج كريم"وهذا يعنى أن الله خلق فى الأرض من كل نوع مقدر أحسن تقدير
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس