عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-06-2022, 09:01 AM   #4
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,847
إفتراضي

والمسلمون يستحبون البكاء وخشوع القلب عند سماع القرآن قال تعالى: { خروا سجدا وبكيا }
وعقد البخاري في فضائل القرآن من صحيحه بابا للبكاء عند قراءة القرآن
وقال العزالي: « يستحب البكاء مع القراءة وعندها وطريق تحصيله أن يحضر قلبه الحزن والخوف يتأمل القارئ ما فيه من التهديد والوعيد والمواثيق والعهود ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره فيحزنه لا محالة ويبكي »
وقال النووي: البكاء عند قراءة القرآن صفة العارفين وشعار الصالحين
وقال الحافظ ابن حجر ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم لأن للتطريب تأثير في رقة القلب وإجراء الدمع "
وناقش أدلة المحرمين فقال :
"أما المانعون فاستدلوا بأحاديث لا تثبت عن المصطفى (ص)منها:
1- ما قيل إن حذيفة بن اليمان روي عن النبي (ص)أنه قال: « اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الكتاب والفسق فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم »
رواه أبو الحسن رزين في تجريد الصحاح ورواه أبوعبدالله الحكيم الترمذي في نوادر الأصول واحتج به القاضي أبو يعلى في "الجامع" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" والبيهقي في "شعب الإيمان" من حديث بقية بن الوليد عن الحصين الفزاري عن أبي محمد عن حذيفة
قلت: لا يصح فبقية يدلس عن الضعفاء وقد عنعن والحصين بن مالك الفزاري ليس بمعتمد قال الذهبي في الميزان: « الحصين بن مالك الفزاري عن رجل عن حذيفة « اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها » تفرد عن بقية ليس بمعتمد والخبر منكر وأبو محمد مجهول ففيه ثلاث علل »
2- واستدلوا بحديث عابس بن عبس الغفاري في شرائط الساعة فذكر أشياء منها: « أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم ما يقدمونه إلا ليغنيهم غناء »
أخرجه أحمد في مسنده من حديث شريك عن أبي اليقظان عثمان بن عمير عن زاذان عن عليم عن عابس وسنده ضعيف لضعف أبي اليقظان وأخرجه الطبراني وابن شاهين من طريق موسى الجهني عن زاذان قال: كنت مع رجل من أصحاب النبي (ص)يقال له عابس أو ابن عابس وذكر الحديث من غير ذكر عليم ولم يضبط الصحابي ومدار الحديث على زاذان وهو متكلم في عقيدته كان كثير الكلام كما في ضعفاء العقيلي والتهذيب وغيرهما وأيضا: فإنني لم أجد أحدا من أهل العلم ذكر أن موسى الجهني /94/ قد روى عن زاذان فلا يحتج بمثل هذا الحديث المضطرب السند تجاه الأحاديث الصحيحة التي سقناها
3- وقالوا: وقد منع النبي (ص)المؤذن المطرب في أذانه من التطريب واستدلوا بحديث أخرجه الدارقطني في سننه من حديث ابن عباس قال: كان لرسول الله (ص)مؤذن بطرب فقال النبي (ص)« إن الأذان سهل سمح فإن كان أذانك سهلا سمحا وإلا فلا تؤذن»
قلت: هذا حديث ضعيف جدا ففي سنده إسحاق بن أبي يحيى الكعبي: ضعفه الدارقطني نفسه وعد الذهبي حديثه هذا عن ابن جريج من أوابده وقال في الميزان: هالك يأتي بالمناكير عن الأثبات
4- واستدلوا على كراهية أنس بن مالك للتطريب بالقرآن ما روي عن زياد النميري أنه جاء مع القراء إلى أنس بن مالك فقيل له: اقرأ فرفع صوته وطرب وكان رفيع الصوات فكشف أنس عن وجهه وكان على وجهه خرقة سوداء فقال: يا هذا ما هكذا كانوا يفعلون وكان إذا رأى شيئا ينكره كشف الخرقة عن وجهه /95/
ولم نعرف لهذا الخبر راويا عن أنس غير زياد بن عبدالله النميري فعليه مدار الحديث وهو ضعيف قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه فضعفه
وقال أبو حاتم: « يكتب حديثه ولا يحتج به وذكره ابن حبان في كتابه "الثقات" أولا وقال يخطئ ثم عاد فذكره في "المجروحين" وقال: منكر الحديث يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به تركه يحيى بن معين » وقال الدار قطني في السنن: ليس بالقوي وضعفه الحافظان: الذهبي وابن حجر وكفاك بهما "
الرجل هنا ذكر المتكلم فيهم في أحاديث المانعين مع وجود أمثالهم في أحاديثه المبيحة
وانتهى معروف إلى أن رأى ابن حجر هو الرأى الصحيح وهو اعتقاده فقال :
"القول الفصل:
بعد كل هذا الذي قدمنا نرى من المفيد أن نقتبس خلاصة رأي واحد من أعاظم المحدثين الفقهاء ممن تشبعوا بالهدي النبوي وعرفوه حق معرفته في هذه المسألة هو حافظ عصره ابن حجر العسقلاني وهو خلاصة هذا البحث وهو الذي نعتقده ونؤمن به لما تحصل عندنا من الأدلة
قال الحافظ ابن حجر: « والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث وقد أخرج ذلك عنه أبوداود بإسناد صحيح
ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم فإن الحسن الصوت يزداد حسنا بذلك وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءآت فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء ولعل هذا مستند من كرة القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء فإن وجد من يراعيهما معا فلا شك في أنه أرجح من غيره لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء"
والبحث وما بنى عليه باطل فالقرآن نزل لقراءته قراءة عادية لفهمه ومن ثم طاعته ولم ينزل ليكون مجرد أقوال ملحنة مطربة لا يفهم سامعها معناها والايمان بصحة رأى الإباحة دفع المفسدين من أهل التلحين والغناء الموسيقى أن يحولوا كتاب الله لأغانى وقد شهد اهل العصر على فعل بعض المعنيين والملحنيين للأمر
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس