عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-06-2022, 09:01 AM   #3
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,845
إفتراضي

قال الحافظ ابن حجر: ومراده منه هنا: بيان اختلاف الأصوات بالقراءة من جهة النغم"
هذا ليس بدليل تشريعى لأنه لم يصدر من الله ورسوله(ص) وإنما وصف صحابى لصوتا النبى(ص) والوصف ليس حكما وقال :
"الدليل الخامس:
أخرجه البخاري في التوحيد من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص)« ليس منا من لم يتغن بالقرآن »
وهذا الحديث أخرجه أبوداود في الصلاة من حديث أبي لبابة بسند قوي وأخرجه أحمد وأبو داود بإسناد صحيح من حديث سعد بن أبي وقاص
وأخرجه البيهقي بسنده إلى الربيع بن سليمان قال: سمعت /82/ الشافعي يقول: ليس منا من لم يتغن بالقرآن فقال له رجل: ليستغني به فقال: لا ليس هذا معناه معناه: يقرؤه حدوا وتحزينا
وذكر أبوداود في روايته أن عبدالجبار بن الورد قال لابن أبي مليكة عند روايته للحديث: يا أبا محمد أرأيت أن لم يكن حسن الصوت؟ قال: يحسنه ما استطاع
وقال أبوسعيد ابن الأعرابي في هذا الحديث: كانت العرب تتغنى بالركباني إذا ركبت وإذا جلست في الأفنية وعلى أكثر أحوالها فلما نزل القرآن أحب النبي (ص)أن تكون هجيراهم بالقرآن مكان التغني بالركباني "
هذا الدليل هو اعادة للدليل الأول وقد سبق مناقشته لأنه يستدل بنفس الحديث وقال:
الدليل السادس:
عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله (ص)« لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته » والقينة: المغنية
قلت: هذا حديث صحيح أخرجه أحمد وابن ماجه من طريق الوليد بن مسلم قال حديثنا الأوزاعي قال حدثنا إسماعيل بن عبيدالله عن ميسرة مولى فضالة فذكره /83/
وقد صرح الوليد بن مسلم بالسماع من الأوزاعي فهو ثقة عند تصريحه وإسماعيل ثقة وميسرة مولى فضالة وثقه ابن حبان وذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبعة العليا التي تلي الصحابة ولم نجد فيه جرحا
وأيضا فهو متابع عليه فقد أخرج البيهقي من طريق العباس بن الوليد بن مزيد وهو صدوق عن أبيه وهو ثقة ثبت عن الأوزاعي به ولكن ليس فيه (عن ميسرة) فرواه عن فضالة بن عبيد مباشرة وفي سماعه منه نظر كما قال المزي في تهذيب الكمال على أن المتن صحيح لما ذكرنا أولا وإن سقط اسم ميسرة من مسند أحمد فهو في الأصل كما نص على ذلك الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد والسنن كما حققناه في مسند فضالة بن عبيد من كتابنا المسند الجامع "
الحديث اتهام صريح لله بتهمتين :
الأولى التجسد بوجود عضو سمعى هو أذن لله وهو ما ينفيه عدم شبهه بالحلق في قوله تعالى:
" ليس كمثله شىء"
الثانية أن الله يسمع حسب هواه فينصت لشىء أكثر من شىء وهو ما يناقض أنه يسمع كل شىء بطريقة واحدة لذلك اسمه السميع وقال :
الدليل السابع:
أخرج أحمد في مسنده والدارمي في سننه والبخاري في /84/ خلق أفعال العباد وأبوداود(8) وابن ماجه والنسائي(10) في سننهم وابن حبان(11) في صحيحه وصححه الحاكم ووافقه الذهبي من حديث البراء بن عازب أن رسول الله (ص)قال: « زينوا القرآن بأصواتكم »
وهو حديث صحيح ومعناه تحسين الأصوات عند القراءة فإن الكلام الحسن يزيد حسنا وزينة بالصوت الحسن وهو أمر مشاهد ولكن لما رأى بعضهم أن القرآن أعظم من أن يحسن بالصوت بل الصوت أحق بأن يحسن بالقرآن قال: معناه زينوا أصواتكم بالقرآن وزعم بعضهم أنه من باب القلب فقد رواه معمر عن منصورعن طلحة: زينوا أصواتكم بالقرآن
على أن الأمر بالتزيين -كما أورده القرطبي عن بعضهم- هو اكتساب القراءات وتزيينها بأصواتنا وتقدير ذلك: أي زينوا القراءة بأصواتكم فيكون القرآن بمعنى القراءة كما قال تعالى: { وقرآن الفجر } أي قراءة الفجر وقوله تعالى: { فإذا قرأناه فاتبع قرآنه } أي: قراءته
ومع أن البخاري علق هذا الحديث في كتاب التوحيد من صحيحه لإثبات كون التلاوة فعل العبد فيدخلها التزيين والتحسين والتطريب من فعل القارئ وتتصف بما تتصف به الأفعال فإنه يدل في الوقت نفسه على جواز التزيين والتحسين والترجيع والتطريب فالمراد واحد إن شاء الله "
الحديث باطل المعنى وإنما زينة القرآن هى طاعته وأما ترديده ترديد المغنيين الملحنين المطربين فهو إثم عظيم فالقرآن نزل لطاعته وليس للتغنى الكلامى به كما قال تعالى :
"وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله"
فما الفائدة من ذلك الترديد الكلامى إذا كنا نعصى الله ؟
وقال :
الدليل الثامن:
وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله (ص)« تعلموا القرآن وغنوا به واكتبوه فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من المخاض من العقل »
قال بشار: هذا حديث صحيح رجاله رجال مسلم زيد بن الحباب تكلم بعضهم في حديثه عن الثوري فهو ثقة في غيره خبر ابن عدي أحاديث فوجدها مستقيمة وقال: وهو من أثبات مشايخ الكوفة ممن لا يشك في صدقه»
وموسى بن علي بن رباح اللخمي المصري ثقة وثقه البخاري وابن سعد ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل والعجلي وأبو حاتم الرازي والنسائي وابن /87/ حبان(8) والذهبي وما أظن الحافظ ابن حجر أصاب حينما قال في التقريب: صدوق ربما أخطأ(10)
أما أبوه علي بن رباح فهو من ثقات التابعين المعروفين لا يحتاج إلى بيان
وأخرجه من طريق موسى بن علي عن أبيه: أحمد والدارمي والنسائي في « فضائل القرآن واللفظ له-: « تعلموا القرآن وتغنوا به واقتنوه والذي نفسي بيده له أشد تفلتا من المخاص في العقل »
وأخرجه أحمد والنسائي في « فضائل القرآن » من طريق قباث بن رزين -وهو صدوق- عن علي بن رباح فتابع موسى في روايته عن أبيه /88/
وقد جاء في بعض الروايات مقتصرا على قوله: « واقتنوه » من غير قوله « وتعنوا به » فقال قباث: ولا أعلمه إلا قال: وتغنوا به وفي رواية أخرى قال: وحسبته قال: وتغنوا به "
الحديث إن صح فالتغنى بالقرآن يعنى العمل به أو طاعته أو على أقل تقدير تدبره وهو فهمه لطاعته كما قال تعالى :
"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته"
وقال :
"الدليل التاسع:
أخرج أحمد في مسنده والبخاري في صحيحه وفي خلق أفعال العباد وأبوداود وابن ماجه والترمذي في الشمائل والنسائي من حديث قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي (ص)قال: كان يمد مدا وفي رواية أخرى عن قتادة: سئل أنس: كيف كانت قراءة النبي (ص)فقال: كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم"
والمد ليس من التغنى وهو التلحين لأن المد هو هنا مد ألف المد أى فتحها ومد الياء يعنى كسرها والمراد نطق حرف المد قدر نطق الحرف ألأخر مرتين في الزمن للفهم فلو نطقت الرحمن الرحمن وليس الرحمان لكان المعنى مختلفا
وبعد أنتهى معروف من أدلته الواهية نقل لنا أقوال تتعارض مع حكاية التغنى فذكر أحاديث التباكى والتحزن عند قراءة القرآن فقال :
"إضاءة:
وقد كان السلف يحبون الصوت الحسن ويطربون لقراءته فتكون قراءته أوقع في قلوبهم وأحلى قال: أبوعثمان النهدي: « ما سمعت مزمارا ولا طنبورا ولا صنجا أحسن من صوت أبي موسى الأشعري إن كان ليصلي بنا فنود أنه يقرأ البقرة من حسن صوته » لذلك كان عمر بن الخطاب يقول لأبي موسى: ذكرنا ربنا فيقرأ أبوموسى
وروي أن أسيد بن الحضير أحد النقباء الإثني عشر ليلة العقبة كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن
وذكر حنظلة بن أبي سفيان عن عبدالرحمن بن سابط عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: استبطأني رسول الله (ص)ذات ليلة فقال: « ما حبسك؟ » قلت: إن في المسجد لأحسن من سمعت صوتا بالقرآن فأخذ رداءه وخرج يسمعه فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة فقال: « الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك » /90/
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس