عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-06-2022, 08:24 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,044
إفتراضي نقد كتاب الرسول (ص) في الطائف

وأكمل المؤلف الحكاية فقال :
"ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة بعد خروجه من الحائط كئيبا محزونا كسير القلب، فلما بلغ قرن المنازل بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال، يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة .
روى البخاري القصة وفيه:
فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ـ وهو المسمى بقرن المنازل ـ فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال، فسلم علي ثم قال :
يا محمد، ذلك، فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ـ أي لفعلت، والأخشبان : هما جبلا مكة : أبو قبيس والذي يقابله، وهو قعيقعان ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم :
بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئا "
العجيب هو أن النبى(ص) كان يسير ومعه قالت الرواية:
فلم أستفق غلا وأنا بقرن الثعالب"
وهذا معناه أنه كان مغمى عليه او نائما فكيف سار كل تلك المسافة وهو مغمى عليه أو نائم كلام لا يصدقه عاقل
وحكاية تخيير النبى(ص) في تعذيب القوم باطباق الجبال تتناقض مع أن الله أخبره أنه أخر العذاب حتى أجل مسمى بقوله تعالى :
"ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا"
والأعجب أن من رفضوه في الحكاية هم أهل الطائف ومع هذا العقاب سيكون من نصيب أهل مكة باطباق الأخشبين عليهم وهو كلام متناقض
واكمل الرجل الحكاية فقال :
"وأفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم واطمأن قلبه لأجل هذا النصر الغيبى الذي أمده الله عليه من فوق سبع سموات، ثم تقدم في طريق مكة حتى بلغ وادى نخلة، وأقام فيه أياما وفي وادى نخلة موضعان يصلحان للإقامة ـ السيل الكبير والزيمة- لما بهما من الماء والخصب،ولم نقف على مصدر يعين موضع إقامته صلى الله عليه وسلم فيه
وخلال إقامته صلى الله عليه وسلم هناك بعث الله إليه نفرا من الجن ذكرهم الله في موضعين من القرآن : في سورة الأحقاف :
{ وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم } "
وحكاية سماع الجن للقرآن من النبى(ص) دون أن يعلم لم يحدد في القرآن مكانها ولا زمانها ولا ما قبلها ولا ما بعدها ولم يذكر المؤلف شيئا من الموضع الثانى وهو سورة الجن
وأكمل المؤلف الحكاية فقال :
"أمام هذه النصرة، وأمام هذه البشارات، أقشعت سحابة الكآبة والحزن واليأس التي كانت مطبقة عليه منذ أن خرج من الطائف مطرودا مدحورا، حتى صمم على العود إلى مكة، وعلى القيام باستئناف خطته الأولى في عرض الإسلام وإبلاغ رسالة الله الخالدة بنشاط جديد وبجد وحماس ."
وهذا الكلام عن نصر الله لنبيه(ص) يتعارض عن استجارته بالكفار لإدخاله مكة في بقية الحكاية وهى :
"وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دنا من مكة مكث بحراء، وبعث رجلا من خزاعة إلى الأخنس بن شريق ليجيره، فقال : أنا حليف، والحليف لا يجير ، فبعث إلى سهيل بن عمرو، فقال سهيل : إن بني عامر لا تجير على بني كعب، فبعث إلى المطعم بن عدى، فقال المطعم : نعم ، ثم تسلح ودعا بنيه وقومه ، فقال : البسوا السلاح، وكونوا عند أركان البيت، فإني قد أجرت محمدا، ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن ادخل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهي إلى المسجد الحرام، فقام المطعم بن عدى على راحلته فنادى : يا معشر قريش، إني قد أجرت محمدا فلا يهجه أحد منكم، وانتهي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه، وطاف بالبيت، وصلى ركعتين، وانصرف إلى بيته، ومطعم بن عدى وولده محدقون به بالسلاح حتى دخل بيته وقد حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم للمطعم هذا الصنيع، فقال في أسارى بدر :
( لو كان المطعم بن عدى حيا ثم كلمنى في هؤلاء النتنى لتركتهم له ) "
في الجزء السابق نجد خبلا :
الأول أن زيد بن حارثة بعد أن اختفى من الحكاية أثناء عودة الرسول (ص) لمكة عاد وظهر معه في مكة فأين كان طوال تلك الرحلة وقد علمنا أنه أصيب بشجاج في راسه وهو ما يعرف حاليا بالارتجاج في المخ أو الارتجاج الدماغى ؟
الثانى استجارة النبى(ص) بكافر لدخول مكة وهو أمر يتعارض مع اجارة الله الله له أى عصمته من أذى الكفار وهذه العصمة تعنى أن لا أحد يقدر على أن يؤذيه بأى حال من الأحوال أى أذى جسدى إذا عاد لبيته فما حاجته لمن يحميه من أذى قريش أو غيرها وقد قال تعالى :
" والله يعصمك من الناس "
رضا البطاوى متصل الآن   الرد مع إقتباس