* ومنها عدم إنكار المنكر فإن كان القلب لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا نكس فجعل أعلاه أسفله.
* ومنها انحباس الطبع وضيق الصدر والشعور بالقلق والضيق بالناس: { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون }
* ومنها عدم التأثر بآيات القرآن.
* ومنها عدم التأثر بالموعظة عامة وبالموت ورؤية الأموات خاصة.
* ومنها تكاسل عن أعمال الخير: { ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون }"
وتعرض لأمراض القلوب فذكر التالى :
"أنواع أمراض القلوب
أمراض القلوب على نوعين:
1- أمراض الشبهة:.. وهذه أشد أنواع المرض. وما ذاك إلا لكثرة الشبهات في عصرنا الحاضر.. ما بين تيارات فكرية ضالة صارت تشغل الناس، من علمانية وقومية واشتراكية وشيوعية.. وممارسات إعلامية على مستوى العالم الإسلامي اليوم.. تبث الشبه وتشكك في الثوابت.. فالمسلم اليوم كالقابض على الجمر من كثرة المعارضين، وكثرة الفتن المضلة فتن الشبهات والشكوك والإلحاد، وفتن الشهوات حيث علا كثيرا من هذه الفتن اعتقاد غير الحق المفضي إلى مرض القلب بل موته أحيانا كثيرة عياذا بالله.
علامات مرض القلب بالشبهة: ذكر العلماء جملة من العلامات تدل دلالة واضحة على مرض القلب بالشبهات.. وينبغي لمن وجد في نفسه أي علامة منها أن يسارع إلى معالجة قلبه.
ومن أبرز تلك العلامات وأظهرها.. اتباع المتشابه من القرآن.. وإظهار الإيمان باللسان دون مواطأة القلب.. والتمرد على حكم الله ورسوله.. والمسارعة في موالاة الكافرين.. والرغبة في المعصية.. والتقاعس عن الجهاد..
2- أمراض الشهوة: الشهوات باب واسع يدخل تحته كل مشته.. ومن المشتهيات ما هو مباح ومنها ما هو محرم.. ومفسدات القلوب هي الشهوات المحرمة، ومنها تتولد أمراض القلوب.. كالشح والبخل، والحسد، والغل، والحقد، والجهل، والغي، والغم، والهم، والحزن، والغيظ، والكبر، والعجب، والظلم.. وغيرها من الأمراض التي لا تدخل تحت حصر -أعاذنا الله منها-
ولكن يجمعها اتباع الهوى بغير هدى من الله.. وفي ذلك يقول الله جل جلاله.. { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون } "
والحقيقة أن اى مرض هو مرض شهوانى فالشبهات لا تعرض إلا بسبب شهوة كالقوة وهو فرض الرأى الخاطىء على النفس والغير
وحدثنا عن علاج القلوب فقال :
"علاج القلوب
إذا أردت يا عبد الله شفاء قلبك وعافيتك، فعليك بصدق اللجوء إلى الله.. والإكثار من النوافل.. وسح الدموع.. والصلاة بالليل والناس هجوع.. وداو قلبك أيضا بملازمة الأذكار.. وصحبة الأخيار.. فإنهم خير معين بعد الله على شفاء القلب السقيم.. وسلوك الصراط المستقيم.. قال تعالى: { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا }
يقول ابن القيم: (ومن أسباب حياة القلوب الإقبال على الله وتعظيمه.. وتدبر الوحي بشقيه: القرآن والسنة.. والشوق إلى الله والإنابة إليه.. والندم على المعاصي، والحذر من الوقوع فيها، ومخالفة هوى النفس.. والاستعداد للآخرة.. وصحبة الصالحين"
وعلاج القلب ليس بالاكثار من النوافل أو بسح الدموع وإنما علاجها الإيمان بوحى الله والعمل به فالله لم يقرر علينا شىء اسمه نوافل ولا طلب منا أن نبكى وإنما طلب منا إيمان به وعمل صالح لا أكثر ولا أقل
وعاد للحديث عن غفلة القلب فقال :
"ومن أسباب موت القلوب الغفلة عن الله، وإيثار محبوب سوى الله، وترك اغتذاء بنافع، وترك الدواء الشافي (الوحي وذكر الله) وكثرة الضحك، وأما الحقيقة في مرض القلوب فهي: فقدان الإخلاص لله والحب له، وجامع أمراض القلوب اتباع الهوى، نسأل الله أن يحيي قلوبنا بنور معرفته وذكره وشكره، فحياة القلب وإشراقه ماده كل خير، وموته وظلمته مادة كل شر). "
وحذرنا الرجل من الشبهات والشهوات والآفات وكل بمعنى واحد فقال :
"واحرس قلبك -أخي المسلم- أن يتسلل إليه الشيطان بشبهة خبيثة أو شهوة محرمة أو آفة مفسدة.. احذر الغفلة والغافلين. قال الله تعالى: { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا }.. وسئل بعض العلماء عن عشق الصور فقال: (قلوب غفلت عن ذكر الله فابتلاها الله بعبودية غيره).. فالقلب الغافل مأوى الشيطان. يقول الحسن (المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله.. وإنما خف الحساب يوم القيامة على أقوام حاسبوا أنفسهم في الدنيا.. وشق الحساب يوم القيامة على أقوام أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة.. فحاسبوا أنفسكم رحمكم الله وفتشوا في قلوبكم)."
وبين الشمرى أن الظاهر والباطن لابد أن يتوافقا مع بعضا فالله لا يريد صورة جميلة باطنها الفساد وإنما صورة جميلة باطنها وهو قلبها جميل أى صالح نافع لنفسه ولغيره وهو قوله :
"الاهتمام بأعمال القلوب
كثير من الناس يهتم بالأعمال الظاهرة، وهذا أمر حسن ومطلوب.. ولكن هؤلاء يغفلون عن أصل هذه الأعمال ومادتها.. وهي الأعمال القلبية.. فهذه الأعمال هي الأصل وهي الأهم.. يقول الرسول (ص): «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» [رواه مسلم] ويقول: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» [رواه مسلم].
ومن ثم فتأمل معي – رعاك الله – هذا الحديث العظيم والذي من خلاله نعرف أهمية أعمال القلوب:
أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن أنس بن مالك قال: «كنا جلوسا عند رسول الله (ص)فقال: «يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة».. فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه بيده الشمال.. فلما كان من الغد، قال النبي (ص)مثل مقالته أيضا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله.. فلما قام النبي (ص)تبعه عبد الله بن عمرو – أي تبع ذلك الرجل – فقال له: (إني لاحيت أبي، فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثا.. فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي، قال: نعم.. قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار من الليل ذكر الله عز وجل وكبر حتى قام لصلاة الفجر.. قال عبد الله..: (فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر عمله قلت: يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة.. ولكن سمعت رسول الله (ص)يقول ثلاث مرات: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلعت أنت.. فأردت أن آوي إليك فأنظر عملك فأقتدي بك.. فلم أرك عملت ثمة عمل، فما الذي بلغك ما قال رسول الله (ص).. قال: ما رأيت! فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشا ولا حسدا على خير أعطاه الله إياه.. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك)."
والحديث باطل لأنه جعل النبى0ص) يعلم الغيب وهو دخول الرجل الجنة مع أن النبى0ص) نفسه لا يعلم ما يفعله الله به ولا بغيره كما قال :
" وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
وحدثنا عن فهم خاطىءء وهو الالتزام الداخلى في القلب دون الخارجى فبين وجوب توافق الظاهر والباطن كما طلب الله فقال :
"إشكال ودفعه
إن بعض الناس عنده فهم خاطئ ومن ذلك أنك إذا حدثت أحدا ونصحته بالالتزام بالسنة الظاهرة كاللحية مثلا.. أجابك قائلا: المهم هو القلب وربما استدل بقوله (ص): «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» [رواه مسلم].. وقوله (ص): «التقوى ها هنا».. ويشير إلى قلبه [رواه مسلم وأحمد].. فنقول لهؤلاء:.. هذا فهم خاطئ.. نعم المهم والأصل هو صلاح القلب، وصلاح المظهر مع خراب الباطن لا ينفع.. لكن نقول: إن صلاح القلب له علامات.. ومن أشد وأهم علاماته صلاح الظاهر وقد مر بنا قول النبي (ص): «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله» [رواه مسلم]"
ومن هنا نتعلم وجوب أن يكون المسلم طاهر النفس والجسد معا فلا وجود لمسلم طاهر القلب قذر البدن ولا وجود لمسلم قذر القلب طاهر البدن وإنما الاثنين معا
|