عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-06-2022, 08:40 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,845
إفتراضي

ووصف الشمرى أصحاب القلوب الحية بأعمالهم فقال :
أصحاب القلوب الحية:
صائمون، قائمون.. خاشعون قانتون.. شاكرون على النعماء.. صابرون في البأساء.. لا تنبعث جوارحهم إلا بموافقة ما في قلوبهم.. تجردوا من الأثرة والغش والهوى.. اجتمع لهم حسن المعرفة مع صدق الأدب.. وسخاء النفس مع مظان العقل.. هم البريئة أيديهم، الطاهرة صدورهم، متحابون بجلال الله.. يغضبون لحرمات الله.. أمناء إذا اؤتمنوا.. عادلون إذا حكموا.. منجزون ما وعدوا.. موفون إذا عاهدوا.. جادون إذا عزموا.. يهشون لمصالح الخلق ويضيقون لآلامهم.. في سلامة من الغل، وحسن ظن بالخلق.. وحمل الناس على أحسن المحامل.. كسروا حظوظ النفس، وقطعوا الأطماع في أهل الدنيا.. جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عن رسول الله (ص)أنه قال: «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير» [صحيح مسلم] فهي سليمة نقية خالية من الذنب.. سالمة من العيب يحرصون على النصح والإخلاص والمتابعة والإحسان. همتهم في تصحيح العمل أكبر منها في كثرة العمل: { ليبلوكم أيكم أحسن عملا } أوقفهم القرآن فوقفوا، واستبانت لهم السنة فالتزموا { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون } رجال مؤمنون، ونساء مؤمنات، بواطنهم كظواهرهم بل أجلى، وهمتهم عند الثريا بل أعلى،... وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى إن عرفوا تنكروا.. تحبهم بقاع الأرض وتفرح بهم ملائكة السماء.. هذه حياة القلوب وهذه بعض آثارها.."
وحديث وصف قلوب الناس بقلوب الطير باطل لأن تلك القلوب مخيرة بينما قلوب الطير مسيرة والفارق واضح بين أن تؤمن مجبرا وأن تؤمن راضيا
ثم وصف أصحاب القلوب المريضة فقال :
"أما القلوب المريضة فلا تتأثر بمواعظ.. ولا تستفزها النذر.. ولا توقظها العبر.. أين الحياة في قلوب عرفت الله ولم تؤد حقه؟؟ فقرأت كتاب الله ولم تعمل به.. زعمت حب رسول الله وتركت سنته.. يريدون الجنة ولم يعملوا لها.. ويخافون من النار ولم يتقوها.. رب امرئ من هؤلاء أطلق بصره في حرام فحرم البصيرة.. ورب مطلق لسانه في غيبة فحرم نور القلب، ورب طاعم من الحرام أظلم فؤاده..
لماذا يحرم محرومون من قيام الليل؟ ولماذا لا يجدون لذة المناجاة؟ إنهم باردو الأنفاس.. غليظو القلوب.. ظاهرو الجفوة؟؟"
وحدثنا عن غفلة القلب معتبرا إياها عقاب فقال :
"يا أيها المحب: إن غفلة القلوب عقوبة، والمعصية بعد المعصية عقوبة.. والغافل لا يحس بالعقوبات المتتالية، ولكن ما الحيلة؟. فلا حول ولا قوة إلا بالله.."
وبالقطع غفلة القلب ليست عقاب وإنما سبب للعقاب
ثم قال ناقلا بعض أقوال القوم :
"يقول بعض الصالحين: يا عجبا من الناس يبكون على من مات جسده، ولا يبكون على من مات قلبه.. شتان بين من طغى وآثر الحياة الدنيا.. وبين من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.. تمرض القلوب وتموت إذا انحرفت عن الحق وقارفت الحرام: { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم } تمرض القلوب وتموت القلوب إذا افتتنت بآلات اللهو وخليع الصور { نسوا الله فنسيهم }. وكل الذنوب تميت القلوب وتورث الذلة وضيق الصدر ومحاربة الله ورسوله..
يقول الحسن البصري : ابن آدم: هل لك بمحاربة الله من طاقة؟ فإن من عصى الله فقد حاربه.. وكلما كان الذنب أقبح كان في محاربة الله أشد.. ولهذا سمى الله أكلة الربا وقطاع الطريق محاربين لله ورسوله، لعظم ظلمهم وسعيهم بالفساد في أرض الله. قال وكذلك معاداة أوليائه، فإنه تعالى يتولى نصرة أوليائه ويحبهم ويؤيدهم فمن عاداهم فقد عادى الله وحاربه.."
وتحدث عن مظاهر حياة القلب وهى نفسها ما سماه أوصاف أصحاب القلوب الحية فقال :
"مظاهر حياة القلب وصحته
هناك علامات تدل على حياة القلب وصحبته، وهذه العلامات مستقاة من النصوص القرآنية التي سيقت في معرض بيان قلوب المؤمنين.
* فمن تلك المظاهر: حسن الانتفاع بالعظة.. والاستبصار بالعبرة والظفر بالثمرة، فإن العمل الصالح هو ثمرة العلم النافع.
* ومن تلك العلامات أو المظاهر وجل القلب من الله وشدة الخوف منه { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } { وبشر المخبتين * الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة }
* ومنها القشعريرة في البدن عند سماع القرآن ولين الجلود والقلوب إليه { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله }
* ومنها خشوع القلب لذكر الله { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق }
* ومنها الإذعان للحق والخضوع له: { وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم }
* ومنها كثرة الإنابة إلى الله { من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب }
* ومنها الأنس بذكر الله خلاف الذين يشمئزون منه { وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة }
* ومنها تعظيم شعائر الله: { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } * ومنها التضرع إلى الله والفزع إليه وقت الشدة { فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا }
* ومنها الطمأنينة بذكر الله: { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب }.
* ومنها السكينة والوقار: { فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم }
* ومنها شدة التعلق بالله ودوام ذكره واطمئنان القلب بذلك والاهتمام بصحة العمل بتصحيح النية وتحقيق المتابعة.."
وتحدثن غت مظاهر موت القلب وهى نفسها أوصاف أصحاب القلوب المريضة التى ذكرها سابقا فقال :
"مظاهر موت القلب وفساده:
كما أن هناك علامات تدل على حياة القلب وصحته.. كذلك هناك علامات تدل على موت القلب وفساده نسأل الله العافية:
* فمن تلك العلامات: قلة الانفعال في الرغائب وقلة الإشفاق والرحمة.. فقلوب أهل المعاصي معرضة عن كتاب الله وسنة رسوله فهي مظلمة بعيدة عن الحق لا يصل إليها شيء من نور الإيمان وحقائق الفرقان..
* ومنها إيثار الدنيا على الآخرة كما في حديث جابر «تكون فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه، يصبح مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا» [رواه أحمد].
* ومنها حب الشهوات: { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا }. { ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله }.
* ومنها شدة الغفلة.. وهوان القبائح عليه والرغبة في المعاصي.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس