عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,843
|
نقدها واستخدام النقد في دعوة الغير للإسلام
وتحدثت عن وحدة اللغة والمعرفة فقالت:
"وحدة اللغة ووحدة المعرفة :
جاءت النظرية النونية المشتقة من الآية (ن والقلم وما يسطرون) كما يطلق عليها اسم نظرية وحدة المعرفة .
هذه النظرية لم تكن حصيلة فكر منفرد متفرد وإنما هي حصيلة دراسات متلاحقة لعلماء ولغات وحضارات, وللسلف اليد الطولى في تطوير علم اللغة من خلال ما صنفوه خدمة للإسلام والقرآن الحكيم ومدارسته وتبيان محكمه من متشابهه وناسخه من منسوخه, وعامه من خاصه, وحوا ميمه وقراءاته وما قدموه من خلافات مدرسية ومذهبية ونظريات كان لها الفضل في إحياء الدروس اللغوية, ونخص بالذكر في مجال البلاغة والإعجاز, إمام البلاغة عبد القاهر الجرجاني في كتابيه أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز, الذي استفادت منه النظرية المعاصرة في علم اللغة.
إن مصطلحات القرآن الحكيم تحوي رموزا وإشارات, لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم الذين طهرهم المولى وفتح قلوبهم للعلم (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) .
إن نظرية وحدة المعرفة تنطلق من وحدة الوجود أو عالم الإنسان الواحد, ومنه جاءت الأديان وهي ذات حقيقة واحدة وهي معرفة الإله.
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
فوحدة المعرفة ووحدة الوجود, ووحدة عالم اللسان المتمثلة في البيان (الرحمن خلق الإنسان علمه البيان) صحيح أن الاختلاف في الألسن وأنظمة الأصوات ودلالاتها, لكنها لا تعني اختلاف الإنسان (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) فكان الاصطلاح بين العلماء على البيان.
يحيل البحث عن وحدة المصطلحات إلى وحدة الإنسان, فهذا علم الأنثروبولوجيا العلم الذي يبحث في أصل الإنسان, وتقاليده, وعاداته وأديانه ورسومه وثقافته وأجناسه, كشف عن وحدة البشر بفعل الانتشار الثقافي من جهة ووحدة العقل البشري الذي كان قد أشار إليه القرآن سلفا (يا أيها الناس, اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة, وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)"
والنظرية التى تسميها الباحثة وحدة المعرفة هى نظرية وليست حقيقة لأنها غير موجودة فالمعارف تكون حسب كل دين أى حضارة فكل حضارة لها معارف خاصة بها ولا يوجد ما يسمى بالوحدة المعرفية بين بلاد العالم سوى في المنتجات التقنية وإن كان هناك بلاد تختلف في أنها لا تستعمل نفس المنتجات التقنية فما زال هناك بشر ليس معهم جوالات ولا عندهم تلفازات أو ثلاجات
وتحدثت عن نظريات العلامات في اللغة فقالت:
إن علم اللغة الحديث يبحث في اللغة تحت نظرية العلامات وهو يقرر أن هدفها (وظيفي هو الاتصال وهو ضرورة ملازمة للإنسان) والاصطلاح لا يكون إلا في وسط الجماعة, وامتياز البشر عن سائر المخلوقات باللغة أو القلم الذي هو سلاح العلم والمعرفة (يرفع الله اللذين آمنوا منكم واللذين أوتوا العلم درجات)
قد يقال أن للحيوان لغته ولكنها في الحقيقة ليست لغة بالمفهوم المنطوق, بل هي إشارات لا ترقى إلى مستوى لغة البشر (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون)والإنسان بما كرمه الله تعالى, وجعله سيدا في الأرض, ووهبه لغة التخاطب بمداليلها, وحروفها, وأصواتها ضف إلى ذلك العقل أداة التفكير, والجسد أداة تنفيذ اللغة."
وهذا الكىم خاطىء فالله لم يميز الإنسان باللغة وإنما كل نوع من انواع الخلق له لغة أى لغات أى نطق خاص به كما قال تعالى:
" تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"
فالتسبيح يتم بمعرفة أحكام الله وهى كلمات
وكما قال تعالى :
" أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء"
وعادت الباحثة للنظرية النونية المزعومة فقالت :
"النظرية النونية هي عالمية, لأن النظريات تقوم على فكر موحد والقاعدة التي ارتكزت عليها النظرية النونية, هي الفكر الإسلامي العظيم, ومنهج النظرية دلالته الوحدة والتوحيد, في أصول الكلمات, والأسماء, وجذور المفردات, والمقاطع النغمية المنحدرة عن أصل واحد (وعلم آدم الأسماء كلها) فشهادة القرآن أن الإنسان إلى مرجعية موحدة وإلى أصل واحد, وإلى ثقافة أم, تفرعت منها الثقافات الأخرى, وإلى لغة واحدة, هي لغة القرآن, فهذه العبرية لها جذور من العربية وكل لغات العالم تتوحد في جذورها, لكن الواهم الضيق الأفق لا ينظر إ? إلى ظاهر العلامات, لا يتعداها إلى المدلول والمعلوم وهو كتاب الله الحكيم, الذي جمع فيه جذور الأديان, والمعتقدات, والمعارف والفنون والآداب."
وتحدثت عن وجة المصطلحات في النظرية فقالت:
وحدة المصطلحات في ضوء النظرية النونية :
إن تعدد الألسن واللغات, حسب المناطق والظروف المكانية والزمانية, وتباين التجارب الإنسانية, كما أن لارتباط الأشخاص والاتصال فيما بينهم حدوث تلاقح فكري واستيراد وتوريد الثقافات, يؤدي إلى التثاقف عند ذلك تتشكل اللغات, وتتعدد الألسن, وتنشق وتتشقق, لكن الجوهر يبقى في البيان, فالبحث عن اللغة يكون بواسطة اللغة, والبحث عن البيان يكون بالبيان نفسه. ولو تتبعت مصطلح اللغة في القرآن الكريم تجده دلالة على اللسان (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) (وهو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني) (ألم نجعل له عينين, ولسانا وشفتين) (واحلل عقدة من لساني, يفقهوا قولي) وآيات أخر جميعها تتحد في دلالة واحدة هي البيان.
كما أن للغة جانب من اللغو وهو خلاف البيان (والذين هم عن اللغو معرضون ) وهي اللغة الفارغة من محتوى الدلالة, كذلك نجد مادة اللغا الصوت, أو لغو الطير وتعني أصواتها وتتشابه اللغة دلالة وصوتا مع سائر اللغات تدل على logie اللاتينية التي تدل على النظم وlogo وlanguage , la langue منها المنطق.
ويمكن التفاهم مع جميع البشر, وهذا ما يسعى إليه علم اللغة الحديث (ومن سوء الاصطلاحات وفهمها يحصل سوء الفهم والاختلاف) وهذا تفسير الفجوة الموجودة بين البشر سواء الذين ينتمون إلى ثقافة واحدة أو مخالفة."
وهذا الكلام كله لا أساس له فوحدة المصطلحات وهم نظرا لاختلاف الدين سواء سموه مذهبا أو دستورا أو غير هذا ولو فكرت الباحثة مثلا في أنظمة الحكم في الغرب مثلا لوجدن اختلافا بينا بين الملكى والجمهورى وداخل الجمهورى مثلا نجد النظام الأمريكى ليس فيه حكومة كالحكومة في فرنسا وإنما يوجد يسمى ما يسمى بالإدارة ومثلا نجد دستور مكتوب في أمريكا وفى بريطانيا دستورى شفوى ومن ثم تختلف المصطلحات بينهما وحتى النظام القضائى مختلف ففى بريطانيا لا يوجد ما يسمى نظام المحلفين بينما هذا أساسى في أمريكا
وتحدثت عن كون القرآن فيه نقد كل الأديان فقالت:
"إن القرآن الحكيم جمعت فيه جذور الأديان والعقائد والمعارف الإلهية, وما دام الإله واحد والكتاب - القرآن - موحد, والرسالات السابقة دعت إلى التوحيد, أو إلى الكلمة الواحدة التي دعى إليها المولى تعالى (قل يا أهل الكتاب, تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم, ألا نعبد إلا الله, ولا نشرك به شيئا, ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله)من هنا تظهر وحدة الأديان ووحدة الجذور ووحدة المنشأ, ووحدة المآل, وقد بلغ الدين وحدته وكماله بالقرآن الحكيم والرسول العظيم.
ومن أجل إن نتعرف على وحدة اللغة من خلال القرآن الحكيم, نؤسس لدلالات مصطلح (الدين) وما له من روابط وعلاقات ووحدة أصوات أساسها حرف الدال والنون.
فقولهم دان فلان يدين دينا, استقرض وصار عليه دين فهو دائن, ورجل مديون, كثر ما عليه من الدين, والدين الجزاء والمكافأة, ويقال دانه أي جازاه. والشائع بيننا كما تدين تدان, أي كما تجازي تجازى, والدين في الأصل العبادة والعبودية لله الديان, ودان له أي أطاعه.
ونافلة القول إن دلالات الدين هي الخضوع والالتزام والعبادة والجزاء, ونظير هذه المعاني جاءت في مختلف اللغات واللهجات, فكلمة داد بالفارسية تعني القاضي ونجد بالفرنسية Dieu وبالإنجليزية Godوفي الإسبانية Dios وفي اليونانية Zeus بإبدال الدال بالزاي, والدين Dette وGood الجواد وهذا ما يؤكد خلود كلمة دين, وكل الكلمات التي مرت احتفظت بحرف الدال كصوت شائع مشترك بينها, ومثلها كلمة ديوان الفارسية التي تدل على التسجيل والتدوين, وجاء في سورة الفاتحة (مالك يوم الدين) وهو يوم المعاد حيث تعرض كل الأعمال.
والظاهر أن المصطلحات والاشتقاقات العربية لها دلالات مختلفة, ومتعددة في ثقافات الشعوب ولغاتها, وأغلبها يكون متشابها صوتا ودلالة, وهذا لا يعني إلا شيئا واحدا هو أن اللغات كلها من أصل واحد, ولأن البشر من أصل واحد وكون واحد واله واحد."
وهذا الكلام الذى ذكرته لا علاقة له بالقرآن فالمشترك اللغوى بين اللغات لا يدل على وحدة المصطلح فالقاضى هنا غير القاضى هناك فالقاضى عندنا يحكم بحكم الله بينما القضاة عندهم يحكمون بأحكام البشر التى وضعها البشر وحتى في النظام القضائى الأمريكى يأخذ القاضى برأى الجمهور كهيئة المحلفين في الحكم فإن حكموا ببراءة المتهم حكم بحكمهم حتى وإن كانت الجريمة ظاهرة واضحة والمتهم معترف بها بينما في فرنسا أو غيرها لا يوجد هذا
|