" وفى ميزان الاعتدال أيضا فى ترجمة جعفر بن مغيرة [جعفر بن مغيرة القمى صاحب سعيد بن جبير وكان صدوقا روى عنه يعقوب القمى وغيره وذكره ابن أبى حاتم ،وما نقل توثيقه بل سكت ،قال ابن مندة :ليس هو بالقوى فى سعيد بن جبير ،قلت روى هشيم عن مطرف عنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فى قوله (وسع كرسيه السماوات والأرض)قال علمه قال ابن مندة لم يتابع عليه "
وأما رواية أبو هريرة فقد ضعفها البيهقى وسواه فقال :
" وفي تفسير القرطبي لقوله تعالى ( لا تأخذه سنة ولانوم ) قال والناس يذكرون في هذا الباب عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي عن موسى - عليه السلام - على المنبر قال وقع في نفس موسى هل ينام الله ؟ 000000 الخ الحديث قال القرطبي : ولا يصح هذا الحديث ضعفه غير واحد منهم البيهقي"
ونقل عن الرازى تردده بين الشك والصحة فقال :
" وقال الإمام الرازي معلقا على هذا الحديث الموضوع : واعلم أن مثل هذا لا يمكن نسبته إلى موسى - عليه السلام - ، فإن من جوز النوم على الله أو كان شاكا في جوازه كان كافرا ، فكيف يجوز نسبة هذا إلى موسى بل إن صحت الرواية فالواجب نسبة هذا السؤال إلى جهال قومه"
وبين الشرقاوى أن دفاعه قائم على ضعف الأسانيد دون أن يتناول النص فقال بعدم معقولية ورود ذلك على بال موسى(ص) فقال:
"نعم لا يعقل أن يخطر ببال نبي الله موسى هذا السؤال الذي لا يصدر إلا عن الجهال ولم يصح في هذا الشأن حديث مرفوع ولا موقوف ولعل هذا السؤال صدر عن جهال بني إسرائيل فتناقلوه حتى تسرب إلى بعض كتب التفسير عن طريق الرواة الذين عرفوا بالأخذ عن الإسرائيليات دون تثبت وتمحيص ،ولقد بينا ضعف الأسانيد التي وردت إلينا هذه الروايات عن طريقها مما يدل على ضعف تلك الروايات سندا ومتنا ويؤيد ردنا لها شكلا ومضمونا ..."
وحكاية عدم المعقولية يثبتها تناقض الروايات ولكن امكانية حدوثها موجودة كما ورد على بال موسى(ص) رؤية الله وورود طلب رؤية البعث على بال إبراهيم(ص)
وتعرض الشرقاوى لروايات أخرى فقال :
"ومن الدخيل الوارد في بعض كتب التفسير أيضا ما ورد في تفسير الكرسي عن مقاتل قال :
كل قائمة من الكرسي طولها مثل السموات السبع والأرضين السبع وهو بين يدي العرش ويحمل الكرسي أربعة أملاك لكل ملك أربعة وجوه وأقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة السفلى مسيرة خمسمائة عام 0 ملك على صورة سيد البشر آدم - عليه السلام - وهو يسأل للآدميين الرزق والمطر من السنة إلى السنة 0 وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور وهو يسأل للأنعام الرزق من السنة إلى السنة وعلى وجهه غضاضة منذ عبد العجل 0 وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد يسأل للسباع الرزق من السنة إلى السنة 0 وملك على صورة سيد الطير وهو النسر ويسأل للطير الرزق من السنة إلى السنة .
" وهذه الرواية لا أساس لها من الصحة والأمور الغيبية لا سبيل لنا إلى معرفتها إلا عن طريق الكتاب والسنة الصحيحة ، هذا فضلا عما اشتملت عليه هذه الرواية من أمور غريبة لا يصدقها عقل ولا يسلم لها قلب ولا يقر بها نقل 0
وإني في الختام لأحيل القارئ الكريم إلى كتابي المقصد السني في تفسير آية الكرسي"
والرواية السابقة مناقضة لكتاب الله تماما في كون قوائم العرش طولها طول السموات والأرضين السبع فالعرش في السماء كما قال تعالى :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم "
فحملة العرش ملائكة والملائكة في السموات كما قال تعالى :
" وكم من ملك في السموات "
وهم يخافون من نزول الأرض لعدم اطمئنانهم فيها كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ومن ثم فالعرش في السماء فقط مع الملائكة ولا يمتد للأرض اطلاقا والدليل أيضا قوله تعالى :
"وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "
وهى مناقضة لكتاب الله أيضا في قولها أن من يحملون العرش أربع ملائكة بينما هم ثمانية فى قوله تعالى :
" ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
والخطأ أيضا قياسها المسافة المكانية بمقياس زمانى وهو خمسمائة سنة بينما المفترض قياسها بمقياس مكانى لأن الخمس مائة سنة تختلف من وسيلة ركوب إلى وسيلة أخرى بسبب اختلاف السرعات
والنص مشابه لنص في العهد الجديد في وصف الكرسى
|