ولك ان تتصور موقف سلطان الاسلام الاعظم محمود الغزنوي كاسر الاصنام (ت421) حينما غزا الهند وكسر صنمها الاعظم المسمى (بسومنات) وكان يفد اليه من كل فج عميق كما يفد الناس الى الكعبة وينفقون عنده النفقات العظيمة التي لا توصف ولا تعد وعنده الف رجل يخدمونه وثلثمائة رجل يحلقون رؤوسهم كل يوم وثلثمائة رجل يغنون ويرقصون على بابه وكان البعيد من الهنود يتمنى لو بلغ الصنم واستخار الله السلطان محمود في هدمه فعزم الله له عليه فانتدب معه ثلاثون الفا من المقاتله من الافغان فسلمهم الله حتى بلغوا بلد الوثن ونزل بساحة الكفر وقلع الوثن مع ان الهنود بذلوا له اموالا جزيلة ليترك لهم الصنم الاعظم فقال استخير الله فلما اصبح قال فكرت7 في الأمر الذي ذكر فرايت انه اذا نوديت يوم القيامة اين محمود الذي كسر الصنم احب الي من ان يقال اين محمود الذي ترك الصنم لأجل ما ينا7له من الدنيا ثم عزم على كسره رحمه الله فوجد فيها من الجواهر والذهب ما يزيد على اضعاف مضاعفة ونرجوا له في الاخرة الثواب الجزيل الذي مثقال الدانق منه خير من الدنيا وما فيها مع ما حصل له من الثناء الحسن في الدنيا) ابن كثير اين هذا ممن يعتبر هدم مثل هذه الأوثان انه تعد على التراث العالمي هل يستطيع احد ان يقول عن محمد نبينا (ص)الذي ازال الاصنام ان يقول ان عقيدة طالبانية كما يحلو لكل من اراد ان يدافع عن هذه المعابد والاصنام والتماثيل
ولك ان تتعجب من كاتب في جريدة الوطن يقول (كان هناك عرضا عن مملكة سبأ والتماثيل العادئة لتلك الحضارات واحسرتاه) وهؤلاء المثقفين تشبعوا بالثقافة الغربية في مختلف التخصصات ولم تكن عندهم فرصة كافية للاطلاع على ثقافة الاسلام ولهذا تجدهم منهمكين في تنظير قضايا كبيرة وتحتاج الى مقدار كبير من الثقافة الشرعية وهم افقر الناس من ذلك وتراهم يخطئون العلماء الذين شابت لحاهم في الاسلام وما افتهم الا الجهل فيدعون المعرفة وهم لا يمتلكونها"
تكسير الأوثان أو نسفها هو ديدن الرسل(ص) كما فعل إبراهيم(ص) وكما حرق موسى(ص) العجل ونسفه ولكن ليس الهدف هو التكسير كتكسير وإنما إثبات حقيقة للكفار وهى أن تلك الأصنام لا تضر ولا تنفع
وحدثنا عما سماه الآثار الإسلامية فقال :
"أما الآثار الاسلامية واحياءها فنحن عندنا أمر ووسيلة إليه ونهي ووسيلة إليه فما امرت به تؤمر بما هو وسيلة اليه وما نهيت عنه تنتهى عما هو وسيلة اليه فمنه ما هو مأمور به لذاته او مقصود لغيره ومنه ما هو منهي عنه لذاته ومنهي عنه لغيره فزيارة الآثار الاسلامية بقصد التقرب اليها محرم وفاعلة اثم وقد يصل الى الشرك لان العبادات توقيفية يقول الله (فاستقم كما امرت) ولا يوجد دليل واحد على مشروعية زيارة هذه الآثار
أما الزيارة الى أماكن الآثار بقصد الفرجة وتكرار ذلك واحياء ما اندثر منها فهي وسيلة الى تعظيم هذه الأماكن في المستقبل والوقوع بعدها في الشرك وهي من مكائد الشيطان فأول وقوع في الشرك في قوم نوح حينما عظموا الموتى فلما مات منهم قوم صالحين كانوا فيهم عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم عبدوهم بعد ذلك وهكذا ابتدع عباد الأوثان الشرك في جزيرة العرب يبدأ الأمر بشبه7ات زينها لهم الشيطان بالأقيسة الفاسدة والفلسفة الحائدة حتى سحبوا الناس الى كفر او ردة شاملة بعد ان كانوا على ملة ابراهيم"
وقطعا لا وجود لتلك الآثار التى يسمونها الإسلامية فمثلا المساجد لا يجوز للكفار زيارتها ولا حتى أن يسافر المسلمين لزيارتها من بلد لبلد أن هدف بناءها هو ذكر الله كما قال تعالى :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
فالمساجد بنيت لهدف واحد وهو الصلاة أى ذكر الله ومن ثم لا يجوز زيارتها لمشاهدتها
ولذا يقال أن المسيح (ص) حطم كل ما في المسجد مما زاده قومه من موائد الصيارفة وبضاعة التجار... وقال لهم :
"إنه بيت للصلاة وأما أنتم فقد جعلتموه مغارة لصوص"
ولو فتح الباب لزيارة لكان معنى هذا دخولهم الكعبة المحرمة عليهم بقوله تعالى :
" إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا"
وتحدث عن البعثات العلمية لدراسة الآثار وخطورتها على أخلاق المبتعثين والمبتعثات للخارج فقال :
"البعثات العلمية لدراسة الآثار
ان ارسال الشبان والفتيات الصغار بأعداد متزايدة الى الغرب وهم في سن الفتنة غير محصنين بشيء لينهلوا من العلم ان شاءوا ومن الفساد ان شاءوا او من العلم والفساد معا في غالب الاحيان وقد يجمعون في قاعات قبل بعثتهم ويؤتى لهم بداعية او عالم ليؤمهم بالصلاة ويحثهم على التمسك بالدين فيخرجون من بلادهم ونقطة الارتكاز الضخمة قائمة في نفوسهم وهي الاسلام ونقطة ضئيلة في غاية الضآلة هي الحضارة الغربية ورويدا رويدا حتى اخذت النقطة الضئيلة تكبر وتتضخم وهي الحضارة الغربية واصبحت النقطة الضخمة وهي الاسلام تتضاءل تدريجيا حتى يأتي وقت تكاد تنمحي من الوجود ولقد استغرقت عملية الانتقال سنوات يرجع اولئك الشبان والفتيات وهم معاول هدم تتفلت عن تعاليم الاسلام وتتقاعس عن اداء الواجبات ويصبحوا دعاة من ائمة التغريب ولقد قرات كتابات وافكار منحرفة لبعضهم وهم لازالوا يدرسون هناك
والله اني لازلت غير مصدق لما يحصل اعداد كبيرة من الفتيات يسافرن لطلب العلم في بلاد الغرب بلا محرم وهن غير متزوجات وبعد الثانوية وفي سن الفتنة وغير محصنين بحجة ان طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة غير ابهين بدينهم وغرر ببعضهم فذهب ببنته ليكون محرما لها فجلس في المنزل وتخرج هي تطلب العلم في الجامعات ساعات طويلة وما ترجع له الا في اخر الليل حتى رجع بعضهم بعد ان ضيع امانته والله سائله ان المغفلين يحملون اضاليلهم بغباء وقد يظهر لأحدهم حاصل فتوى البراك بانه نوع دياثة بل قد ارشدنا نبينا بانه سوف يأتي اقوام يستحلون محرمات معلومة من الدين بالضرورة (ليكونن اقوام من امتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) اما تسمعون من يقول من الذي يقول ان الموسيقى حرام والنتيجة (وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل) قد يحصلون على الشهادات العلمية ولكن دينهم ذهب والدنيا لا تبقى لهم
بل اخبرني احد الاخوة المبتعثين بانه رأى بعينيه نساء متزوجات مبتعثات ومعهن أزواجهم فهو يدرس في قسم وزوجته تدرس في قسم الآخر وهي تجلس مع زملائها وتتبادل معهم النكات والمزاح ويقولون نظرات بريئة ونفس طاهرة ومن آمن الفتنة فتن
ينهى الاسلام عن تعلم العلوم الضارة كالنظريات الفلسفية المزيفة والمبهرجة وغيرها مما يبثه المضللون باسم العلم ويرى ان ضرر الجهل على المراة او الرجل اهون ضرر ضياع دينه واهون من ضرر العلوم الضارة والتي تهدف الى نشر الرذيلة والفساد
ولو كان العلم دون التقي شرف ... لكان اشرف خلق الله ابليس
واذا قادك فهمك الى مغاوي ... فليتك ثم ليتك ما فهمت
واذا لم يفدك العلم خيرا ... فخير منها ان لو قد جهلتا
ستجنى ثمار اللهو جهلا ... وتصغرفي العيون اذا كبرتا
نعم قد يسافر احدهم الى بلاد الغرب ويحصل على درجات علمية وبراءة اختراع ولكنه يخسر اعز ما يملك في هذه الحياة دينة وقد مات احدهم اثناء عودة من غربته في المطار بعد الانتهاء من الدراسة عشر سنوات (حتى اذا اخذت الارض زخرفها وظن اهلها انهم قادرون عليها اتها امرنا ليلا او نهارا فاصبحت حصيدا كان لم تغن بالامس) فمات في الطريق فخسر الدنيا والاخرة
يعرض على اهل الاسلام بين يدي الساعة امران وهذا العرض على الامة كلها
1 - يعرض عليهم عجز وامتهان فيبقى عاجزا لا ينظر اليه ولا يؤبه به فيذل ويمتهن ويؤخر
2 - ويعرض عليهم عرض زائل وحطام لكن مع معصية الله
فإما أن تؤخر وتمتهن او تقدم لكن مقابل التنازل عن دينك وفي الحديث (بين يدي الساعة فتنا يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع اقوام دينهم وفي رواية خلاقهم بعرض من الدنيا قليل)
واظن ان التقلب بين مادتي الايمان والكفر في الحديث بسبب استحلال الزنا والربا والخمر والاغاني كما سبق بيانه في حديث ليكونن)
فيخير العبد بين العجز والفجور بين ان يصبح راسا في الشر ويخسر دينة وينال المراتب العلمية والشهرة وبين ان يحافظ على دينه ويصبح ذنبا في الخير ولا يؤبه به ففي الحديث (بين يدي الساعة يخير العبد بين العجز والفجور فمن ادرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور) رواه احمد عن ابي هريرة وعند ابن ابي شيبة يقول حذيفة (كيف بكم اذا انفرجتم عن دينكم كما تنفرج المرأة عن قبلها لا تمنع من يأتيها فقالوا لحذيفة لا ندري فقال انتم يومئذ بين عاجز وفاجر) لان المرأة اذا جاهرت بالزنا فلا يوجد اخبث منها ولا اقل حياء منها"
ومما لا شك فيه أن الابتعاث السابق والحالى سواء كان من قبل الحكومات أو ألأهل هو خطر ما بعده خطر على البلاد فدول الكفر لا تلعب وإنما تعد من يدرس فيها ليكون إما عميلا صريحا إن قبل برضاه أو دون إرادته بتصويره وهو يرتكب المنكرات وإما ليكون مخربا لدين بلاده من خلال تدريس العلوم التى هى تكذيب صريح للدين وأكثر من90 % من الدارسين لا يدرسون علوما لها فائدة فهناك قلة تدرس العلوم التقنية والنووية وهى العلوم المطلوب نقلها بالفعل ولكن في الغالب من يدرسها إما أن يبقى في بلاد الابتعاث أو يأتى ليقتل أو لا يجد عمل بالفعل في بلاده لأن بلاد المنطقة أكثرها يحذر اقامة المفاعلات النووية ومصانع التقنية العالية
وأما من جهة الأخلاق فمما لاشك فيه أن الكثيرون والكثيرات يتأثر بعادات الكفار في الغرب وينقلها لبلاده
واختتم اليحيا الكتاب بالحذر من إحياء الآثار والعمل على نشرها فقال :
"خلاصة الكلام
بلادنا حماها الله من كل مكروه وحماها من كيد الكافرين والمنافقين والمفسدين لازالت سليمة من احياء الآثار ولكن نسمع بين الحين والاخر من ينادي بالاهتمام بهذه الآثار وقد يكون بحسن نية ولكن نخشى من سذاجة صاحب الفاس الذي اراد ان يخرق السفيه وغرضة حسن فيا ليتنا نحافظ على مبادئنا واخلاقنا وديننا فهو عصمة أمرنا "
|