ولا ندرى عن أى بركة أى نفع يتحدثون في عرق النبى (ص)وشعره وثيابه وكلها لا تضر أو لا تنفع والتبرك هو عودة للوثنية فما الفارق بين وثن لا يتحرك وبين جثة لا تتحرك ؟
وزيارة الأماكن هى من باب التبذير في الوقت والمال والجهد في منفعة ترجى من زيارة تلك الأماكن والتى غالبا ليست هى الأماكن الحقيقية لأن الكفار غيروا أسماء البلاد فمصر الحالية لا ينطبق عليها وصف مصر القرآنية ففى القرآنية فيها أنهار وتجاور مدين بينما الحالية لا تجاور مدين وفيها نهر واحد
وحدثنا عن حراء فقال :
"أما قول الكاتب (اثبت حراء او احنثي حراء) وان هذا يدل على جواز زيارة هذه الآثار والجواب عليه لم يأمر به رسول الله ولم يفعله صحابته بعده فمن زار هذه الأماكن للقربة والعبادة فهي بدعة محرمة لأننا ذكرنا حديث (من احدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) ومن زار جبل حراء للفرجة جاز له ذلك"
والقول لا يدل على شىء وهى رواية لم تحدث لأنها تتحدث عن علم النبى(ص) بالغيب ممثل في استشهاد بعض من كانوا على الجبل والنبى(ص) لا يعلم الغيب كما قال تعالى:
"لو كنت أعلم الغيب لا ستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
بل أعلن أنه لا يعرف ما سيحدث أو لغيره في الدنيا فقال :
" وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
ثم قال :
"أما قول الكاتب موقع ابليس في مشعر منى ولم يشكك فيه أحد :
أولا ليس هو موقع ابليس ولا هو موجود هناك وانما يسمى الموقع الجمرات صحيح ان ابليس اعترض سيدنا ابراهيم هنالك ولكن رسول الله امرنا برمي الجمار وقال خذوا عنى مناسككم) ثم بين في حديث أخر ان سبب رمي الجمار من اجل اقامة ذكر الله وكذلك السعي والطواف بالبيت ثم ان السعي شرع بين الصفا والمروة وكان سببه ان هاجر سعت هناك فهل نحن نسعى من أجل أن هاجر سعت هنالك لا بل لأن الله أمرنا بذلك وبين لنا رسول الله ان سبب شرعية الطواف بالبيت والصفا والمروة من اجل اقامة ذكر الله كما أخرجه الامام احمد ولو لم نؤمر بالسعي لم نسعى فنحن ندور مع الأمر وكله بأمر الله وليس معناه أن هاجر سعت فنحن نسعى بل لان الله امرنا بذلك"
وهذا الرد تخريف كقول الكاتب الذى يرد عليه اليحيا فالحج موجود من آدم(ص) لأن البيت كان موضوع من أول البشرية كما قال تعالى:
"إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا"
ومن ثم السعى موجود من البداية
ثم حدثنا عن التبرك مرة أخرى فقال :
اما قول الكاتب هؤلاء هم ممن بشر بالجنة فهل كانوا على خطأ أو اشركوا حين تبركوا بآثار سيدنا محمد (ص)والجواب اما ما ذكرت مما يتعلق بذات سيدنا محمد (ص)كريقه وشعره ولباسه فهذا تبرك مشروع اما التبرك بالآثار كجبل الرحمة وموقع المولد وغار ثور وجبل حراء فهو عمل غير مشروع خصوصا ممن زارها بقصد القربة والطاعة والعبادة والدليل (من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد) ولا يوجد لديكم أي دليل ولو جد دليل لعملنا به اما من زارها بقصد الفرجة فلا شيء عليه ومن هنا كانت البدعة من اعظم المعاصي بعد الكفر والشرك انظروا لو ان شخص قال انا اصلي صلاة الظهر خمس ركعات وهذا زيادة خير لبطلت صلاته كلها وكان اثما لأنه يصبح مشرع لنفسه (ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) فهو ترك شرع الله وشرع للناس أذكار أو عبادات او أورادا واصبح يعطي الناس عبادات واقوال لم يأذن بها الله ورسوله فيصبح الناس مطيعين له وليسوا مطيعين لله ولذلك كانت هذه القاعدة الشرعية (اياك اريد بما تريد) وليس بما يريد البشر ومن كتب أوراد للناس ويقول هذا مجرب هذا ذكر مفيد هذا دعاء يحفظك من كذا فهو مشرع واعماله مردودة ففي صحيح مسلم (من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد)
خلاصة الأمر من ينافح عن هذه الآثار من مقابر أو موقع مولد أو عيد مولد او غار ويجادل عنها الا تتقي الله في امة محمد صلى الله عليه وسلم
حرام ان يضلل عوام المسلمين ويلبس عليهم دينهم ويجروا الى مالا اصل له وعلى المسلم ان يتقي الله ولا يقول على الله الا بعلم وقد امر الله رسوله ان يكشف للناس في كتابه الكريم عن حدود طاقته وامكانياته (قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا اقول اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي قل هل يستوي الاعمى والبصير)"
واليحيا لا يدرى وهو يجيز التبرك بالنبى(ص) الميت من حيث العرق والشعر والثياب والنعال وما شابه أنه يعيدنا لعصور الكفر السابقة من حيث التبرك بالكهنة وهو أمر ما زال موجودا في الديانات ألأخرى
النبى(ص) ليس حالة خاصة من البشر وإنما هو بشر كما قال تعالى:
"قل إنما بشر مثلكم "
ومن ثم لو جاز التبرك به لجاز التبرك بكل مسلم
ومن ثم لا يجوز التبرك بأحد باعتبار أن فضلاته الضارة كالعرق أو ثيابه أو نعاله لا تجلب رزقا ولا تمنع هزيمة أو غير هذا من الاعتقادات المجنونة
وتحدث هم حكم إحياء الآثار فقال :
"حكم احياء الآثار :
بداية انا لا اتبنى التكفير في هذا الموضوع حتى لا يبحث باحث بين الاسطر ويحمل الكلام ما يحتمل
أما آثار ما قبل الاسلام فيكفي من أراد الحق فتوى الشيخ الفوزان في حرمة احيائها لان الهدف من احياء آثار الكفار كسر النفرة من الكافرين وذبذبة ولاء المسلم ... والتشويش على المسلمين وإثارة الشبهات وايقاف العداء الاسلامي للكفار وهدم قاعدة الولاء والبراء فهي
بدعة منكرة ومحرمة فتجد من يأتي الى معابد الكفار التي اندثرت فيجدد بنائها ويجمع ما تفرق منها وقد يلفق فيها ويأتي الى التماثيل او الاصنام التي فيها فيجعلها كنوزا مهمة من كنوز حضارات العالم مع انها بيوت كفر وضلال فيقول أحدهم المعابد التي تتسم بالفن الرائع الذي يبهر السائحين القادمين متناسين انها بيوت كفر وضلال ويكفيك شرا رؤيتها فدخول ديار الظالمين شرا وبلاء ففي الحديث عند احمد (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا انفسهم الا ان تكونوا باكين ان يصيبكم ما اصابهم) وعند البخاري (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين الا ان تكونوا باكين) حتى ان رسول الله لما نزل بالحجر من ديار ثمود اثناء ذهابه الى تبوك قال لأصحابه (لا تشربوا من مياهها شيئا ولا تتوضئوا منه للصلاة وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الابل ولا تأكلوا منه شيئا) وقال (اني اخشى ان يصيبكم مثل ما اصابهم فلا تدخلوا عليهم) وفي رواية (ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم) "
هذا الأحاديث باطلة تتناقض مع كتاب الله فالله طلب من الكفار مشاهدة تلك الآثار للاعتبار بما حدث لأهلها من عذاب بسبب كفرهم وهو قوله تعالى :
"قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين"
وقال:
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا فى الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق"
وتحدث عن عدم وجود فائدة من التنزه بمشاهدة الآثار فقال :
"فماذا يصنع اقوام يذهبون للنزهة كما يدعون الى ديار قوم قد غضب الله عليهم وينظرون الى معابدهم وتماثيلهم على انها تراث وكنوز مهمة وقد حذرنا رسول الله من ذلك بل ان رسول الله لما دخل مكة وفتحها وكان حولها ثلثمائة وستين صناما مشدودة بالرصاص فجعل يشير عليها بقضيب في يده الى الاصنام فتتهاوى وهو يقول (وجاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) حتى انه ما بقي صنم الا وقع وارسل خالد بن الولدين لهدم صنم العزى وبيتها وقال رسول الله بعد قتل المراة وبيتها (تلك العزى ولا تعبد ابدا) حكيم بن حزم لما آلت إليه دار الندوة و هي دار عريقة ذات تاريخ
ففيها كانت تعقد قريش مؤتمراتها في الجاهلية، و فيها اجتمع سادتهم و كبراؤهم ليأتمروا برسول الله (ص) فأراد حكيم بن حزام أن يتخلص منها – و كأنه كان يريد أن يسدل ستارا من النسيان على ذلك الماضي البغيض – فباعها بمئة ألف درهم، فقال له قائل من فتيان قريش:
"لقد بعت مكرمة قريش يا عم".
فقال له حكيم: "هيهات يا بني، ذهبت المكارم كلها و لم يبق إلا التقوى، وعهد رسول الله الى علي (الا يدع تمثالا الا كسره ولا صورة الا طمسها)
كنا نرى الاصنام من ذهب فنهدمها ... ونهدم فوقها الكفارا
بمعابد الافرنج كان اذاننا ... قبل الكتائب يفتح الامصارا
|