عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-04-2022, 08:13 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,843
إفتراضي

وعن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك قال أظنكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض! لا والله إنها لسائحة على وجه الأرض إحدى حافتيها اللؤلؤ والأخرى الياقوت وطينها المسك الأذفر قال قلت ما الأذفر؟ قال الذي لا خلط له "
هنا طينة النهر مسك وهو ما يناقض كون طينته أحسن من المسك في الرواية السابقة "تربته أطيب من المسك" وهو تعارض لا يمكن دفعه
ثم حدثنا عن موقع الكوثر فقال :
"أما موقعه فعن أبى عبيدة بن عبد الله قال قلت لعائشة رضي الله عنها ما الكوثر؟ قالت نهر أعطيه النبي (ص) في بطنان الجنة قال قلت وما بطنان الجنة؟ قالت وسطها حافتاه درة مجوف وقد قال ابن مسعود مفسرا قوله تعالى (جنات عدن) بطنان الجنة"
ونلاحظ تناقض أخر في حافتيه فبده رواية حافتاه من الذهب وحافتاه من الدر نجد حافتيه درة واحدة في الرواية السابقة وهو تعارض بين
وتحدث عن تفسير الآية قبل الأخيرة فقال :
قوله تعالى (فصل لربك وانحر) قال ابن كثير أي أخلص له صلاتك وذبيحتك فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها فأمره الله تعالى بمخالفتهم والانحراف عما هم فيه والإقبال بالقصد والنية والعزم على الإخلاص لله تعالى
وقال ابن القيم " وقال آخرون في قوله (فصل لربك وانحر) إن المراد به ضع يدك على نحرك وتكايس غيره وقال المعنى استقبل القبلة بنحرك فهضموا معنى هذه الآية التي جمعت بين العبادتين العظيمتين الصلاة والنسك "
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أمره الله أن يجمع بين هاتين العبادتين العظيمتين وهما الصلاة والنسك ..والمتتبع لسيرته (ص)يجده قد قام بهاتين العبادتين خير قيام امتثالا لأمر ربه (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا إن لك في النهار سبحا طويلا واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا ) ) فقد كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه كما في حديث أم المؤمنين عائشة أن نبي الله (ص) كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فسألته لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال (أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا)
وكان (ص)يضحي بكبشين أقرنين يذبحهما بيده كما في حديث أنس وفي حجة الوداع يروي جابر بن عبد الله أنه (ص)انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده ثم أعطى عليا فنحر ما غبر
وجاء الوعيد الشديد لمن صرف شيئا من ذلك لغير الله تعالى كما يحدث الآن في المشاهد وعند الأضرحة فعن أمير المؤمنين علي قال سمعت رسول الله (ص)يقول (لعن الله من ذبح لغير الله)
وقال تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ” لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ” وعن أنس قال قال رسول الله (ص)(لا عقر في الإسلام) قال عبد الرزاق كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة
وعن ثابت بن الضحاك قال نذر رجل على عهد رسول الله (ص)أن ينحر إبلا ببوانة فأتى النبي (ص)فقال إنى نذرت أن أنحر إبلا ببوانة فقال النبي (ص)(هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد)؟ قالوا لا قال (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد)؟ قالوا لا قال رسول الله (ص)(أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم)"
وهذه التفاسير كلها لا علاقة لها بالآية فالصلاة تعنى طاعة دين الله كما قال " أقم الصلاة " وفسرها بقوله "وأن أقم وجهك للدين حنيفا" والنحر يعنى الانقطاع لتلك الطاعة بمعنى المدامة عليها وليس معناها الصلاة المعروفة ولا الذبح
وتحدث عن تفسير الآية الأخيرة فقال :
"قوله تعالى (إن شانئك هو الأبتر) قال العلامة السعدي " (إن شانئك) أي مبغضك وذامك ومنتقصك (هو الأبتر) أي المقطوع من كل خير مقطوع العمل مقطوع الذكر وأما محمد (ص)فهو الكامل حقا الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق من رفع الذكر وكثرة الأنصار والأتباع (ص)"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية " و الشنآن منه ما هو باطن في القلب لم يظهر و منه ما يظهر على اللسان و هو أعظم الشنآن و أشده و كل جرم استحق فاعله عقوبة من الله إذا أظهر ذلك الجرم عندنا وجب أن نعاقبه و نقيم عليه حد الله فيجب أن نبتر من أظهر شنآنه و أبدى عداوته و إذا كان ذلك واجبا وجب قتله و إن أظهر التوبة بعد القدرة وإلا لما انبتر له شانىء بأيدينا في غالب الأمر لأنه لا يشاء شانىء أن يظهر شنآنه ثم يظهر المتاب بعد رؤية السيف إلا فعل ذلك فإن ذلك سهل على من يخاف السيف "
والمعنى بدون كل هذا الكلام المنقول هو أن كاره النبى(ص) هو المعذب الذليل
وتحدث الحمد حديثا لا لزوم له متهما أهل المذاهب الأخرى بكونهم مبتورين لأنهم يفعلون أفعالا دالة على كراهيتهم للنبى(ص) فقال :
وقال " سورة الكوثر ما أجلها من سورة وأغزر فوائدها على اختصارها وحقيقة معناها تعلم من آخرها فإنه سبحانه وتعالى بتر شانئ رسوله من كل خير فيبتر ذكره وأهله وماله فيخسر ذلك في الآخرة ويبتر حياته فلا ينتفع بها ولا يتزود فيها صالحا لمعاده ويبتر قلبه فلا يعي الخير ولا يؤهله لمعرفته ومحبته والإيمان برسله ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعة ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصرا ولا عونا ويبتره من جميع القرب والأعمال الصالحة فلا يذوق لها طعما ولا يجد لها حلاوة وإن باشرها بظاهره فقلبه شارد عنها وهذا جزاء من شنأ بعض ما جاء به الرسول (ص)ورده لأجل هواه أو متبوعه أو شيخه أو أميره أو كبيره كمن شنأ آيات الصفات وأحاديث الصفات وتأولها على غير مراد الله ورسوله منها أو حملها على ما يوافق مذهبه ومذهب طائفته أو تمنى أن لا تكون آيات الصفات أنزلت ولا أحاديث الصفات قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أقوى علامات شناءته لها وكراهته لها أنه إذا سمعها حين يستدل بها أهل السنة على ما دلت عليه من الحق اشمأز من ذلك وحاد ونفر عن ذلك لما في قلبه من البغض لها والنفرة عنها فأي شانئ للرسول أعظم من هذا وكذلك أهل السماع الذين يرقصون على سماع الغناء والقصائد والدفوف والشبابات إذا سمعوا القرآن يتلى ويقرأ في مجالسهم استطالوا ذلك واستثقلوه فأي شنآن أعظم من هذا وقس على هذا سائر الطوائف في هذا الباب وكذا من آثر كلام الناس وعلومهم على القرآن والسنة فلولا أنه شانئ لما جاء به الرسول ما فعل ذلك حتى إن بعضهم لينسى القرآن بعد أن حفظه ويشتغل بقول فلان وفلان ولكن أعظم من شنأه ورده من كفر به وجحده وجعله أساطير الأولين وسحرا يؤثر فهذا أعظم وأطم انبتارا وكل من شنأه له نصيب من الانبتار على قدر شناءته له فهؤلاء لما شنئوه وعادوه جازاهم الله بأن جعل الخير كله معاديا لهم فبترهم منه وخص نبيه (ص)بضد ذلك "
وأدخلنا الرجل في متاهة أخرى وهى ذكر مسائل متعلقة بالسورة وهى الحوض فقال :
"ولعل من المناسب أن أذكر بعض المسائل المتعلقة بحوض النبي (ص)
الإيمان بالحوض
"قال الحافظ ابن حجر " قال القرطبي في المفهم تبعا للقاضي عياض مما يجب على كل مكلف أن يعلمه ويصدق به أن الله سبحانه وتعالى قد خص نبيه محمدا (ص)بالحوض المصرح باسمه وصفته وشرابه في الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي إذ روى ذلك عن النبي (ص)من الصحابة نيف على الثلاثين منهم في الصحيحين ما ينيف على العشرين وفي غيرهما بقية ذلك مما صح نقله واشتهرت رواته ثم رواه عن الصحابة المذكورين من التابعين أمثالهم ومن بعدهم ..."
وأول من جاء عنه إنكار الحوض عبيد الله بن زياد ثم آمن به فعن أبي سبرة قال كان عبيد الله بن زياد يسأل عن الحوض حوض محمد (ص) وكان يكذب به بعد ما سأل أبا برزة والبراء بن عازب وعائذ بن عمرو ورجلا آخر وكان يكذب به فقال أبو سبرة أنا أحدثك بحديث فيه شفاء هذا إن أباك بعث معي بمال إلى معاوية فلقيت عبد الله بن عمرو فحدثني مما سمع من رسول الله (ص) وأملى علي فكتبت بيدي فلم أزد حرفا ولم أنقص حرفا حدثني أن رسول الله (ص)قال (إن الله لا يحب الفحش أو يبغض الفاحش والمتفحش) قال (ولا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة وحتى يؤتمن الخائن ويخون الأمين) وقال (ألا إن موعدكم حوضي عرضه وطوله واحد وهو كما بين آيلة ومكة وهو مسيرة شهر فيه مثل النجوم أباريق شرابه أشد بياضا من الفضة من شرب منه مشربا لم يظمأ بعده أبدا) فقال عبيد الله ما سمعت في الحوض حديثا أثبت من هذا فصدق به وأخذ الصحيفة فحبسها عنده
هل الحوض هو الكوثر أو غيره؟
اختلف في ذلك العلماء ولعل أظهر أقوالهم وأصحها دليلا وتعليلا هو أن الحوض غير الكوثر وهو خارج الجنة أما الكوثر فداخلها وهذا ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة وقد سبق أن ذكرت جملة منها والحوض يتغذى من الكوثر إذ يصب ميزابان من الكوثر على الحوض كما في حديث أبى ذر قال قلت يا رسول الله ما آنية الحوض؟ قال (ص)(والذى نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها ألا في الليلة المظلمة المصحية آنية الجنة من شرب منها لم يظما آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنة من شرب منه لم يظما عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل)
والحوض يرده المسلمون قبل دخولهم الجنة ...
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس