عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-04-2022, 07:54 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,843
إفتراضي

فنعلم من هذه الرواية عظمة القرآن ، والحق ما شهدت به الأعداء، فقد وصف الوليد كلام الله بوصف جميل، فمن تأمل ذلك يعلم أثر القرآن على القلوب، فسبحان علام الغيوب ،،فهذا هو كتاب الله عز وجل يتحدى أرباب البلاغة والبيان في زمن نزوله فيعترفون بعجزهم عن الإتيان بمثله، ويدركون أن هذه البلاغة لا يمكن لبشر أن يأتي بمثلهاـ إنها البلاغة التي كانت سببا في إيمان الكثير من المشركين ففي ذلك العصر تجلت معجزة القرآن بشكلها البلاغي لتناسب عصر البلاغة والشعر. وليكون لها الأثر الكبير في هداية الناس إلى الإسلام." وهذا الرواية كذبها واضح من خلال اِعار الجن فليس للجن اشعار لانفصال العالمين تماما عن بعضهما فحتى النبى(ص) نفسه لم يتصل بهم وإنما أسمعهم الله القرآن منه ليدعو أقوامهم إليه وما علم بسماعهم إلا بعد أن أخبره الله بذلك فقال : "قل إنما أوحى إلى أنه استمع إلى نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا" ثم تحدث حديثا غريب عن أن إيلام عمر كان بسبب البلاغة القرآنية وليس بسبب صدق القرآن فقال : "ومن القصص في إعجاز القرآن قصة إسلام الفاروق عمر بن الخطاب عندما سمع آيات من سورة (طه)، فأثرت فيه بلاغة كلماتها، وأدرك من خلال هذه البلاغة أن القرآن هو كلام الله عز وجل، فانقلب من الشرك والضلال إلى التوحيد والإيمان! هذا هو تأثير المعجزة البلاغية على من فهمها وأدركها ورآها" وهذا كلام من باب الخبل فالمسلم يسلم بسبب صدق الرسالة وعدلها وليس بسبب نطق ألفاظ الرسالة وتحدث عن أن سبب إسلام الكثيرين هو تأثير القرآن الصوتى فقال : "لقد آمن بالاسلام وبالقرآن أفراد وجماعات كثيرة من غير المسلمين، وكان إسلامهم نتيجة تأثير القرآن في نفوسهم بطريق مباشر أو غير مباشر، فأما عن تأثيره المباشر فقد اعترفت به أفراد من علماء أوروبا ذوى الالباب والفطر السليمة ممن سمعوا القرآن أو قرأوه وفهموا بعض أسراره وإعجازه، ومن أمثلة ذلك ما فهمه أحد الأطباء من قوله تعالى "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب" فأدرك أن وراء هذه الآية حقيقة علمية ما كانت معلومة للناس وقت نزول القرآن، وأنه لابد أن يكون من كلام عليم خبير بتركيب جسم الانسان، وبشبكة الاعصاب الدقيقة التى تنتشر أطرافها في الطبقة الجلدية وهى التى تستقبل الاحساس بالحرارة والبرودة والألم والراحة،فهم ذلك الطبيب من الآية أن تجدد الألم الذى انقطع بحرق الجلد لا يكون إلا بإعادة الجلد حيا كما كان لكى يتجدد ألمه مرارا وتكرارا كلما تبدل الجلد في كل مرة بعد حرقه، وتأكد الطبيب بأن هذا الكلام لا يصدر إلا من عالم خبير بتركيب الجسم البشرى ووظيفة الاعصاب المنتشرة في كيانه، وأن هذا الكلام نزل منذ قرون بعيدة على لسان نبى أمى لم يدرس علم الطب ولا التشريح فأيقن أن هذا كلام من أرسل محمدا رسولا فآمن به وأسلم. ومثل آخر لربان بحرى كان يجول البحار ويشاهد أحوالها ومظاهرها ليلا ونهارا وما تتعرض له عن عواصف وسحب وأمواج متلاطمة ورياح عاتية وظلمات وغير ذلك مما كابده خلال سنين عمله في البحار والمحيطات، فإنه لما قرأ في سورة النور قوله تعالى:"أو كظلمات في بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها" قال في نفسه إن أحدا لا يستطيع أن يصف هذا الوصف الدقيق لأحوال البحار وظواهرها الجوية إلا من كان بحارا شق عباب الماء وعاين تقلبات الاحوال فيه، وأن محمدا الذى نزل عليه هذا الكلام لم يكن في يوم من أيامه بحارا كما أنه لم يركب البحر في حياته وعاش في وسط الصحراء البعيدة كل البعد عن عالم البحار فمن أين له هذه المعلومات الدقيقة التى لا يعرفها سوى الملاحون؟ إنه ولا شك كلام عليم خبير وهو الله سبحانه فآمن وأسلم بأن محمدا رسول الله حقا وصدقا. وهناك شعوب أسلمت وآمنت بالقرآن بطريق غير مباشر ومن أمثلة هؤلاء سكان إندونيسيا وما حولها وسكان شرق قارة أفريقية ووسطها حيث نزل بساحتهم التجار العرب المسلمون الذين ذهبوا إلى هذه الجهات النائية للاتجار وتعاملوا مع أهلها معاملة كلها الصدق والامانة والوفاء ومكارم الاخلاق التي اكتسبوها من القرآن الكريم فراعتهم هذه الاخلاق السامية والمبادئ العالية التى كانوا عليها وعلموا أن مزاياهم الجميلة هذه هى من أثر القرآن وتعاليم الاسلام التى أكسبتهم هذه الفضائل والمكارم وصاغتهم هذه الصياغة الكريمة التى لا مئيل لها فيمن عرفوا من الناس فآمنوا بالاسلام دينا وبالقرآن معجزة لرسوله الكريم بمثل هذه الآيات السالفة الذكر وآثارها في العقول والنفوس كان إيمان كثير من النصارى وغيرهم من الملل الاخرى من ذوى الالباب والفطن الذين ما كانوا يعرفون معنى الاعجاز البيانى أو البلاغى في لغة القرآن وإنما عرفوا منه الاعجاز العلمى الذى وجدوه في كثير من الآيات العلمية مثل قوله تعالىخلق الانسان من علق)(يخرج الميت من الحى ويخرج الحى من الميت)(وجعلنا الرياح لواقح)(يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) وإن من شئ إلا يسبح بحمده)(والسماء ذات الحبك)(لا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) وفى هذا ما يؤكد أن الكون هو كتاب الله الصامت، وآن القرآن هو كتاب الله الناطق بما يدل على علم الله بأسراره). وهناك أمور كثيرة تبين عظمة القرآن وقوة إعجازه وعظمة أثره على القلوب فنسأل الله أن يجعلنا ممن يتدبر القرآن ويتلوه حق تلاوته0" وكل ما سبق ليس بسبب البلاغة اللفظية وإنما بسبب صدق القرآن وعدالته كما قال تعالى: " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا" وتحدث عن الآثار الإيمانية فقال : "المطلب الثاني: الآثار الإيمانية: لا يخفى على ذي لب بأن المادة يوم أن طغت في هذه الأيام على البشرية، قل عندها التدبر للقرآن ، فأصابها الخور والهوان، وما أعز الأمة عندما تستمسك بالمعين الصافي والنور الرباني، فإنه لا تتحقق تلك الآثار إلا حين أن نتدبر هذا الكتاب العزيز قال تعالى" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" فكم من قاريء للقرآن والقرآن يلعنه تراه يظلم وربنا يقول"ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون" وتراه يكذب وربنا يقول" فنجعل لعنت الله على الكاذبين" إلى غير ذلك مما ابتليت به الأمة، وتحقق فيه الوعيد النبوي إذ يقول في الحديث الذي يرويه ثوبان: يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل: يا رسول الله ! وما الوهن ؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت فلا تتحقق تلكم الآثار الجليلة على القلوب فتزيدها ثباتا وإيمانا إلا بقوة التدبر وتحقيق الحكمة التي أنزل لأجلها القرآن كما قال الله عز وجل"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"فإذا سعينا إلى التدبر لكلام الله وتلاوته حق تلاوته، جنينا بعده تلك الآثار العظيمة وغيرها، وتحقق الخير كله،،، ومن الآثار الإيمانية ما يلي: قوة الوازع الديني: فالقاريء للقرآن المتدبر له في ازدياد من الخير والإيمان، فهو يهديه لأقوم الطرق وأفضل السبل كما قال تعالى"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا" فإذا قوي الإيمان حصل الأثر الإيماني على الأفراد، ثم على المجتمعات، فينتج بذلك الخير كله0

زيادة الإيمان:
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس