عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-04-2022, 07:58 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,845
إفتراضي

والأكل يكون حسب راحة الفرد فالمعروف عند الكل هو الأكل من وضع الجلوس وأما الأكل والفرد راقد على اى جنب أو واقف أو ماشى مباح إن كان لا يضر الآكل لأن حتى في بعض حالات الجلوس يحدث ضرر كأنه يزدرد الفرد الطعام متواليا بسرعة فيتراكم عند مدخل المعدة ويصبح كحجر قد يميت الفرد إن لم يشرب ماء أو عصير كى يزيل حالة الانسداد التى قد يشعر الإنسان أثناءها بأن روحه تخرج منه
ثم قال :
"4 - التسمية في أول الطعام:
ومن آداب الطعام في الإسلام: ذكر اسم الله في أول الطعام فبالتسمية تنزل البركة في الطعام وتكون التسمية حاجزا بين الشيطان وبين الطعام
ففي الصحيحين عن عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلاما في حجر رسول الله (ص)- وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله (ص)«يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك» فما زالت تلك طعمتي بعد
وفي صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اليمان قال: كنا إذا حضرنا مع النبي (ص)طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله (ص)فيضع يده وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله (ص)بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده فقال رسول الله (ص)«إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها» زاد في رواية: «ثم ذكر اسم الله وأكل» "
والحديث باطل لأن الشيطان هو نفسه الإنسان كما قال تعالى :
"وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الإنس والجن"
وكذلك الحديث التالى:
"وفي صحيح مسلم أيضا من حديث جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله (ص)يقول: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء»
والحديث مخالف لكتاب الله في أن من يدخل البيت يلقى السلام وليس يذكر الله بمعنى يردد أسماء الله كما قال تعالى :
"فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة"
ثم قال :
وأخرج الترمذي عن عائشة قالت: كان النبي (ص)يأكل طعاما في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين فقال رسول الله (ص)«أما إنه لو سمى كفاكم»
وأخرج الترمذي كذلك عن عائشة قالت: قال رسول الله (ص)«إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: بسم الله فإن نسي في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره» "
والتسمية في الطعام في الأول والأخر هى على خلاف التسمية في كتاب الله لأنها قراءة للقرآن على الهدى عند الذبح كما قال تعالى :
"والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر"
ثم قال :
"5 - الأكل والشرب باليمين:
لقد ورد في بعض نصوص الشرع الأمر بالأكل والشرب باليمين والنهي عن الأكل والشرب بالشمال ومن ذلك:
ما أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله عن رسول الله (ص)قال: «لا تأكلوا بالشمال؛ فإن الشيطان يأكل بالشمال»
وأخرج مسلم أيضا عن ابن عمر أن رسول الله (ص)قال: «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله»
وأخرج أيضا عن سلمة بن الأكوع أن رجلا أكل عند رسول الله (ص)بشماله فقال: «كل بيمينك» قال: لا أستطيع قال: «لا استطعت» ما منعه إلا الكبر قال: فما رفعها إلى فيه
وتقدم قوله (ص)لعمر بن أبي سلمة: «سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك»
وفي أمر الرسول (ص)بالأكل والشرب باليمين ونهيه عن الأكل والشرب بالشمال دليل على عناية الإسلام بجانب النظافة والوقاية وهذا ظاهر لمن تأمله وليس هذا في الأكل فقط بل دلت نصوص الشرع على ضرورة تخصيص اليمين للأشياء المستطابة - ومنها الأكل والشرب- وتجنيبها الأشياء المستقبحة كالاستنجاء ومن ذلك حديث سلمان الفارسي الذي أخرجه مسلم - وسبق ذكره - أنه قال: لقد نهانا - يعني النبي (ص)أن نستقبل القبلة لغائط أو بول أو أن نستنجي باليمين الحديث
وفي الصحيحين من حديث أبي قتادة عن النبي (ص)قال: «إذا بال أحدكم فلا يأخذن ذكره بيمينه ولا يستنج بيمينه ولا يتنفس في الإناء»
وفي رواية: «لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ولا يتنفس في الإناء»
وأخرج أبو داود عن عائشة قالت: كانت يد رسول الله (ص)اليمنى لطهوره وطعامه وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى
وأخرج أبو داود أيضا عن حفصة أن رسول الله (ص)كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه ويجعل شماله لما سوى ذلك
وفي هذا المعنى حديث عائشة قالت: (إن كان رسول الله (ص)ليحب التيمن في طهوره إذا تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل)
وفي رواية: (كان رسول الله (ص)يحب التيمن في شأنه كله في نعليه وترجله وطهوره)
قال النووي (هذه قاعدة مستمرة في الشرع وهي: أن ما كان من باب التكريم والتشريف؛ كلبس الثوب والسراويل والخف ودخول المسجد والسواك والاكتحال وتقليم الأظفار وقص الشارب وترجيل الشعر - وهو مشطه - ونتف الإبط وحلق الرأس والسلام في الصلاة وغسل أعضاء الطهارة والخروج من الخلاء والأكل والشرب والمصافحة واستلام الحجر الأسود وغير ذلك مما هو في معناه يستحب التيامن فيه
وأما ما كان بضده كدخول الخلاء والخروج من المسجد والامتخاط والاستنجاء وخلع الثوب والسراويل والخف وما أشبه ذلك فيستحب التياسر يه وذلك كله بكرامة اليمين وشرفها) "
أحاديث الأكل باليمين ليست صحيحة فلم يحدد الله عند الأكل يد للأكل بها وإنما قال كلوا وهناك أطعمة تتطلب المسك باليدين معا عند التناول مثل شرب المرق من الصحن وإنما صحيا يتم الأكل بيد والتطهر من البوب والبراز باليد الأخرى فاليمين كالشمال عند الله لأن المخلوقات تطيع من الجهتين كما قال تعالى :
"أو لم يروا إلى ما خلق الله من شىء يتفيوأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله"
فلو كان الشمال محرما في الأكل أو غيره كالوضوء والتطهر ما أباح الله الطاعة من الجهتين
ثم قال :
"6 - الأكل بثلاث أصابع:
أخرج مسلم في صححيه من حديث أنس بن مالك أن رسول الله (ص)«كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاثة»
وهذا يدل على أنه يأكل بثلاث أصابع ويؤكده حديث كعب بن مالك الذي أخرجه مسلم أيضا قال: «كان رسول الله يأكل بثلاث أصابع»
قال ابن القيم (وكان يأكل بأصابعه الثلاث وهكذا أنفع ما يكون من الأكل فإن الأكل بأصبع أو أصبعين لا يستلذ به الآكل ولا يمريه ولا يشبعه إلا بعد طول ولا تفرح آلات الطعام والمعدة بما ينالها في أكل أكلة فتأخذها على إغماض كما يأخذ الرجل حقه حبة أو حبتين أو نحو ذلك فلا يلتذ بأخذه ولا يسر به والكل بالخمسة والراحة يوجب ازدحام الطعام على آلاته وعلى المدة وربما انسدت الآلات فمات وتغصب الآلات على دفعه والمعدة على احتماله ولا يجد له لذة ولا استمراء فأنفع الأكل أكله (ص)- وأكل من اقتدى به بالأصابع الثلاث) "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس