عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-04-2022, 07:51 AM   #3
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,845
إفتراضي

* أما الآية الثانية فتبين العهد الذي حمله الله على الإنسان حين أوصاه بالإحسان إلى والديه، لا سيما أمه التي حملته جنينا في بطنها، وهي تزداد كل يوم ضعفا على ضعف، من حين الحمل إلى حين الولادة، وهو ملازم لها بالرضاعة، حتى فطامه في تمام عامين. ثم أمره سبحانه وتعالى بأن يشكر ربه، على نعمة الإيمان والإحسان إليه، وأن يشكر والديه على نعمة التربية، فالمرجع إليه سبحانه وتعالى، فهو الذي يجازي المحسن على إحسانه، والمسيء على إساءته
السر في تحديد هذه الفترة الزمنية:
يظهر في الآيتين السابقتين؛ أن الله سبحانه وتعالى جعل للطفل على أمه أن ترضعه حولين كاملين، وفي ذلك سر إلهي وحكمة ربانية: فهو سبحانه خالق هذا الإنسان، وهو العليم بحاجاته، ومتطلبات جسده ونفسه، فهذه الفترة هي أقصى مدة زمنية يكون فيها الطفل بحاجة إلى الرضاعة، فهي الفترة المثلى من جميع الوجوه الصحية والنفسية، وهذا ما أثبتته البحوث الصحية والنفسية المعاصرة
كما أن في هذا التحديد الزمني أسرار ولطائف أخرى، منها :
1- أن المقصود من هذا التحديد ، قطع التنازع بين الزوجين في حال تنازعهما في مدة الرضاع، فحدد الله ذلك بالحولين، حتى يرجعا إليه عند وقوع التنازع بينهما، فإذا أراد أحد الأبوين أن يفطمه قبل الحولين لم يكن له ذلك، أما إذا اجتمعا واتفقا على فطامه قبل الحولين، وثبت أن ذلك ليس فيه ضرر على المولود ، فلهما ذلك.
2- وفي هذا التحديد الزمني ما يدل على أن الرضاعة المحرمة، الجارية مجرى النسب، إنما هي ما كان في الحولين، لأنه بانقضاء الحولين تمت الرضاعة، ولا رضاعة بعد الحولين معتبرة. ويروى في ذلك عن ابن عباس –رضي الله عنهما – أنه قال: "لا يحرم من الرضاع إلا ما كان في الحولين" "
بالقطع كون السبب أن الحولين أقصى مدة زمنية يكون فيها الطفل بحاجة إلى الرضاعة وقد خان عودة التعبير فلم يبين السبب واضحا وهو أن أخر استفادة لجسم الطفل موقوتة بأخر العامين ومن ثم تصبح الرضاعة بلا فائدة للجسم
وتحدث عن مدة الحمل والفطام فقال :
"سادسا: مدة الحمل والفصال (ثلاثون شهرا)
قال تعالى: { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ... }
المعنى الإجمالي:
حث سبحانه وتعالى عباده على بر الوالدين، لأن في رضاهما رضى الله، وفي سخطهما سخط الله ، فأمر الله بالإحسان إليهما أمرا جازما ، خاصة الأم، التي حملت ابنها بكره ومشقة، ووضعته بكره ومشقة والمدة الزمنية لحمله وفصاله هي: ثلاثون شهرا أي عامين ونصف، والأم ما تزال تعاني خلال هذه الفترة الزمنية.
السر في تحديد هذه الفترة الزمنية:
في تحديد الحمل والفصال بالفترة الزمنية البالغة "ثلاثون شهرا" من الحكم والأسرار ما لا يخفى: فقد دلت هذه الآية على أن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر، فمدة الرضاع حولين كاملين كما تقدم. ولما كان مجموع مدة الحمل والرضاع ثلاثون شهرا، فإذا أسقطنا الحولين الكاملين -وهي أربعة وعشرون شهرا- من الثلاثين؛ فإنه يبقى أقل مدة للحمل وهي ستة أشهر
قال ابن كثير: "وقد استدل علي بهذه الآية، مع التي في لقمان { وفصاله في عامين } وقوله تبارك وتعالى: { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة } على أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، وهو استنباط قوي صحيح، ووافقه عليه عثمان، وجماعة من الصحابة "
ويروى في ذلك أنه رفع إلى عثمان بن عفان امرأة ولدت لستة أشهر، فسأل عنها أصحاب النبي، فقال علي- رضي الله عنه-: لا رجم عليها، ألا ترى أنه يقول: «وحمله وفصاله ثلاثون شهرا» وقال: «وفصاله في عامين» وكان الحمل ههنا ستة أشهر، فتركها عثمان رضي الله عنه. وقيل: إنها ولدت مرة أخرى لستة أشهر
وهذا التحديد القرآني لهذه الفترة الزمنية، وأنها أقل مدة للحمل، هو ما أقره الطب الحديث، فيكون هذا من باب الإعجاز العلمي للقرآن الكريم."
قطها كون السر هو تحديد أقل مدة للحمل بستة أشهر هو وهم ظاهر فلا يوجد حمل اسمه ستة أشهر وإنما مراد الله أن الحمل الثقيل وهو وضع النفس فى الجسد يكون فى أول الشهر الرابع وهو ما سماه الله بالحمل الثقيل بينما الحمل الخفيف وهو تكوين الجسم يكون فى الثلاث شهور ألأولى وهو لا يعد حملا حقيقيا لأن الإنسان وهو الجنين لا يكون مكتملا فيه وفى هذا قال تعالى :
"هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن أتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين"
وتحدث عن زمن العورات الثلاث فقال :
"سابعا: زمن العورات الثلاث (قبل الفجر، الظهر، بعد العشاء)
قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم
المعنى الإجمالي:
تبين هذه الآية للمؤمنين، ضرورة أن يستأذن أطفالهم والذين ملكت أيمانهم، قبل الدخول عليهم، في ثلاثة أوقات، هي:
1- «من قبل صلاة الفجر» أي في الليل؛ وقت النوم والخلود للراحة.
2- «وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة» أي وقت الظهر؛ حين تخلعون ثيابكم للقيلولة.
3- «ومن بعد صلاة العشاء» أي وقت إرادتكم النوم، واستعدادكم له.
فهذه الأوقات الثلاثة عورات لكم، فعلموا أيها المؤمنون عبيدكم وخدمكم وصبيانكم، ألا يدخلوا عليكم فيها إلا بعد استئذان. أما غير هذه الأوقات؛ فليس في عدم استئذانهم حرج، حتى لا يكون في ذلك مشقة عليهم، لأنهم يطوفون عليكم، ويكثرون من الدخول والخروج
السر في تحديد الاستئذان بهذه الأوقات الثلاثة:
أما السر في تخصيص هذه الأوقات الثلاثة بالاستئذان، من قبل الصغار والخدم دون غيرها، فذلك:
لأنها مظنة انكشاف العورات، فالوقت قبل الفجر، هو وقت القيام من المضاجع، وطرح ثياب النوم، ولبس ثياب اليقظة. ووقت الظهيرة، هو وقت وضع الثياب للقائلة، لأن النهار يشتد حره في ذلك الوقت. وبعد صلاة العشاء، لأنه وقت التجرد من ثياب اليقظة، والالتحاق بثياب النوم وفي هذا التشريع القرآني، أدب إسلامي رفيع، وسر تربوي بديع، يظهر من جانبين:
1- مراعاة الناحية النفسية والخلقية والعصبية للإنسان، فلا يظن أن الخدم لا تمتد أعينهم إلى عورات السادة، وأن الصغار قبل البلوغ، لا ينتبهون لهذه المناظر، بينما يقرر النفسيون اليوم، أن بعض المشاهد التي تقع عليها أنظار الأطفال في صغرهم، هي التي تؤثر في حياتهم كلها، وقد تصيبهم بأمراض نفسية وعصبية يصعب شفاؤهم منها، فالله سبحانه وتعالى، يؤدب المؤمنين بهذه الآداب، لبناء أمة سليمة الأعصاب والصدور، ومهذبة المشاعر، وطاهرة القلوب
2- الحرص على التربية الإسلامية النظيفة للطفل، فلا ينظر الطفل أو الطفلة إلى العورات كأنها شيء عادي ، حتى إذا كبر لم يبال بكشف عورته، ولم تبال الفتاة بأن تمشي في الشارع مكشوفة العورة، بل "يجب أن ينشأ الأطفال على ستر العورة، حتى يكون ذلك كالسجية فيهم إذا كبروا "
السر حسب عودة هنا هو أن الأوقات الثلاث مظنة انكشاف العورات وهو كلام ليس صحيح فهو مظنة الجماع لأن عورات الأب وألأم ينكشف بعضها فى غير حجرات النوم فهم لا يجالسون الأطفال بثياب كثياب الخروج للشارع أو ثياب استقبال الناس والتى تغطى العورات إلا ما أمر الله بكشفه وهو إظهاره كما قال " ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها "
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس