بل إن الحوينى عالم الحديث يكذب حديث يقول : يأتي على الناسِ زمانٌ ، الصابرُ منهم على دينِهِ له أجرُ خمسينَ منكم قالوا : يا رسولَ اللهِ ، أجرُ خمسين منَّا ؟ قال : نعم ، أجرُ خمسينَ منكم "
وبالقطع أنا استشهد بالحديث- مع ايمانى بكونه موضوع هو الأخر- ردا على أهل الحديث بالحديث
ولم يسكت الحوينى على حكاية التسبيح وإنما تحدث فقال :
"فعبد الله بن مسعود أبو موسى الأشعرى أنكروا هذا أنكروا مجرد التسبيح المبتدع إنما يريد أن يسلك بدعته اعتبارا بدليل الأصل ، بعض الناس لما سمع هذا الحديث جاء وقال : ألم يقل الله سبحانه وتعالى[ اذكروا الله ذكرا كثيرا] فجعل الذكر مطلقا فلماذا تريد أن تقيده ؟ إذا كان الله سبحانه وتعالى قال [ اذكروا الله ذكرا كثيرا] وهو مفعول مطلق فمن المفروض الذكر يكون مطلق فما تقيدونه ؟ هذا يرد على ابن مسعود ويرد على أبو موسى الأشعرى لأنهم أنكروا مثل هذا الفهم المطلق فلا يجوز لنا أن نطلق فهما كان الصحابة يرونه مقيدا ، العبرة بهم ، النبى عليه الصلاة والسلام لما علم الصحابة قال لبعض زوجاته أو لبعض النساء : " واعقدن التسبيح بالأنامل فأنهن مسئولات مستنطقات " التسبيح بالأنامل وهى أطراف الأصابع إذن التسبيح يكون بأطراف الأصابع وليس بالعقلة ، ومن استهون مثل هذا استهون غيره "
الرجل هنا يقول أن التسبيح بالأصابع مباح مستشهدا بكلام الله مع أن الآية تتحدث عن الذكر وليس عن التسبيح
والحديث الذى ذكره يخالف كتاب الله فالله لم يقل أن أطراف الأصابع تستنطق بل ذكر الله استنطاق السمع والأبصار والجلود والأيدي والأرجل فقال :
"يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون"
فلم يقل الله باستنطاق جزء من الأيدى وإنما كل الأيدى كلها
وتحدث عن أن المبتدع لا يقتنع بأى دليل فقال :
"مشكلة المبتدع أنه يعتقد بدعته دينا لذلك مهما جئته بكل آية لا يسلم اذكر فى رمضان الماضى سأل سائل سؤال بدرس عن قراءة سورة الإخلاص( قل هو الله أحد) بوسط صلاة التراويح أهى سنة أم بدعة ؟ فقلنا له بدعة ، فأخذ السائل هذا الكلام وقاله لأبيه وكان أبيه رأس البدعة ببلده فهو الذى يبدأ بالقول (قل هو الله أحد) والبطانة معه من المصلين ، فذهب السائل وأنكر هذا الكلام على أبيه ، فجاء أبوه بموعد الدرس الثانى واستمع وبعض أن أنفض المجلس جاء فقال : أنت قلت لابنى أن قول (قل هو الله أحد) بصلاة التراويح بدعة ؟ قلت نعم قال : ( قل هو الله أحد ثلث القرآن بدعة ! - رأيت الكلام والأسلوب - قلت : أنا ما قلت أن قراءة القرآن بدعة ، وقلت أن ذكرك ( قل هو الله أحد) بذلك الموضع هو البدعة ، قال أنا ارتكبت حرام ؟ أنا أقرأ القرآن كل حرف بعشر حسنات ، وهكذا المبتدع يحاول شدك لخارج الميدان وسياق أصل الموضوع فقلت له : لو أنك عطست الأن ماذا تقول ؟ قال : أقول : الحمد لله أو الحمد لله على كل حال فقلت له : هل يجوز أن تقول الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ؟ قال : لا قلت : لماذا هل الصلاة على الرسول حرام ، هل تحرم الصلاة على الرسول ؟ فقال : كيف هذا الله سبحانه وتعالى يقول"يأيها الذين أمنو صلوا عليه وسلموا تسليما" فقلت له : إذن ما خلاصة الأمر؟ أقول الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قال : لا وهذا يا اخوان من فضل الله عز وجل أن هذا الرجل اختصر المسافة لأنه لو كان كابر وقال نعم أصلى كان سيجعلنى أبحث عن دليل آخر لكن من فضل الله عز وجل أنه أختصر المسافة ، فقلت له لماذا لم نصلى على الرسول فى العطاس قال : لأن الرسول لم يقل هذا ، قلت له : نفس جوابى هو جوابك لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لما كان يصلى صلاة التراويح هل كان يقرأ (قل هو الله أحد) ؟ فسكت قليلا وقال : هذا يعنى أنا منذ ستين سنه مخطىء ، وما المانع ، فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقولون كنا ضلالا حتى جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما المشكلة أن أكون مخطىء فأعود للحق فأحمد الله أنك رجعت للحق ، غيرك مات وهو مخطىء فأحمد الله أن مد فى عمرك وأن سخر لك من يخبرك الحق وجعلك تقبل الحق ، فمضى الرجل لا يستطيع أن يرد ولم يقتنع "
الغريب فيما سبق أن ما يسمى بصلاة التراويح بدعة فلا وجود لها حتى فى الأحاديث فالمروى أن الرسول(ص) صلاها ثلاث ليال وصلاها المسلمون خلفه دون أن يقول لهم فلما علم بأمرهم تركها خشية أن تفرض عليهم كمات فى الرواية التالية:
{أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنْ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلاَّ أَنِّي خَشِيْتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ}. رواه البخاري ومسلم وأبو داود"
بل إن الذى لم يحدث فى حياة النبى(ص) وهو صلاة التراويح نسبوا بدعته إلى صحابى وهو عمر فى الرواية التالية:
"خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ وَيُصَلِّي الرَّجُلُ فَيُصَلِّي بِصَلاَتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلاَءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ. ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَللاَةِ قَارِئِهِمْ. قَالَ عُمَرُ: نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ، وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنْ الَّتِي يَقُومُونَ، يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ، وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَه"
ولا أدرى لماذا لم يتناول الحوينى تلك البدعة وهى مماثلة لبدعة التسبيح حيث خالفوا هيئة الصلاة فبدلا من الفردية صلت جماعة ؟
ثم قال :
" وهذه المشكلة البدعة يظن صاحبها المبتدع أنه دين لذلك كانت المعصية أفضل من البدعة ، الزانى أفضل من المبتدع ، شارب الخمر أفضل من المبتدع ، قاتل النفس أفضل من المبتدع وليس معنى أفضل بالطبع أن القتل حلال لا طبعا إنما تفاضل بالشر ككفر دون كفر وظلم دون ظلم لماذا ؟ لأن أى عاصى يعلم أن المعصيه حرام وإن كابر فيها فأن علم أنها حرام يمكن أن يخرج منها يوما بالتوبه .
كنت بسنة من السنوات أخطب الجمعة بالقاهرة هنا وتكلم عن الرجم الزانى المحصن أنه يحفر له حفره أذا زنى وحده أن يرجم بالحجارة حتى يموت ومضيت بالكلام وكان جزء من الخطبة وبعد ما أنهيت الخطبة والدرس وجدت رجل عمره فى نحو السبعين أو الثمانين وكان يقف أمامى وهو يرتعد فقلت هذا رجل أعصابه متعبه وأطرافه تهتز وكان كذلك ولكن لم يكن المرض العصبى الذى عنده هو السبب المباشر فقط وهذا الرجل يسكن بعيدا عن المسجد رجع لبيته ثم صار مره أخرى إلى المسجد فقابلنى وقال لى أريدك على انفراد وقال لى أنا رجل عشت طيلة حياتى زانى وأول مره أسمع مثل هذا الكلام الذى تقوله وقال كنت أود الخروج أثناء الخطبة من المسجد كنت أحس أنك ترجمنى بالحجارة ولكن أستحييت أن أقوم من المسجد وكنت أحس أنى أرجم بالحجارة أثناء الكلام انتهت الصلاة ما استطعت الجلوس بالمسجد ذهبت للبيت ما استطعت المكوث به ولم أستطع القيام ولا الأكل ولا الشرب بيتى بعيد وليس عندى سيارة والمشوار مكلف بالنسبة لى رجعت لسؤال سؤال واحد هل من الممكن أن تقبل توبتى ؟ هذا الرجل الذى يقترف جريمة الزنى من ثلاثون أو عشرون سنة هل كثرة الزنى جعلته يعتقد أن الزنا حلال ؟ لا يعرف أن الزنى حرام نعم يعرف أن الزنى حرام ولا يمكن لإنسان أن يعتقد فى شىء حرام أنه حلال إلا إذا كان جاهل بالمرة بهذا الشىء ، الرسول عليه الصلاة والسلام لما قسم الأشياء جعلها ثلاثة الحلال بين والحرام بين ، فالحلال المحض بين لا يحتاج إلى برهان ، والحرام المحض بين وقد قال بعض العلماء كيف لا يفطر الأنسان على معرفة الحلال المحض من الحرام المحض وقد فطر الله الحيوانات على معرفة ذلك ، وضرب المثل الذى نعرفه جميعا أنك إذا أعطيت القط قطعة لحم أكلها جنبك أما أذا خطفها يولى مسرعا ، فلماذا يولى إذا خطفها ؟
|