عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-03-2022, 07:30 AM   #1
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,939
إفتراضي

* الحرمان من الحياة الطيبة وإحلال المعيشة الضنك محلها
* ذهاب النعمة أو حشوها بالأنكاد والمنغصات
* محق البركة فيها فلا تستعمل في شيء إلا كان وبالا عليه "
ألاية تتحدث ببساطة عن أجر الشكر وهو طاعة الله الأجر الزائد وهو الجنة المستمر نعيمها وأجر الكفر وهو النار ولا تتحدث عن أجر الدنيا بدليل نهايتها فالعذاب الشديد هو النار ثم قال :
"قال تعالي " وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين " وفي الحديث ...وقال النبي (ص) لأسماء بنت أبي بكر الصديق " لا توكي فيوكى عليك" وفي روايه " لا توعي فيوعي الله عليك ارضخي ما استطعت" الرسول (ص)ينصح ذات النطاقين بنت الصديق وأم عبد الله بن الزبير .. ويعظها أن لا تغلق كيسها عن الصدقة خشية أن يغلق الله عليها - إذ الجزاء من جنس العمل- كما ينصحها أن لا تحصي الصدقات حتى تقول كفي خشية أن يحصي الله عليها ويقول كفي ما أعطيناها
قال تعالي " وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا… " يعني إن أمسكتم عن الإنفاق فقد ألقيتم أنفسكم بأيدكم إلي التهلكة فماذا تنتظر بعد ذلك يا صاحب المال ؟ هل تفرح بتخزينه للورثه لتضمن سعادتهم بعدك ؟ فأعلم أن سعادتهم بيد الله وحده ولا تكون إلا بالحياة الطيبة المشروطة بالعمل الصالح وبغير ذلك ليس إلا المعيشة الضنك "
وألاية المستشهد بها ليست فى البخل وإنما فى كل الأعمال الصالحة فالنفقة تأتى بمعنى الطاعة كقوله " ومما رزقناهم ينفقون" ومعناها وبالذى أوحينا إليهم يعملون لأن الإلقاء للتهلكة لا يكون بالبخل المالى وحده ولكن بسائر السيئات ثم قال :
"والرسول (ص)يقول " أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه قال فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر " وأعلم أن ما عند الله أضمن للورثة مما عندك قال تعالي " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا " "
وما قاله هنا فهم خاطىء للآية فالآية هنا فى الوصية الواجبة للصغار بالورث بدلا من توزيعه على الكل وهم الكبار والصغار لأن الكبار استفادوا من مال أبيهم حتى كبروا وبقيت النفقة على الصغار بعد وفاته حتى لا يتعرضوا للحاجة بعده
ثم قال :
"..زقد سخر الله تعالي نبيين أحدهما من أولي العزم من الرسل وهو نبي الله موسى (ص)ومعه الخضر لبناء جدار كاد يقع وتحته كنز ليتيمين أبوهما صالحا في قرية عرف أهلها بالبخل والظلم إنقاذا للكنز حتى يكبر اليتيمان ويستخرجا كنزهما – قال الله تعالي " وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك "
فضمان مستقبل الأبناء بطاعة الله وتقواه والإنفاق في سبيله وليس بكنز المال وحجبه ظنا من البخيل أن مستقبل الأبناء بالمال وحده ومن الشواهد علي ذلك قصة البقرة الواردة في أطول سورة من سور القرآن ومفادها أن عبدا صالحا من عباد الله حضرته المنية وله ولد صغير وليس له من المال إلا بقرة ففوض لله أمره وقال اللهم إني استودعتك بقرتي لولدي فلما مات تكفل الله تعالي بالبقرة والغلام ولما عنت بنو إسرائيل شدد الله عليهم وحصر أوصاف البقرة في بقرة الغلام حتى ساوموه علي شرائها وقبلوا صاغرين شرائها بوزنها ذهبا "
والمثال الأول صحيح وأما حكاية البقرة التى حكاها فهى ليست من القرآن فى شىء فلم يوردها الله فى كتابه وإنما هى حكايات من حكايات بنى إسرائيل كما يقال صدقها من صدقها وكذبها من كذبها
وحدثنا الرجل عن أحاديث فى البخل والنفقة فقال :
"ولقد ضرب الله ورسوله الأمثال في الكتاب والسنة بالمتصدق والبخيل منها مثل عجيب ضربه الرسول (ص)بالبهيمة آكلة العشب والنباتات الحريفة "كالحندقوق" ولها مذاق تغتر به البهيمة فتأكل كثيرا بلا توقف ولا إخراج وتنتفخ البطن ويتورم الجسد ويحدث التسمم وتموت ؛ ومثل المنفق كالبهيمة آكلة النباتات الخضراء النافعة فهي تأكل حتى إذا امتلأت خاصرتها "أي شبعت شبعا بسيطا طبيعيا" توقفت عن الأكل واستراحت واستقبلت عين الشمس "تستمتع بها" وجعلت تجتر وتهضم ما أكلت ثم ثلطت و بالت "أي أخرجت فضلات الطعام والشراب" ثم عادت فرتعت "أكلت" وهكذا المنفق يجمع المال ثم يتوقف ليستقبل ما جاء به الرسول (ص)من الوحي ليخرج حق الفقير والمسكين وغير ذلك ثم يعود فيجمع المال وهكذا يستمتع بالمال الحلال ويأخذ نصيبه ويخرج الحقوق قبل أن تسمم قلبه فتقتله وبذلك يحيا الحياة الطيبة التي وعد الله بها "
ثم حدثنا عن التعذيب على البخل فقال :
"أنواع من التعذيب يوم القيامة علي الإمساك والبخل
عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص)"من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني بشدقيه ثم يقول أنا مالك أنا كنزك" وفي لفظ " إلا جعل له شجاع أقرع يتبعه يفر منه وهو يتبعه فيقول أنا كنزك ثم قرأ مصداقه في كتاب الله سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة "
وفي حديث آخر " إلا تحول يوم القيامة شجاعا أقرع يتبع صاحبه حيثما ذهب وهو يفر منه ويقال هذا مالك الذي كنت تبخل به فإذا رأى أنه لا بد منه أدخل يده في فيه فجعل يقضمها كما يقضم الفحل " وفي رواية " فيلقمه يده فيقضمها ثم يتبعه بسائر جسده " "
والأحاديث لا تصح والخطأ فيها أن الكانز عذابه هو ابتلاع الثعبان له قطعة قطعة ويخالف هذا أن الكانز عذابه الكى مصداق لقوله تعالى " والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم "
ثم قال :
"وقال تعالي" والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون" وقال رسول الله (ص) " ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار " "
والحديث لا يصح حيث العذاب فى خارج جهنم فى أرض المحشر وهو ما يخالف منطوق الآية "يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم"
ثم قال:
"وقال (ص) " بشر الكانزين برضف يحمى عليه في نار جهنم فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفيه ويوضع على نغض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل " وتكوي الجباه والجنوب والظهور حتي يلتقي الجو في أجوافهم ويكون ذلك بعد دخول النار بعد ما سبق ذكره من العذاب والرعب الشديد في يوم (خمسين ألف سنة) قبل دخول النار
وعلي من كان مؤمنا برسول الله (ص)مصدقا بأخباره عليه أن يدرك نفسه قبل فوات الأوان وأن لا يلتفت إلي أصحاب الكنوز من المنافقين الذين يبخلون ويأمرون الناس .."
والخطأ أن الكنازين يكوون على حلمة الثدى أو من الذقن للقدم ويخالف هذا كيهم على جنوبهم وظهورهم وجباههم مصداق لقوله تعالى "فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم "
ثم قال :
"قال رسول الله (ص) " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له "

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس