فإن هذا تخريف إبليسي يجعل الرائد يتجاوز المعقول فيتبع حينئذ هواه فيقع فيما نهي عنه ."
هذا الكلام مخالف لمبدأ الشورى والرسول(ص) لم يكن يعين أحد فى منصب من نفسه وإنما كان يشاور المسلمين فيمن يختاره منهم لأمر ما كما أمره الله فقال :
" وشاورهم فى الأمر"
ومن ثم لا يوجد شىء اسمه تكليف الرئيس لأصحاب المناصب الأخرى وإنما الأمر قائم على الشورى فى كل أمر
وحدثنا عن الجهل بهدف النركز فقال :
"الغفلة عن الهدف الأسمى في المركز .....
وهذا يكون في خضم العمل ، وتزاحم الأشغال على الرائد ومن حوله من الطبقة العاملة في الدعوة إلى الله من أعضاء الأسرة ، فأحيانا ينسى الدعوة ولين الجانب واستقبال الجميع بصدر رحب كل ذلك من أجل أن تأخذ الأسرة المركز الأول في النشاط الفلاني ......
وبالمناسبة .. هنا سؤال يطرح على لسان كثير من الشباب هو : هل الحرص على المركز الأول في الأنشطة والثناء على الأسرة ينافي الإخلاص؟ وهل ترك التحمس للفوز بالمراكز المتقدمة أقرب للإخلاص .
والجواب باختصار - سائلا الله التوفيق والإعانة – أن ذلك لا ينافي الإخلاص إذ ان من مقومات المركز التنافس الشريف بين الأسر والاجتهاد في تحصيل التقدم في كل منشط ، فكما ذكرت لك سابقا ، الإخلاص مطلب شرعي لا يمكن الاستغناء عنه والعمل للتقدم مطلب كذلك ، فلو أن كل رائد قال هذا الكلام لما كان هناك تنافس بين الأفراد والأسر واللجان والمراكز الصيفية على مستوى المنطقة ولا على مستوى البلد .
اما ترك التنافس على النشاط بحجة الإخلاص فهذا وسواس من الشيطان واضح ، إذ كيف نجعل المطلوب منا منافيا للإخلاص .
والمصيبة في ذلك ان بعض الرواد والمسئولين ينقلون هذا الفكر إلى صغار السن ومن لا يفقهون هذه القضايا فيوجد عندهم إحجاما مبكرا عن العمل الدعوي . فهل يدرك الرائد عواقب بعض التصرفات والاستنتاجات الناتجة عن وسوسة الشيطان؟ ."
هذا الكلام يؤكد أن المراكز الهدف منها عند من أقاموها هو إثارة الخلافات بين الناس فتجد فى مجتمعاتنا تنافسات على رئاسة وعضوية مجالس الإدارة وتنافسات على من يفوز بالكأس أو الدورى وجماهير تكره بعضها وكل منها يتهم الأخر بأنه له نفوذ عند الاتحاد الفلانى أو عند الحكام ..... وطالما الأمر أمر تنافس على مراكز فلابد من الخلافات والكراهية وهو ما يريده حكام البلاد من تفرقة الناس بكل وسيلة حتى ينشغلوا بخلافاتهم عن كراسيهم وهو ما يناقض أن الإسلام لا يقيم مسابقات تنافسية فى أى مجال وإنما يقيم الأمور على أساس التعاون كما قال تعالى :
" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"
وحدثنا أبو تميم عن الاستشارة فقال :
"الاستشارة وما أدراك ما الاستشارة .....
عذرا عزيزي الرائد ...... قد تغضب مني .... قد تظن عدم ثقتي بك ..... قد تظن ان هذا من جوانب القصور الواضح فيك .... ولكن حاول أن تمعن جيدا فيما أكتب لك ...
إن هذا الجانب المهم من جوانب حياة القائد والرائد والمسئول العملية لا بد ان يكون له اهتمام كبير وفاحص فالاستشارة ....
سنة نبوية .
مفيدة للمستشير وللمشير .
منهج رباني سار عليه القادة العظماء على رأسهم نبي الهدى عليه السلام .
مجال لتلاقح الأفكار واخذ المواضيع من عدة جوانب .
تدل على موضع القصور الذي يكون في الرائد وغيره .
خير دليل على عدم حب الرائد الاستبداد بالرأي واحتكار إصدار القرارات
إذن علمنا ان الاستشارة مفيدة على غالب الأحوال ، فلا تهمل أن تجعل لك بعض القدوات من الشباب ممن خاضوا غمار الأسر وتربية الشباب ، فقد مر عليهم – بلا شك – كثير من الأحداث والمشاكل ونوعيات من الشباب و..... و .......فأنت مستفيد من هذه التجارب ويكفي أن الله عز وجل أمر نبيه بمشاورة أصحابه "وشاروهم في الأمر" آل عمران"
وهذا كلام رائع ولكن ما بعده قال فيه:
"والسؤال الذي يطرح نفسه : هل أشاور في كل موضوع ؟ وهل أنا ملزم برأي المقابل ؟ ومتى يكون لي رأيي الخاص .
عزيزي الرائد ....
الله عز وجل وزع الطاقات والقدرات على البشر ، فمنهم من هو صاحب شخصية تستطيع أن تقابل الجمهور وتقف بعض المواقف الصعبة وإن كانت محرجة أحيانا ، ومنهم من لا يستطيع أن يدير جلسة فيها عشرة افراد ....
فالمقصد .... أنت أعرف بنفسك ، فهناك بعض الأمور الشبابية لا تحتاج إلى معلم ولا إلى مشاورة فاستعن بالله و (استعرض عضلاتك) – معذرة للممازحة – أي انظر اين تكون المصلحة واعملها أما إذا أشكل أمر أو كان هناك تردد ما فارفع سماعة الهاتف واستشر مسئولك أو ممن ترى من الإخوة الكبار أولي الرأي والمشورة ، وانتهت القضية .
والجواب الثاني : وهو هل أنت ملزم برأي المقابل؟ ... أحيانا نعم وأحيانا لا .. فقد يكون عندك تصور واضح لما تريد السؤال عنه في نفس الوقت لايفهمه المقابل عندها قد تحتاج إلى أن تذهب إلى أخ آخر وتتداول معه الموضوع ...
(لكن انتبه .... لا يكن إعجابك برأيك وتمسكك به مدعاة لاختيار الرأي المناسب لهواك)
أما رأيك الخاص فلعلي أشرت إليه في الفقرة قبل السابقة "
أبو تميم يتحدث بنظرية باطلة تسمى أهل الحل والعقد وهو تخالف أن الشورى لكل المسلمين وليس للمسئولين المزعومين لقولهم بينهم فى قوله تعالى:
" وأمرهم شورى بينهم"
النظرية هى تكريس لنظام الكفر القائم على وجود صفوة أى نخبة أى سادة تدير المجتمع والدليل على أنها كفر أن الله اعتبر كل من يقول بنظرية الكبار كأهل الحل والعقد وأمثالهم حاليا مجالس الشعوب والمجالس النيابية ومجالس الإدارات .. معهم فى جهنم بسبب طاعته لهم فقال:
"إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون فيها وليا ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم فى النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا"
وحدثنا عن التشاور مه رؤساء المراكز والمشرفين فى مراكز أخرى فقال :
"خطة سرية .... لا أحد يدري ..
نعم إنها خطة تعملها في الخفاء من غير أن يعلم أحد ... ششششش ... لا أحد يسمعك ولا يشوفك .. نعم نعم .... إذا كشفت ستكون ......
عسى ما خفت عزيزي الرائد ...
الكلام باختصار ... حاول في بعض الأيام إذا كان الجو في المركز صحو – أي ليس هناك أعمال كثيرة – أن تذهب إلى مراكز صيفية أخرى يكون لك فيها بعض الزملاء من الشباب أو المشرفين وخذ فيها جولة وتأمل الإبداعات والإنتاجات ، وافكار الأسر هناك وتناقش مع الرواد والمشرفين إن حصل عن بعض الفنيات ، والحركات والسكنات .... ثم بدورك – ولا أحد يدري – انقلها للمركز الصيفي – بتاعك – وطور إن استطعت التطوير ، وجدد وابتكر فهذا جائز شرعا وعقلا وليس عليك غبار في ذلك ، فكلنا نعمل في المراكز ونستفيد من غيرنا ويستفيد غيرنا منا "
وكما سبق القول التشاور يكون مع الكل وليس مع فئة معينة ولو كان هناك سياسة محددة كما فى الإسلام فلن يكون هناك أى داعى للتشاور لأن النظام الموجود سيكون نظاما عادلا يفيد الكل فى كل مجال من مجالات المركز
واختتم أبو تميم الكتيب بالقول أنه قد يكون قد قصر وأخطأ فيما قال فقال :
"وأخيرا عزيزي الرائد ....
كتبت لك هذه الكلمات آملا أن تجد صداها في واقع المراكز الصيفية ذلك الجو الإيماني الملئ بالروحانية وطهارة القلب وتجدد النشاط ، فهي من أكثر المحطات المفيدة للشباب الدعاة والتمدعوين ...
((( وقد تركت الكثير من التوجيهات لضيق الوقت ولو أردت فلا تتردد بمراسلتي على البريد الالكتروني أو الجوال ))))
قد تجد في كلمات بعض الخطأ والقصور والنقص كذلك لأني بشر اجتهدت في خدمة إخواني الذين طلبوا مني هذه الكلمات "
|