عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-03-2022, 09:08 AM   #1
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,890
إفتراضي

وأما حكاية مجتمعاتنا الشرقية فهو كلام عن عادات وهذه العادات قد تكون صحيحة وقد لا تكون فصحتها وبطلانها مختلف من حالة لأخرى ثم قال :
"المقاطعة
لا تقاطع أبدا بل انتظر لحين انتهاء محدثيك فذلك من شأنه تعويدهم على أسلوبك والذي سيكون سببا في ارتياحهم عند التحدث إليك."
لا يوجد شىء اسمه لا تقاطع المتحدث أبدا فهو كلام يتعارض مع مبدأ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فنحن مطالبون بمقاطعة كل من يقول كلاما به كفر سواء بالرد أو بترك المكان كما قال تعالى :

ثم تحدث عما سماه التفاعل والتمثيل فقال :
"التفاعل والتمثيل:
تفاعل مع ما يقال بصدق ومن دون تمثيل ، وتذكر أن هناك أناسا كثيرون لديهم من الفطنة والبداهة ما قد يفوق توقعاتك مرة أخرى ، لا تتصنع المتابعة فرائحتها يسهل على أي شخص التعرف عليها مما قد يفسد عليك جميع محاولاتك"
التفاعل المطلوب من المسلم هو الرد على الكلام إن كان خاطئا أو العمل به إن كان موافقا لكتاب الله
وتحدث عن الوقت والمكان فقال :
"الوقت والمكان:
إن اختيار الوقت والمكان هما في غاية الأهمية فكيف يراد من شخصا ما أن ينصت وهو مستغرق في متابعة برنامج تلفزيوني محبب لديه أو مستغرقا في عمل يدوي ما أو أن يكون على وشكل الخروج من منزله أو مكتبه فمن يريد إنصاتا يرضيه فليختر الوقت والمكان المناسبين"
حكاية تغير وقت ومكان الكلام أو الإنصات ليس صحيحا فى كل الأحوال فهناك من ينصت وهو يعمل شىء أخر ويرد ويتفاعل تفاعلا صادقا فالله خلق الإنسان قادر على عمل عدة أمور فى نفس الوقت فمثلا قد يأكل وهو يسمع وقد يأكل وهو يقرأ وقد يرى التلفاز ويسمع المتحدث ويأكل فى نفس الوقت
وحدثنا عما قاله الغزالى عن الإنصات فقال :
"الغزالي والإنصات
يقول أبو حامد الغزالي في صفات المنصتين الجيدين " أن يكون مصغيا إلى ما يقوله القائل ، حاضر القلب ، قليل الالتفات إلى الجوانب متحرزا عن النظر إلى وجوه المستمعين وما يظهر عليهم من أحوال الوجد ، مشتغلا بنفسه ومراعاة قلبه، ومراقبة ما يفتح الله تعالى له من رحمته في سره ، متحفظا عن حركة تشوش على أصحابه... " "
وما ذكره الغزالى فى قوله" متحرزا عن النظر إلى وجوه المستمعين "يتعارض مع إيجاب المؤلف وجوب نظر المتكلم والمنصت لبعضهم فى قولهم سابقا:
"أن تكون منصتا جيدا ليس معناه أن تنصت بأذنيك فقط ، وإنما بعينيك أيضا "
ويتعارض أيضا مع قول الغزالى فى الفقرة التالية عن اطراق الرأس وهو:
ويضف في كتابه الرائع إحياء علوم الدين المجلد الثاني ص 416 " بل يكون ساكن الظاهر هادئ الأطراف ، متحفظا عن التنحنح والتثاؤب ، ويجلس مطرقا رأسه كجلوسه في فكر ..."
ثم ذكر بقية أقوال الغزالى فى المسألة وهى:
"ويدعو إلى الحذر من " التصنع والتكلف والمراءاة" أثناء الإنصات و أن يكون " ساكتا عن النطق في أثناء القول بكل ما عنه بد ، فإن غلبه الوجد وحركه بغير اختيار فهو فيه معذور غير مذموم" داعيا إياه إلى الرجوع إلى "هدوئه وسكونه" وهو ينصت.
وذكر حكمة كما ظن وهى :
"قال بعض الحكماء:
إذا جالست الجهال فأنصت لهم
وإذا جالست العلماء فأنصت لهم
فإن في إنصاتك للجهال زيادة في الحلم ، وإن في انصاتك للعلماء زيادة في العلم. ... ... "
وهذا الكلام عن الإنصات للجهال يتعارض مع وجوب الإعراض عنهم كما قال تعالى :
" وأعرض عن الجاهلين"
وقال أيضا:
" وإذا مروا باللغو مروا كراما "
وقال أيضا:
"وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين"
وأنهى كلامه بما سماه إنصات النبى(ص) فقال :
"إنصات النبي صلى الله عليه وسلم
روى الطبراني بإسناد صحيح عن عمر بن العاص رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على شر القوم ، يتألفه بذلك، وكان يقبل بوجهه وحديثه علي حتى ظننت أني خير القوم"
والحديث يتعارض مع أمر الله له بالإعراض عن الكفار وهم الجهلة بقوله:
"وأعرض عن الجاهلين"
وقوله أيضا:
"وأعرض عن المشركين"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس