كما في حديث حمران مولى عثمان أن عثمان بن عفان دعا بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات ثم مضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم غسل اليسرى مثل ذلك ثم قال: رأيت رسول الله (ص)توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال رسول الله (ص)«من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه».
قال ابن شهاب: وكان علماؤنا يقولون: هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة. [رواه مسلم]."
وهذا الوضوء المذكور ليس الوضوء الصحيح وحده لأنه شمل ما قاله الله وزيادة فالوضوء الصحيح شرطه أن تغسل وتمسح الأعضاء الأربعة ومن ثم فتلك الكيفية ليست وحدها الصحيحة وإنما الصحة تبدأ باتباع كلام الله
وتحدث عن مبطلات الوضوء فقال :
"نواقض الوضوء:
للوضوء نواقض من أهمها:
1 - الخارج من السبيلين من بول أو غائط.
2 - زوال العقل بجنون أو نحوه أو تغطيته بنوم أو إغماء ونحوهما وضابط النوم المغطي للعقل أن يكون كثيرا بحيث لا يشعر بنفسه معه.
3 - أكل لحم الإبل للحديث قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: «نعم فتوضأ من لحوم الإبل» [رواه مسلم]."
الخطأ فى الحديث الوضوء من لحوم الإبل وعدم الوضوء من لحوم الغنم وهو ما يخالف أن أسباب الوضوء فى الوحى ليس بها الوضوء من لحوم الإبل فهى الجنابة والمجىء من الغائط وهى التبول والتبرز والفساء والضراط وملامسة النساء كما قال تعالى :
" وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء "
ثم ساق تنبيهات اعتبرها مهمة فقال :
"تنبيهات مهمة:
أخي الكريم وبعد ما سيق أسوق لك بعض التنبيهات المهمة في هذا الباب فمن ذلك:
* التسمية قبل الوضوء مشروعة ولا ينبغي تركها عند جميع العلماء. ومن العلماء من يوجبها عند الذكر."
هذه مخالفة صريحة للوحى فالله لم يشترط التسمية عند كل عمل وإنما هى واجبة فى الذبح وهو ليست مجرد ذكر كلمة أى اسم الله لأن المراد بها ذكر بعض القرآن كما قال تعالى :
"ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه"
ثم قال :
* حد الوجه طولا: من منابت شعر الرأس المعتادة إلى ما انحدر من اللحيين والذقن وحده عرضا: من الأذن إلى الأذن.
* شعر اللحية من الوجه يجب غسله ولو طال فإن كانت اللحية خفيفة الشعر وجب غسل باطنها وظاهرها وإن كانت كثيفة (أي ساترة للجلد) وجب غسل ظاهرها ويستحب تخليل باطنها [الملخص الفقهي].
* حد اليدين هنا: من رؤوس الأصابع مع الأظفار إلى أول العضد.
* الكعبان هما: العظمان الناتئان اللذان بأسفل الساق من جانب القدم.
* من كان مقطوع اليد أو الرجل فإنه يغسل ما تبقى منهما.
* لا بأس أن يستعمل المنشفة أو نحوها لتنشف الأعضاء بعد الوضوء.
* لا بأس بمعونة المتوضئ وصب الماء له.
* إسباغ الوضوء أن يتم الأعضاء ويعمها بالماء فلا يترك منها شيئا بدون أن يصله الماء.
* على المسلم أن يحذر السرف في الوضوء فقد كان (ص)يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع. {ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}[المد = 0.687 لتر، والصاع = 2.748 لتر معجم لغة الفقهاء].
* البعض قد يعتمد على كثرة الماء عندما يضع يده أو رجله تحت الصنبور ولا يتعاهد أعضاءه مما قد ينقص الوضوء فلا يصل الماء إلى كل العضو.
* على المسلم أن يحذر من الوسوسة في الوضوء فترى البعض يعيد وضوءه مرات عديدة وهذا بلا شك من تلاعب الشيطان.
* البعض يمسح الرقبة والعنق وهذا لا يشرع [انظر فتاوى اللجنة 5/ 254].
* ومن البدع تخصيص كل عضو بدعاء أو قراءة سورة معينة ونحو ذلك.
* هناك نواقض للوضوء مختلف فيها ومنها: مس الذكر ومس المرأة بشهوة وتغسيل الميت. ولو توضأ من هذه الأشياء خروجا من الخلاف لكان أولى [الملخص الفقهي].
* ما خرج من البدن من غير السبيلين - وكان كثيرا - كالدم والقيء والرعاف فإنه لا ينقض الوضوء على الراجح وإن توضأ فهو أحوط.
* من كان على أظفارها ما يسمى (بالمناكير) فيجب عليها إزالتها قبل الوضوء لأنها تمنع وصول الماء.
* من علم بعد الصلاة بأن على أعضاء الوضوء أو بعضها شمع أو (مناكير) أو ما يمنع وصول الماء للجسم فعليه إعادة الوضوء والصلاة [انظر فتاوى اللجنة 3/ 237].
* الحناء لا يؤثر في الوضوء لأنه لا يمنع وصول الماء للجسم [انظر فتاوى اللجنة 5/ 241].
* من كان عليه جبيرة فإنه يمسح عليها ويغسل ما لم يكن عليه جبيرة من الأعضاء."
وذكر المعد فضل إحسان الوضوء فقال :
"فضل إحسان الوضوء:
قال (ص)«من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره» [رواه مسلم]."
الحديث يتناقض مع القرآن فالخطايا ليست فى الجسد وإنما هى مسجلة فى كتاب الإنسان وما يذهبها هو الحسنات أيا كان نوعها وليس الوضوء وحده كما قال تعالى:
"عن الحسنات يذهبن السيئات"
والحديث يتعارض مع الحديث التالى الذى ذكره المعد وهو يتحدث عن أن العمل الصالح كالوضوء والصلاة يزيل الخطايا وهو :
"فضل الصلاة بعد الوضوء:
للصلاة بعد الوضوء فضل عظيم كما سبق في حديث حمران
والذي جاء فيه قوله (ص)«من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه مسلم]."
وفى الختام نصحنا المؤلف نصائح فى الوضوء والصلاة فقال :
"فيا أخي المسلم:
أحسن وضوءك واترك العجلة فيه والإخلال به، واحرص على اتباع السنة، ولا تنس أن تجاهد نفسك وتصلي بعد الوضوء لتحوز الأجر العظيم وجاهد نفسك أيضا على التبكير للصلاة وعدم التخلف عنها جماعة مع المسلمين
"
|