وفي السواك: مواد منظفة، ومضادة للتعفنات، ويحوي على مادة مانعة للتسوس، ومواد قاتلة للجراثيم، ويحتوي على ألياف حاوية على بيكربونات الصوديوم، ومنافع السواك وفوائده كثيرة تزيد عن الثلاثين فائدة"
وهذا الكلام الكثير منه يرجع فيه للأطباء وتحدث المؤلف عن حكم السواك فقال :
"حكم السواك:
السواك سنة مؤكدة كما قال ابن قدامة رحمه الله: «اتفق أهل العلم على أنه سنة مؤكدة» [المغني 1/ 134].
مواطن يشرع فيها السواك:
يشرع للمسلم أن يستخدم السواك في المواطن التالية:
1 - عند الوضوء لحديث أبي هريرة عن النبي «لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء» [رواه البخاري].
2 - عند القيام للصلاة. لحديث أبي هريرة أن رسول الله (ص)قال: «لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة» [رواه البخاري ومسلم].
قال الصنعاني: وقد علم من موارد التشريع أمر الأمة أن يكونوا عند العبادة في أكمل الأحوال، ومن ثمة أمر بأخذ الزينة للمساجد ومنع من أكل الكراث ونحوه عند حضور الجماعة؛ لأنه على رائحة تنافي الانضمام إلى عبادة الله في المساجد، والفم أحق عضو بالنظافة؛ لأنه موضع مرور كلام الله. [السواك فضله وفوائده/ إبراهيم الحسن نقلا عن إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام]."
وقد سبق مناقشة أن حديث الاشقاق لا يمكن أن يقوله النبى(ص) لأنه اتهام مباشر له بالافتراء على الله ثم قال :
"3 - عند التجمل للجمعة: فعن أبي سعيد الخدري قال: أشهد على رسول الله (ص)قال: «الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وأن يستن وأن يمس طيبا إن وجد» [رواه البخاري]، وعند مسلم: «وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه».
قال الإمام النووي: "قوله: «وسواك ويمس من الطيب» معناه: ويسن السواك ومس الطيب" [شرح مسلم 6/ 118].
عند القيام من النوم: فعن حذيفة قال: (كان النبي (ص)إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك) [رواه البخاري ومسلم).
قال ابن دقيق العيد: «فيه استحباب السواك عند القيام من النوم؛ لأن النوم مقتض لتغير الفم لما يتصاعد إليه من أبخره المعدة، والسواك آلة تنظيفه فيستحب عند مقتضاه» [فتح الباري 1/ 470]وعن ابن عمر أن رسول الله (ص)كان لا ينام إلا والسواك عنده فإذا استيقظ بدأ بالسواك. رواه أحمد."
والحديث لا يصح لأن صلاة يوم الجمعة ككل صلاة فيها أحد احتمالين:
الوضوء والاغتسال لمن كان جنبا كما قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا"
ومن ثم لا يمكن أن يكون الغسل يوم الجمعة واجب إلا لمن كان جنبا ثم قال :
4 - عند القيام لصلاة الليل. فعن حذيفة قال: (كان النبي (ص)إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك). [رواه البخاري ومسلم]. وفي رواية للبخاري: (إذا قام للتهجد) ولمسلم نحوها.
قال ابن دقيق العيد: «الحكمة في استحباب السواك عند القيام إلى الصلاة كونها حالا تقرب إلى الله، فاقتضى أن تكون حال كمال ونظافة إظهارا لشرف العبادة». [فتح الباري 2/ 479]وليس هذا خاصا بقيام الليل بل يشرع عند كل صلاة ليقابل المسلم ربه بكل زينة ظاهرة وباطنة.
5 - عند دخول المنزل. فعن عائشة (أن النبي (ص)كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) [رواه مسلم]والحكمة من السواك عند دخول المنزل: أن السواك من أجل النافلة؛ لأنه (ص)كان يصليها في البيت، وقيل: أن ربما تغيرت رائحة الفم عند محادثة الناس وإذا دخل البيت كان من حسن معاشرة الأهل إزالة ذلك [انظر السواك لإبراهيم الحسن].
6 - عند قراءة القرآن الكريم: فقد روي عن علي بن أبي طالب قال: (إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك) [رواه ابن ماجه وصححه الألباني، السلسلة 1213].
7 - عند تغير الفم واصفرار الأسنان. فعن عائشة أن النبي (ص)قال: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» [رواه البخاري معلقا].
8 - عند الاحتضار: فعن عائشة قالت: (دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته فأمره). الحديث.
فيستحب للمسلم إذا حضر عند محتضر أن يلقنه وأن يقدم له السواك خصوصا إذا طلبه ليموت على السنة. والله أعلم."
والأحاديث السابقة ليس فيها أمر واجب بالسواك وإنما كلها تحكى عن فعل الرسول (ص) للتسوك فقط
ومع هذا فتنظيف الفم واجب حرصا على عدم المرض خاصة أن تسوس الأسنان وعدم وجود بديل لها يؤدى إلى أمراض كثيرة فى الجهاز الهضمى وهو ما يؤثر بالسلب على باقى الأجهزة ثم قال :
"بما يستاك المسلم:
يستحب أن يستاك بعود لين ينقي الفم، ولا يجرحه، ولا يضره، ولا يتفتت فيه. كالأراك، وجريد النخل، والزيتون. وكل ما له رائحة طيبة، ولا يسبب ضررا وأفضل هذه الأنواع الأراك؛ لما فيه من إنقاء وريح طيب، ولأن عبد الله بن مسعود قال: (كنت أجتني لرسول الله (ص)سواكا من الأراك) [رواه أحمد وأبو يعلي وابن حبان وحسنه الألباني].
كيفية الاستياك:
هو أن يستاك عرضا في ظاهر الأسنان وباطنها، وعلى اللسان طولا، وطولا وعرضا على كراسي أضراسه، وأن يبدأ بالجانب الأيمن إلى نصف الفم، ثم الأيسر إلى النصف الآخر وأما عن كيفية أخذه فله أن يجعل الخنصر أسفله، والإبهام أسفل رأسه، وباقي الأصابع فوقه كما رواه ابن مسعود [انظر حاشية ابن عابدين 1/ 114].
وقد قال أبو موسى الأشعري فرأيته يعني رسول الله (ص)يستاك على لسانه [رواه البخاري].
آداب ينبغي التحلي بها:
1 - على المسلم أن ينوي بتسوكه السنة، حتى يحصل له أجر العمل بالسنة، فإن الأعمال لا تقبل ما لم تكن خالصة لوجه الله تعالى، وموافقة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
2 - غسل السواك قبل استعماله، وكذلك عند الانتهاء منه. فعن عائشة قالت: (كان رسول الله (ص)يعطيني السواك؛ لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله ثم أدفعه إليه) [رواه أبو داود وحسنه الألباني].
احرص على استخدام السواك الجيد النظيف، خصوصا الحار منه، لما يحويه من فوائد صحية للفم، واللثة.
3 - أن يستاك بيده اليسرى، قال شيخ الإسلام: «الأفضل أن يستاك باليسرى. نصه عليه أحمد. ثم ذكر أن الأفعال على نوعين، فما كان منها مشتركا بين اليمنى واليسرى تقدم فيها اليمنى إذا كانت من باب الكرامة، كالوضوء والغسل، والابتداء بالشق الأيمن في السواك، وتقدم اليسرى في ضد ذلك، وما كان يختص بأحدهما إن كان من باب الكرامة كان باليمين كالأكل والشرب، وإن كان ضد ذلك كان باليسرى كالاستجمار» [انظر مجموع الفتاوى 21/ 10]، وقيل: أن يستاك بيده اليسرى إذا أراد التطهير، وبيده اليمنى إذا كان من باب التطيب.
قال ابن عابدين: «غاية ما يقال إن السواك إن كان من باب التطهير استحب باليمين كالمضمضة وإن كان من باب إزالة الأذى فباليسرى والظاهر الثاني» [حاشية ابن عابدين 1/ 114].والأمر في هذا واسع ولله الحمد.
4 - أن يبدأ بالجهة اليمنى ثم اليسرى، من الفم.
5 - أن يتعاهد السواك بالغسل والتنظيف.
6 - أن يقطع الجزء العلوي من السواك، ويفضل أن يكون كل يوم.
7 - لا تستخدم السواك لساعات طويلة؛ لأنه يؤثر على اللثة وقد يسبب لها النزيف.
8 - أن يجتنب السواك في الصلاة، وعند سماع الخطبة، وعند قراءة القرآن حتى لا ينشغل بغير التلاوة، ومجالس العلم.
9 - من الآداب دفع السواك للأكبر فعن ابن عمر أن النبي (ص)قال: «أراني أتسوك، فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي كبر، فدفعته إلى الأكبر منهما» [رواه البخاري ومسلم].
قال ابن بطال: «فيه تقديم ذي السن في السواك، ويلتحق به الطعام والشراب والمشي والكلام».
وقال المهلب: «هذا ما لم يترتب القوم في المجلس، فإذا ترتبوا فالسنة حينئذ تقديم الأيمن». [فتح الباري 1/ 480].
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «وفيه أن استعمال الغير ليس بمكروه، إلا أن المستحب أن يغسله ثم يستعمله» [فتح الباري 1/ 480]."
وكل ما سبق من الكلام هو نصائح بلا دليل وقد تكون عن تجربة أو عن سماع كلام الأطباء والمؤكد هو :
ضرورة تنظيف الأسنان يوميا بأى طريقة مفيدة
|