وتذكر حبيبها بما يسمى عيد العشاق حيث عرفه لأول مرة عندما أخبرته فتقول:
"ثم قرأت بعينين ملأتهما الطفولة عيد العشاق التقت عيوننا فرحا كانت تلك أول مرة تسمع فيها بذلك العيد وقفت يومها واحتضنت المطر أما أنت فقد بقيت تتأملنى وبؤبؤا عينيك يصليان ورموشك تغرق فى سجود طويل اقتربت منك وقلت لك هامسة ما بك؟ ولكنك واصلت صلاتك وأنت تمسك بوجهى ثم أجبت إنك هنا وهذا كل ما أريده فى الحياة "ص19
وهو كلام لا أصل له فى الإسلام فلا يوجد مثل هذا العيد وحتى صاحبه مارق عن النصرانية
وتعلن أن حبيبها أعلن حبا عظيما وهو أنه سيتخلى فى الجنة عن الحور العين ويطلب من الله أن تكون حبيبته زوجته فى الجنة فتقول :
"تراجع الضعف فى عينيك وارتدت لهجتك شيئا من التهديد لن أحب سواك وحتى حين أموت سأطلب من الله أن يجعلك معى بدل الحور العين ص23
والحور العين يفهمها الناس على غير حقيقتها فالحور العين هن الزوجات المسلمات أنفسهن لأنه لا يجوز أن يدخل الجنة أحد بغير عمل كما قال تعالى :
" وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
والحور العين بذلك المفهوم التراثى لم يعملن شىء من الصالحات لأنهن من غير أهل الدنيا كما هو المعتقد الخاطىء ولو عقل من يعتقدون ذلك لعلموا أن الكفار سيعترضون على الله بحجة ظاهرة وهى أنه أدخل من لا يستحق الجنة وأدخلهم النار
وتعود الحبيبة إلى لوم الحبيب فتوجب عليه أن يحدثها بعد أن هجرته هى فتقول :
"كان يجب أن نتواجه حين قررت أن أهجرك فجأة كان يجب أن تسألنى أن تلاحقنى أن تطلب منى توضيحا أن تعتذر عن ذنب لم تشعر أنك ارتكبته لكنك رجل من برج الثور معطاء فى الحب شحيح فى الاعتذار ص18
وتبين أنها بعد أن تخطت الثلاثين عادت لتفكر فى حبه فتقول:
"بعدك بعد الثلاثين أصبحت الطرق المؤدية إلى الحياة موحلة أصبحت الأيام موجعة لعلك تتساءل ما الذى أعادنى إليك اليوم ؟ وسأجيبك إنه ربما الإيمان إذ أخجل من أن أفتح حديثا عن الحب"ص14
وتعود إلى تخبطها فى سبب فشل الحب فتقر هذه المرة أن التعارض بين طموحها ككاتبة وطموحا كأنثى تريد الحب والزواج هو من أدى إلى الفشل فى الاثنين معا فتقول:
"كنت مشروع أنثى ولم أصبح أنثى تماما بسبب الظروف كنت مشروع كاتبة ولم أصبح كذلك إلا حين خسرت الإنسانة إلى الأبد كنت مشروع حياة ولم أحقق من ذلك المشروع سوى عشره ص15
وتحدثت عن أنها تلقت عرضا للزواج من أحد الناشرين رغم أنها يكبرها بخمسة عشر عاما فقالت :
"قال سنجد صيغة للاتفاق إذا كان كتابك جيدا
بعد اسبوع اتصل بى فى المكتب قال لى إن مخطوطى جميل ويستحق النشر ذهبت لرؤيته لإتمام الاتفاق فتفاجأت به يطلب منى الزواج قال لى بصراحة:
أريد امرأة مثقفة بمستوى نساء بعض الناشرين العرب الذين أتعامل معهم والشخصيات التى أعرف اعتذرت له كان فى عمر والدى وثروته لن تحسن حتما من مستواه العلمى وضع يده فى يدى وصافحنى ثم قال : حضرى المبلغ إذا وسأنشر لك الكتاب ص84
والقضية الثانية التى تحدثت عنها الرواية هى :
قضية اغتصاب الإناث وهى تبدأها من خلال عملها فى جريدة الرأى فتقول :
"انغمست فى العمل الإعلامى انضممت إلى جريدة الرأى الأخر المعارضة كانت مزيجا من الإسلاميين والديموقراطيين والعلمانيين كنا نتفق عموما رغم أن البعض لا يصافح النساء والبعض يصافحهن كان ذلك قبل أن تمتد الخلافات السياسية بين الأحزاب فتصل إلينا أن صبح مؤسسة من الأعداء وتتحول مكاتبنا إلى مواقع حربية ص34
القضية لم تكن فى أولها قضية اغتصاب إناث وإنما السبب الرئيسى الظاهر لنا هو اغتصاب السلطة فالجيش عندما وجد جبهة الانقاذ التى تنتمى للتيار الإسلامى المعارض تفوز بالانتخابات اغتصب الوطن وما لم تذكره فضيلة فى روايتها هو أن الأجهزة الأمنية منذ عقود وهى تغتصب نساء وبنات المساجين السياسيين وذلك ليس فى الجزائر وحدها وإنما فى كل بلادنا وما زال ذلك يحدث وسيحدث مستقبلا
تبدأ فضيلة الحكاية من سنة1995 م فتقول أنه بناء على الفتوى التالية بدأت عمليات خطف واغتصاب النساء فى الجزائر:
"ثم ابتداء من عام1995 أصبح الخطف والاغتصاب استراتيجية حربية إذ أعلنت الجماعات الإسلامية المسلحة حيا فى بيانها رقم28 الصادر فى 30 نيسان إفريل أنها قد وسعت دائرة معركتها للانتصار للشرف بقتل نسائهم ونساء من يحاربوننا أينما كانوا فى كل الجهات التى لم نعترض فيها لشرف سكانها ولم نجاكم فيها النساء وسنوسع أيضا دائرة انتصاراتنا بقتل أمهات وأخوات وبنات الزنادقة اللواتى يقطن تحت سقف بيوتهن واللواتى يمنحن المأوى لهؤلاء ص36"
قطعا هذه الفتوى هى رد فعل إن كان تلك الجماعة المسلحة فعلا من التيار المعروف ولكن ما أعرفه هو أن تلك الجماعة كان قادتها من ضباط المخابرات الجزائرية وهم من قاموا بتلك الفظائع أولا ولحقهم البعض ممن انخدعوا بدعوى إسلامية الجماعة ثانيا والأغرب أنه منذ عقد أو يزيد قبلت الدولة الجزائرية توبة قادة الحركة المسلحة دون محاكمة وأعادتهم للحياة العادية وهو ما يدل على أنهم كانوا ضباط مخابرات كانوا يؤدون الواجب ومن ثم لم تكن هناك محاكمة لهم
لقد كان الهدف واضحا وهو تشويه التيار أمام العامة حتى يكرهوهم وهو ما تكرر فيما بعد فى مصر من خلال فتاوى كجماع الزوجة الميتة ونكاح الجهاد وكلها فتاوى أصدرتها السلطة ونسبتها للتيار وفى تونس وفى غيرها بعد الثورات
الغريب أنه بعد ربع قرن أو أكثر سيحاكم خالد نزار قائد اغتصاب السلطة فى الجزائر كمجرم حرب نتيجة الانتهاكات التى وقعت فى تلك الفترة كما تقول الأخبار هذه الأيام
والغريب أنها تحدثت عن وجود أجهزة وأدوية وتجهيزات حديثة عند الجماعة المسلحة فقالت:
"أجابت بعضهم قاريين هى نفسها تعرفت من بين الإرهابيين على زميل لها كان معها فى الجامعة فى الجبل عندهم أدوية هواتف وأجهزة كثيرة ص85
وهذا الكلام يدل على أن الجماعة لم تكن من ذلك التيار فذلك التيار معظمه من الفقراء والمحتاجين ومن ثم لن يكون لديهم إلا القليل من ذلك
وناقشت فضيلة جوانب عملية الاغتصاب أو السبى وفى الإسلام لا يوجد سبى وإنما الروايات المخترعة المفتراة هى التى أدت لتكوين عقيدة الاغتصاب وقد حكت ما يحدث على لسان احدى المغتصبات فقالت:
"ثم أشارت إلى أن أسكت وواصلت الحديث :
هل تعرفن ما يفعلون بنا إنهم يأتون كل مساء ويرغموننا على ممارسة العيب وحين نلد يقتلون المواليد نحن نصرخ ونبكى ونتألم وهم يمارسون معنا العيب نستنجد نتوسلهم نقبل أرجلهم ألا يفعلوا ذلك ولكنهم لا يبالون
علت كمى جلبابها وقربت معصميها المشوهين منى :
انظرى ربطونى بسلك وفعلوا بى ما فعلوا لا أحد منهم فى قلبه رحمة وحتى الله تخلى عنى مع أننى توسلته أين أنت يا رب أين أنت يا رب ص45
وتناولت نظام السبى من خلال ذكرها الفقرة التالية:
"وحدهن المغتصبات يعرفن معنى انتهاك الجسد وانتهاك الأنا وحدهن يعرفن وصمة العار وحدهن يعرفن التشرد والدعارة والانتحار وحدهن يعرفن الفتاوى التى أباحت الاغتصاب الأمير هو الذى يهديها لا يقتلها إلا من أهديت له وبإذن ألأمير لا تجرد من الثياب أمام الاخوة لا يجوز النظر إليها بشهوة لا تضرب من الأخوة بل ممن أهديت له فعليه أن يفعل أن يفعل بها ما يشاء فى حدود الشرع إذا كانت سبية وأمها دخلت على أمها فلا يجوز أن تدخل على ابنتها إذا وطأها ألأول قلا يجوز وطؤها ‘لا بعد أن تستبرىء بحيضة وتجوز المداعبة مع الغزل إذا كان الأب وابنه فلا يجوز الدخول على نفس السبية إذا كانت سبية وأختها لا يجوز الجمع بينهما مع مجاهد واحد ص56
وناقشت فضيلة أن النظام الجزائرى الحاكم لم يحل مشكلة المغتصبات من خلال تغيير قانون الاجهاض وهى تحكى ما حدث بين احدى المغتصبات وبين الطبيب الذى رفض اجهاضها حتى لا يعرض نفسها للعقوبة القانونية فقالت:
"-قبل أن تصلى بقليل حدث شجار بين احدى البنات اللواتى حررن معنا مع أحد الأطباء لقد طلبت أن تجرى لها عملية إجهاض ورفض الطبيب لأنه لا يملك الصلاحيات القانون يمنعه تصورى
|