عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-02-2022, 09:37 AM   #3
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,845
إفتراضي

وحدثنا عن حق الله وحق العباد فقال :
"هي دعوة جميع الرسل، دعوا إلى لا إله إلا الله والتوحيد هو حق الله على عباده كما قال النبي (ص) لمعاذ بن جبل؛ وكان رديف النبي (ص) على حماره، فالتفت إليه النبي (ص) فقال: " يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ "
قال معاذ: قلت: الله و رسوله أعلم.
قال: " حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا "
قال: " يا معاذ، أتدري ما حق العباد على الله؟ "
قال: قلت: الله و رسوله أعلم.
قال: " حق العباد على الله إن هم قالوها وعبدوا الله تعالى أن يدخلهم الجنة " بهذه الكلمة."
وهذا الكلام هو عودة للمعنى الخاطىء بالقول عنها أنها كلمة وهى ليست كلمة لأنها الدين بأكمله
وحدثنا عن دعوة الرسول(ص) ملوك العالم للكلمة فقال :
"ولذلك لما أرسل النبي (ص) الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الله تبارك وتعالى كان يرسل معهم قول الله تبارك وتعالى: " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ... "
هكذا كانت دعوة النبي (ص).
و لذلك لما دخل ربعي بن خراش رضي الله تبارك وتعالى عنه على رستم قائد الفرس قال له رستم: ما جاء بكم؟قال: (جئنا وقد بعثنا الله تبارك وتعالى لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد)هكذا دعاهم الله تبارك وتعالى إلى أن يوحدوا الله جل وعلا فلا يعبد إلا الله."
وبالقطع الرسول(ص) لم يخص ملوك الشعوب بدعوة وإنما كانت دعوته للكل كما قال تعالى :
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
وتحدث عن تحقيق التوحيد فقال :
"كيف نحقق توحيد الله جل وعلا؟
نحقق هذا التوحيد
أولا / بإخلاص العبودية لله جل وعلا، أن نخلص العبودية لله جل وعلا.
قال الله جل وعلا: " قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ..... "
وقال تبارك وتعالى: " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله .... "
وقال تبارك وتعالى: " .... إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون "
إخلاص العبودية لله هذا أولها.
وأما الأمر الثاني فهو تجنب الشرك بجميع صوره.
قال تبارك وتعالى: " .... إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار "
وقال تبارك وتعالى:" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ....
أما الأمر الثالث فهو تحقيق قضية الولاء و البراء و الكفر بالطاغوت.
بهذه الأمور الثلاثة يتحقق التوحيد الصحيح.
قال الله تبارك وتعالى:" .... فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ... "
وقال تبارك وتعالى عن إبراهيم عليه السلام و أتباعه: " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده .... "
بهذه الأمور يتحقق توحيد الله تبارك وتعالى.
*- بإخلاص العبادة
*- باجتناب الشرك
*- بالكفر بالطاغوت والولاء والبراء.
لا بد من هذه الأمور، أن نوالي من أحب الله تبارك وتعالى وأطاعه، و أن نعادي من كفر بالله تبارك: " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أوعشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ... "
القصد أنه لا بد من تحقيق هذه الأمور الثلاثة، فإذا حققناها حققنا العبادة لله تبارك وتعالى."
وتحقيق الكلمة ليس بما قاله الخميس من أمور ثلاث وإنما هى أمر واحد هو طاعة الله فى كل حكم
وتحدث عن نتائج تحقيق كلمة التوحيد فقال :
"حققنا هذه العبادة، فماذا يكون لنا بعد ذلك؟
إن من حقق العبادة لله تبارك وتعالى أولا يكون شخصية متزنة .. يكون الإنسان إذا حقق العبادة الصادقة لله جل وعلا يكون بعد ذلك شخصية
متزنة، قال الله تبارك وتعالى: " ... ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار " ثم كذلك إن تحقيق العبادة لله مصدر للأمن النفسي، و ذلك أن الإنسان يعيش في أمن نفسي إذا حقق العبادة لله تبارك وتعالى.
قال جل وعلا عن إبراهيم: " وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون " سورة الأنعام.
إنه يحقق الأمن النفسي .. لماذا؟
لأنه عبد الله تبارك وتعالى وحده، كذلك تحقيق العبادة لله تبارك وتعالى يعطي المؤمن قوة ويقينا.
قال الله جل وعلا: (فلما تراءى الجمعان .... )، و ذلك لما تابع فرعون ومن معه موسى ومن معه يريدون قتلهم، هرب موسى بمن معه صلوات الله وسلامه عليه فتابعه فرعون والذين معه، يقول تبارك وتعالى: " فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون "
فماذا كان جواب موسى؟
(قال كلا إن معي ربي سيهدين "
يقين بالله جل وعلا .. لماذا؟
لأنه حقق التوحيد و حقق العبادة لله تبارك وتعالى.
ولذلك قال النبي (ص) لعبد الله بن عباس: " يا غلام، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، و إذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ".
يشعر المؤمن بالقوة، يشعر المؤمن بالعزة، يشعر المؤمن باليقين؛ إذا حقق العبادة لله لأن الله تبارك وتعالى يكون بعد ذلك معه.
ثم كذلك يحقق المساواة ما بين الناس كما قال الله جل وعلا: " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ... "
بهذه الأمور يستفيد الإنسان من التوحيد"
بالقطع نتائج التوحيد هى نصر المسلمين فى الدنيا وإدخالهم الجنة فى القيامة وأما ما قاله من بعض الأمور الجزئية فليس هو سوى بعض من كل عظيم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس