عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-02-2022, 08:58 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,040
إفتراضي

والحديث لم يقله النبى(ص) والخطأ هو أن أول المحاسبين هم الشهيد والعالم والغنى المرائين ويخالف هذا كون الحساب جماعة حيث يقسم الناس لفريقين فريق فى الجنة وفريق فى النار كما أن الله لا يسأل أحد عن ذنبه يوم القيامة مصداق لقوله تعالى:
"فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان "ويناقض قولهم "أول ما يقضى الله يوم القيامة فى الدماء "رواه ابن ماجة فهنا أول ما يقضى هو الدماء وفى القول الشهيد المرائى
وحدثنا عن حرمة الرياء فنقل حكايات وأقوالا فقال:
"عباد الله ..
من أجل ذلك فقد كان سلفنا الصالح من أشد الناس خوفا على أعمالهم من أن يخالطها الرياء أو تشوبها شائبة الشرك فكانوا رحمهم الله يجاهدون أنفسهم في أعمالهم وأقوالهم كي تكون خالصة لوجه الله تبارك وتعالى ولذلك لما حدث يزيد بن هارون بحديث عمر : ( إنما الأعمال بالنيات ) والإمام أحمد جالس ، فقال الإمام أحمد ليزيد : يا أبا خالد : هذا والله هو الخناق ..هذا والله هو الخناق أن تجعل عملك خالصا لوجه الله تبارك وتعالى.
وقال سفيان الثوري : ما عالجت شيئا أشد علي من نيتي لأنها تتقلب علي في كل حين .
وقال يوسف بن أسباط : تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد.
وقال بعض السلف : من سره أن يكمل له عمله فليحسن نيته فإن الله عز وجل يأجر العبد إذا أحسن نيته حتى باللقمة يأكلها
قال سهل بن عبدالله التستري : ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب .
وقال ابن عيينة : كان من دعاء المطرف بن عبد الله : اللهم إني أستغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك ، فخالط قلبي منه ما قد علمت .
وهذا خالد بن معدان رحمه الله إذا عظمت حلقته من الطلاب ، قام خوف الشهرة والرياء.
وهذا محمد بن المنكدر يقول : كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت على طاعة الله.
وهذا أيوب السختياني كان يقوم الليل كله فإذا جاء الصباح رفع صوته كأنه قد استيقظ من حينه .
وكان إذا حدث بحديث النبي (ص)يشتد عليه البكاء وهو في حلقته ، فكان يشد العمامة على عينه ويقول : ما أشد الزكام.. ما أشد الزكام..
وهذا عبد الواحد بن زيد يخبرنا بحديث عجيب حصل لأيوب وقد عاهده ألا يخبر إلا أن يموت أيوب ـ إذ لا رياء يومئذ ـ ، قال عبدالواحد : كنت مع أيوب فعطشنا عطشا شديدا حتى كدنا نهلك ، فقال أيوب : تستر علي ، قلت : نعم إلا أن تموت، قال : عبد الواحد فغمز أيوب برجله على حراء فتفجر منه الماء فشربت حتى رويت وحملت معي.
كانت بينهم وبين الله أسرار لو أقسم منهم على الله أحد لأبره إلا لإخلاصهم وصدقهم مع الله تبارك وتعالى .
وقال أبو حازم :لا يحسن عبد فيما بينه وبين ربه إلا أحسن الله ما بينه وبين العباد ، ولا يعور ما بينه وبين الله إلا أعور الله ما بينه وبين العباد ، ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها.
هذا داود ابن أبي هند يصوم أربعين سنة لا يعلم به أهله .. كان له دكان يأخذ طعامه في الصباح فيتصدق به ، فإذا جاء الغداء أخذ غداءه فتصدق به ، فإذا جاء العشاء تعشى مع أهله ... أربعين سنة وهم لا يدرون بصيامه وكان يقوم الليل أكثر من عشرين سنة ولم تعلم به زوجته ."
وهذه الحكايات بعضها لا يمكن تصديقه كحكاية الأربعين والعشرين سنة لم يدروا بما يفعله
وحدثنا عن تربية النفس على الإخلاص فقال :
"سبحان الله..انظر كيف ربوا أنفسهم على الإخلاص وحملوها على إخفاء الأعمال الصالحة.. فهذه زوجته تضاجعه وينام معها ، ومع ذلك يقوم عشرين سنة أو أكثر ولم تعلم به وبقيامه ..
أي إخفاء للعمل كهذا ! ، وأي إخلاص كهذا !، وأي أسرار كانت بينهم وبين الله !.
فأين بعض المسلمين اليوم ؟! أين بعض المسلمين اليوم الذي يحدث جميع أعماله ، ولربما قام ليلة من الدهر لعلم به الأقارب والجيران والأصدقاء ..
ولو تصدق بصدقة أو أهدى هدية أو تبرع بمال أو xxxx أو غير ذلك لعلمت الأمة في شرقها وغربها.
إني لأعجب من هؤلاء! أهم أكمل إيمانا وأقوى إخلاصا من هؤلاء السلف ، بحيث أن السلف يخفون أعمالهم لضعف إيمانهم وهؤلاء يظهرونها لكمال الإيمان ..
عجبا ثم عجبا ..."
وبعد ذلك أوصى الرجل الناس بالحرص على تربية أنفسهم على الإخلاص وعدم الرياء فقال:
"أوصيك أيها الغالي ..
إذا أردت أن يحبك الله ، وأن تنال رضاه فما عليك إلا بصدقات مخفية لا تعلم شمالك ما أنفقت يمينك فضلا أن يعلمه الناس .
وما عليك إلا بركعات إمامها الخشوع ، وقائدها الإخلاص تركعها في ظلمات الليل بحيث لا يراك إلا الله ، ولا يعلم بك أحد ..
فلما أخفوا أعمالهم أخفى الله لهم من الأجر ما الله به عليم { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }
إن تربية النفس على مثل هذه الأعمال لهو أبعد لها عن الرياء وأكمل لها في الإخلاص.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس