عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-02-2022, 08:12 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,038
إفتراضي

13 - ومنها أن المعصية تورث الذل ولا بد، فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى، قال الله تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعا} أي فليطلبه بطاعة الله، فإنه لا يجدها إلا في طاعة الله
وقال الحسن البصري: إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه وقال عبد الله بن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها
14 - أن المعاصي تفسد العقل، فإن للعقل نورا، والمعصية تطفئ نور العقل ولا بد، وإذا انطفأ نوره ضعف ونقص
15 - أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله (ص)فإنه لعن على معاص، وتعاطي المخدرات أكبر منها فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة، ولهذا كان ابن القيم يسمى الحشيش «اللقمة الملعونة» ومنه اخترت اسم هذه الرسالة
16 - حرمان دعوة رسول الله (ص)ودعوة الملائكة، فإن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات
17 - أنها تطفئ من القلب نار الغيرة التي هي لصلاحه وحياته كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن؛ فالغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة، كما يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد، وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس
18 - ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب، وهو أصل كل خير، وذهابه ذهاب الخير أجمعه
19 - أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب
20 - ومن عقوباتها ما يلقيه الله سبحانه وتعالى من الرعب والخوف في قلب العاصي، فلا تراه إلا خائفا مرعوبا؛ فإن الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبة الدنيا والآخرة، ومن خرج منه أحاطت به المخاوف من كل جانب
21 - أنه توقع الوحشة العظيمة في القلب، فيجد المذنب نفسه مستوحشا، قد وقعت الوحشة بينه وبين ربه، وبين الخلق وبين نفسه، وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة، وأمر العيش عيش المستوحشين الخائفين، وأطيب العيش عيش المستأنسين
22 - ومن عقوباته أن العاصي دائما في أسر شيطانه وسجن شهواته وقيوده وهواه، فهو أسير مسجون مقيد، ولا أسير أسوأ حالا من أسير أسره أعدى عدو له ولا سجن أضيق من سجن الهوى، ولا قيد أصعب من قيد الشهوة
23 - ومن عقوباتها سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله وعند خلقه؛ فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وأقربهم منه منزلة أطوعهم له وعلى قدر طاعة العبد له تكون منزلته عنده، فإن عصاه وخالف أمره سقط من عينه فأسقطه من قلوب عباده
24 - أنها تمحق بركة العمر، وبركة الرزق، وبركة العلم، وبركة العمل، وبركة الطاعة
وبالجملة: تمحق بركة الدين والدنيا، فلا تجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصى الله، وما محقت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق قال الله تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}
25 - ومن عقوباتها أنها تجرئ على العبد من لم يكن يجترئ عليه من أصناف المخلوقات فتجترئ عليه الشياطين بالأذى والإغواء والوسوسة والتخويف والتحزين وإنسائه ما به مصلحته في ذكره ومضرته في نسيانه، فتجترئ عليه الشياطين حتى تؤزه إلى معصية الله أزا، وتجترئ عليه شياطين الإنس بما تقدر عليه من أذاه في غيبته وحضوره، ويجترئ عليه أهله وخدمه وأولاده وجيرانه حتى الحيوان البهيم
26 - ومن عقوباتها أنها تنسي العبد نفسه، وإذا نسي نفسه أهملها وأفسدها وأهلكها قال تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون} فلما نسوا ربهم سبحانه نسيهم وأنساهم أنفسهم، كما قال الله تعالى: {نسوا الله فنسيهم} فعاقب سبحانه من نسيه عقوبتين:إحداهما: أنه سبحانه نسيه، والثانية: أنه أنساه نفسه ونسيانه سبحانه للعبد إهماله وتركه وتخليه عنه وإضاعته"
والآثار التى قالها الرجل هى متكررة يمكن تلخيصها فى شىء واحد وهو أنها تؤدى بصاحبها لارتكاب المعاصى المختلفة ومن ثم دخول النار
والصغير لم يتعرض فى الكتاب لأدلة تحريم المخدرات فى الإسلام مكتفيا بما ذكره من مضار جسمية ونفسية ولا لأسباب انتشارها فى المجتمع وقد يعود ذلك إلى أن البعض قد يرفض الاستماع للمواعظ وهو قد يقتنع بما يقال عن المنافع الدنيوية فقط وكثير من المتعاطين للمخدرات لا يقيمون للإسلام وزنا ومن ثم فهم لن يستمعوا أو يقرئوا لمن يقول الآيات فى التحريم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس