عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-02-2022, 08:12 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,029
إفتراضي


4 - الكوكايين وأملاحه:
الذي يستخرج من شجرة الكوكا التي تزرع في الهند وجاوا وسيلان وأمريكا الجنوبية
صفات الكوكايين وطعمه وأضراره:
هو مسحوق أبيض اللون، ثلجي الشكل، وبلوراته دقيقة لامعة مرة الطعم، لا رائحة لها، تذوب إذا فركت بين الأصابع وإذا وضعت على طرف اللسان شعر المتذوق بطعم مر يعقبه خدر في ذلك الموضع
وهي مادة مخدرة سامة قاتلة، ومقدار منها يتراوح ما بين واحد سنتجرام إلى نصف جرام؛ وذلك حسب قوة تحمل الشخص وعمره وطريقة استعماله وإدخاله إلى الجسم
استعمالاته:
المتعاطون في ذلك أصناف وأنواع:
فمنهم: من يتعاطاه حقنا في الوريد، أو تحت الجلد، مما يسبب فيه بقعا زرقاء شبيهة بالكدمات ناهيك عن القروح الجلدية التي قد تتحول إلى أمراض سرطانية نتيجة للحقن المستمر
ومنهم: من يتعاطاه نشوقا عن طريق الأنف، الأمر الذي ينتج إصابة أغشية الأنف المخاطية بالبثور والقروح التي يصعب علاجها
ومنهم: من يتعاطاه مع المشروبات الكحولية لتخفيف أثره المنبه فلا يشرعون بتأثير الكحول المسكر والمثبط، فيكثرون منه فتصبح البلوى مضاعفة الكحول الذي يفتك بالكبد والكوكايين الذي يتلف الخلايا العصبية
يتضمن التأثير المنبه للكوكايين التهيج، وكثرة الكلام، والثقة بالنفس، والاطمئنان، وعدم الشعور بالتعب، والنعاس مع الشعور بالنشوة واليقظة الجنسية، وقوة العضلات، واتساع بؤبؤ العين، وزيادة النبض، وارتفاع بسيط في درجة الحرارة، وارتفاع ضغط الدم، وتعقب فترة النشاط عادة فترة هبوط تكون مصحوبة عند زيادة الجرعة بهبوط في التنفس، والبرود، وتصبب العرق، واضطراب في الكبد والرئتين والكلى، وهبوط في القلب قد يؤدي إلى الوفاة
ولعل من أبرز أخطاره فقدان المناعة الذاتية لدى تعاطيه عن طريق الحقن الوريدية، هذا وقد يؤدي استعماله إلى هذيان حاد مع تقلبات مزاجية، وأرق شديد، وكثرة الحركة، واضطرابات في الحواس تتمثل في شعور المريض بأجسام غريبة كالديدان والناموس تمشي تحت جلده أو شعوره بقوة عضلية خارقة قد تدفعه إلى ارتكاب الجرائم
الحشيش:
وجميع مستحضراته ومشتقاته بأي اسم يعرض به واسمه العلمي: كانابيس ساتيفا وله أسماء مختلفة:
يانج - جاجاني في الهند
- أجا - في جنوب أفريقيا
ماريجوانا - ماريونا - في أمريكا وعموما له عشرات الأسماء"
وقد حدثنا الرجل عن أثر المخدرات الأولى وهو الشعور الكاذب بالنشوة والسعادة فقال:
"شعور كاذب ونشوة وقتية:
يقول المتعاطون للمخدرات: إن المرء بعد أخذه جرعة من المخدر يشعر بنشوة وسعادة غامرة؛ ناسين أو متناسين أن تلك السعادة لا تدوم سوى لحظات معدودة، وبعدها يعود إلى الضعف والخور، ومن ثم يحاول معاودة الكرة؛ وذلك بتكرار جرعات مضاعفة للحصول على نشاط آخر أو نشوة أخرى، وهكذا حتى يحصل التسمم الذي قد يودي بحياته بين آونة وأخرى"
وأما الآثار التالية نتيجة تكرار التعاطى وهو ما يسمى الإدمان فهى أضرار جسمية ونفسية حدثنا الصغير عنها فقال :
"إدمان الحشيش وغيره من المخدرات يؤدي إلى الأعراض العضوية الآتية:
1 - فقدان السيطرة على حركات الأيدي والأرجل، وسر ذلك أن هناك إشارات تصل من الأطراف إلى المخ، ومن المخ إشارات تصل إلى الأطراف لتنظم حركاتها
والذي يحدث فعلا في حالة المدمن أن الإشارات لا تصل للمخ، أو تصل إليه بطريقة غير صحيحة، وهكذا يفقد المخ السيطرة على حركة الأطراف وتكون النتيجة إيقاع المدمن بالضرر لنفسه بارتكاب حوادث سببها عدم دقة الحركة
2 - انعدام قدرة المدمن على التركيز في التفكير، كما أن حكمه على المكان والزمان يصبح خاطئا
3 - ازدياد حساسية المدمن لكثير من الأصوات بل ويصاب بكثير من التخيلات
فضلا على الآثار النفسية التي تتلخص في:
أ- الإصابة وقتيا بمركب العظمة وزيادة الثقة في النفس، مما يؤدي إلى انعدام الشعور بالذنب بعد ارتكاب الأخطاء، وينتهي الأمر بعدم انسجام المدمن مع المجتمع الذي يعيش فيه
ب- يصاب بعض المدمنين بأمراض مختلفة مثل الهلوسة والخوف من أتفه الأسباب وتغيير المبادئ والأفكار
جـ- وكثيرا ما يفتقد المدمن الثقة بنفسه ويبلغ به القلق عن عجزه الجنسي حدا يجعله عاجزا عن اتخاذ أي قرار ويملؤه اليأس الذي يعقبه الاكتئاب النفسي الذي يؤدي غالبا إلى الانتحار
د- يؤدي التعاطي المزمن للحشيش إلى زيادة في نبضات القلب، وانقباض في الصدر، وسرعة في النبض، وصداع في الرأس، وتقلص في العضلات، وبرودة في الأطراف، وتقلصات حشوية، وجفاف في الحلق، وتخثر في إفرازات الفم والحلق، وانخفاض في ضغط الدم، وعطش شديد، وضعف في التوازن الحركي والجسمي، ودوي في ألأذن، واحمرار في العيون، وهزال في الجسم، واسوداد في الوجه
ويظهر لدى متعاطي الحشيش اضطرابات في الجهاز الهضمي تؤدي إلى سوء الهضم، وفقدان الشهية والإسهال، أو الإمساك، فضلا عن ضعف وتقلص المعدة وانقباضها، الأمر الذي قد يؤدي إلى شلل في حركتها
وقد تبين أن تعاطي الحشيش بكميات متوسطة، يكون كافيا لكي يحدث خمولا في مراكز المخ العصبية المتعلقة بالحواس الخمس، ومناطق الحس بالمخ، وخاصة ما يتعلق منها بالزمن والمسافات، الأمر الذي يجعل متعاطي الحشيش مبالغا في تقديره للوقت الذي استنفذه وللمسافة التي قطعها، أما تعاطي الحشيش بكميات كبيرة، فيسبب الهلوسة، والإسهال، والرجفة، والاكتئاب، والقلق، وطنين الأذن، وتدهور الحالة الصحية، وفقدان الشهية وجدير بالذكر أن تعاطي الحشيش يؤدي إلى ضعف القدرة الجنسية، وأن ما يشعر به متعاطي المخدر من متعة ما هو إلا وليد التخيلات التي يمر بها أثناء حالة الهلوسة التي يكون عليها"
قطعا لا يخفى على أحد أن الإدمان يتسبب فى مضار كثيرة جدا ليس على مستوى المتعاطين وحدهم ولكن على مستوى المتصلين بالمتعاطين اجتماعيا وحتى أحيانا تكون الآثار على أناس لا علاقة لهم بالمتعاطى كمن يسرقهم أو يغتصبهم أو يقتلهم او يجرحهم
وحدثنا عن الآثار السيئة للتعاطى فى الدنيا والآخرة فقال :
"أخي الطالب وقانا الله وإياك من هذه الآفات المهلكة - وهل بعد ذلك دليل على أن تعاطي هذه المهلكات يعد معصية من كبائر الذنوب وللمعصية من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله تعالى ألخص لكم بعضا من ذلك:
1 - حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور
2 - حرمان الرزق وفي المسند «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه»
3 - وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله تعالى، لا توازنها ولا تقارنها لذة أصلا، ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة، فلو لم تترك الذنوب إلا حذرا من وقوع تلك الوحشة، لكان العاقل حريا بتركها
4 - ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم المدلهم، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره؛ فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته، حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر
5 - أن المعاصي توهن القلب والبدن، أما وهنها للقلب فأمر ظاهر، بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية وأما وهنها للبدن فإن المؤمن قوته في قلبه، وكلما قوي قلبه قوي بدنه وأما الفاجر فإنه - وإن كان قوي البدن - فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوته أحوج ما يكون إلى نفسه
6 - حرمان الطاعة، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يصد عن طاعة تكون بدله وتقطع طريق طاعة أخرى، فيقطع عليه الذنب طريقا ثالثة، ثم رابعة وهلم جرا، فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة، وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات خير منها، والله المستعان
7 - ومنها أن المعاصي تقصر العمر وتمحق البركة ولا بد، فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر
8 - أن المعاصي تزرع أمثالها، ويولد بعضها بعضا، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها، كما قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها
9 - أنها تضعف القلب عن إرادته، فتقوى إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا، إلى أن تنسلخ عن قلبه إرادة التوبة بالكلية فلو مات نصفه لما تاب إلى الله
10 - ومنها أنه ينسلخ من القلب استقباحها، فتصير له عادة، فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له، ولا كلامهم فيه، وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتك وتمام اللذة، حتى يفتخر أحدهم بالمعصية، ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها
11 - أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، كما قال الله تعالى: {ومن يهن الله فما له من مكرم}
12 - إن العبد لا يزال يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه وذلك علامة الهلاك؛ فإن الذنب كلما صغر في عين العبد عظم في عين الله
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس