عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-02-2022, 08:10 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,029
إفتراضي قراءة فى كتاب اللقمة الملعونة

قراءة فى كتاب اللقمة الملعونة
المؤلف سليمان بن محمد الصغير والكتاب يدور عن اللقمة الملعونة والتى يقصد بها تعاطى المخدرات وفى المقدمة يخاطب الشباب مع أن الكل كبير وصغير وشاب قد يواجه تلك المشكلة فيقول:
"بني الحبيب! أخي أيها الطالب النجيب أيها الشاب اليافع: أكتب لك خلاصة عمر وعصارة فكر وتجربة حياة فقد كنا شبابا وطلابا مثلك تماما، كل ما تفكر فيه وتشعر به من أحاسيس وعواطف، وما تمر به من مواقف وظروف في هذه الحياة قد مر بها من هو أكبر منك، وسيمر بها من هو أصغر منك هكذا سنة الحياة الكل يعاني من ظروف ومشاكل وهي تتشابه لدى جميع الناس على درجات مختلفة
سأضرب لكم مثالا والأمثلة كثيرة، فأنت إذا لم تستطع أن تمتلك سيارة إما لظروف والدك أو ظروفك أو لأي سبب آخر ما موقفك، ورغبتك لامتلاك السيارة غلبت على تفكيرك وعقلك؟ ماذا تفعل؟! هل تسرق لتشتري سيارة؟! أو تصاحب أصدقاء غير أسوياء معهم سيارات وتغيب عن أهلك فترات طويلة كي يتفضل عليك أحدهم بقيادة سيارته؟! هل تستمر مقطب الجبين محزنا والديك بتضايقك وحدة مزاجك وسوء تعاملك وعدم تعاونك؟! ماذا تفعل وزميلك فلان أصغر منك يأتي للمدرسة وحده بسيارته الخاصة؟!
تأمل وأنت تقرأ هذه الأسطر التي أكتبها إليك وأنا أرى مخرجا لمشكلتك لا تراه أنت
إن مثل هذه المشكلة في نظرك أو أي مشكلة أخرى قد أوقعت شبابا في عمر الزهور في مهلكة أشد من تلك النار فإن أعظم ما تفعله النار تحرقك فتموت إنها مهلكة المخدرات تلكم الغول الوحشي قلما نجا من وقع في شركها"
وتحدث عن أن بداية المشكلة هى موقف أليم يحاول الشاب مواجهته فيخرج عليه رفيق سوء يزين له أن الطريق هو تعاطى المخدر لنسيان الموقف فقال :
"إنها تبدأ عادة نتيجة لأدني موقف يمر به الشاب فيلتقطه رفيق سوء بحبة أو شمة أو حقنة أو نفخة آثمة، يصور رفيق السوء أنها تساعده على الهروب من الواقع الأليم ويوهمه بأنها الطريق لحل مشكلته أو مشكلاته لكن الواقع أنها تعقد المشكلة وتسد أبواب حلها، وتزيده مرارة وحرقة وكآبة حتى تدهور قدرته على مواجهة الواقع ومشكلاته! وتعمل على تدمير علاقته بالآخرين، حيث يفقد كل صديق أو قريب فلا يتعاطف معه أحد ولا يصدقه أحد ولا يهتم أحد بمساعدته بل إن المجتمع كله يرفضه وينبذه وبالتالي يفقد ذاته وأهله وأصدقائه بل ومستقبله، وتكون حياة البهائم والحشرات أرقى من حياته وأفضل، فهي تهنأ بلقمتها وإشباع غرائزها بينما المتعاطي لا يهنأ بشيء، فقد فقد كل شيء"
وقطعا مشاكل المخدرات لا تبدأ مع الكل بسبب الموقف الأليم فقد تحدث بسبب موقف سعيد كالدخول على الزوجة وقد تحدث من باب إثبات الرجولة وقد تحدث كحيلة لاغتصاب أنثى أو رجل فالبدايات كثيرة ثم حذر الصغير الشباب من تعاطى المخدرات فقال :
"نعم هذه هي الحقيقة المؤلمة أيها الطالب الحبيب عليك أن تحذر أشد الحذر! فقد استفحل خطر المخدرات وتنوعت طرق استخدامها، فربما وقع بعض الأبرياء فريسة وهو لا يدري نتيجة غفلة من عقله والمؤمن يجب أن يكون فطنا "
"ثم استعرض الرجل العلامات التى تبين تعاطى الفرد للمخدرات فقال:
سأعرض لك تعريفا مبسطا بأشهر أنواع هذه الآفات وتأثيراتها، وقبل ذلك ينبغي أن تعلم أن اكتشاف وتعاطي المخدرات يتطلب يقظة وحذرا شديدين، حيث ينتشر هذا الداء وسط بعض الشلل، لذلك فإن الانتباه لأبسط التغيرات في العادات والسلوك والتصرفات وردود الأفعال خير مؤشر ودليل يثير الانتباه لشبهة التعاطي، مثل تغيير أوقات وعدد ساعات النوم واضطراب الشهية للأكل، وإهمال الواجبات الدينية والاجتماعية والدراسية، وتغيير شلة الأصحاب، وتعكر الحالة المزاجية من حين لآخر دون سبب ظاهر، وزيادة النشاط والحركة أحيانا وقلتها وخمودها أحيانا أخرى، والانزواء بعيدا عن أفراد الأسرى فترات طويلة أو كثرة الخروج والتغيب عن المنزل، والشحوب، وفقدان الوزن دون وجود مرض ظاهر، وإهمال المظهر العام في بعض الأحيان، وكثرة الإنفاق وإهدار المال، والمطالبة بالمزيد دون إبداء أسباب واضحة لذلك"
وهذه السلوكيات بالقطع تدل على تعاطى المخدرات كما تدل على مشكلات أخرى كالمرض أو حب القراءة أو التفكير فى حل مشاكل العالم
واستعرض الصغير أشهر المخدرات الرائجة فى عالمنا فقال :
"كل هذه تعد من المؤشرات العامة التي تثير الشكوك حول احتمال تعاطي المخدرات وهي وإن كانت غير دقيقة لكنها مؤشر يتطلب الحذر والانتباه
1 - الحبوب المنبهة:
حبوب الكبتاجون (أو الأبيض) هي من المواد المنشطة جسديا أو مزاجيا لوجود مادة الأمفيتامين، لما تحدثه من تحفيز مباشر لخلايا ومراكز المخ، مما يؤدي لحاجة من الاستنفار والتيقظ والانتباه، فتقل الرغبة للنوم والأكل فيصبح الشخص قادرا على البقاء مستيقظا ساعات طويلة وقادرا على الاستمرار في العمل دون كلل أو شعور بالتعب، الاستمرار في تعاطي هذه الحبوب يؤدي إلى نتيجة عكسية؛ إذ تحدث حالة من التوتر والقلق والخوف وعدم القدرة على التركيز مع ظهور بعض الشكوك والظنون والهلاوس، كما أن فترة النشاط المذكورة تزول بزوال الأثر الكيميائي لمدة الأمفيتامين بعد ساعات قليلة، بعدها يعود الفرد في حالة خمول وإنهاك عام مع اعتلال المزاج والشعور بالكآبة والإحباط، لذلك يضطر الشخص لمعاودة التعاطي مرة أخرى، وهكذا تدريجيا يصبح الطالب مدمنا يفقد صحته الجسدية والنفسية والعقلية ويفقد مستقبله الدراسي والمهني والاجتماعي
2 - الأفيون:
الخام والطبي ومستحضراتهما التي تكون نسبة المورفين فيهما اثنين من الألف فما فوق يتعلق المدمنون عادة بالأفيون بسبب قدرته على تخفيف انفعالاتهم نحو المثيرات الخارجية سواء كانت جسدية أو نفسية، مثل الشعور بالخوف، والاكتئاب، ويبدو الشخص الواقع تحت تأثيرها لا مباليا، وشبه نائم، ولعل هذا الشعور يجعل المعتمد يصر على تعاطيه، بالرغم من ارتفاع ثمنه، ومن درايته بالأخطار المترتبة على ذلك وحين لا يتوفر لدى المدمن الكمية المطلوبة لإشباع حاجته إليه فإنه يعاني من آلام حادة، وتضمر عنده العضلات، كما تضعف الذاكرة، وتضعف الشهية، وتحدث أعراض مرضية في الكبد كانحلال خلاياه، وتلفها، وزيادة نسبة السكر فيها، والتشحم الدهني حول المجموعة البوابية
وتختلف الأعراض التي يخلفها تناول الأفيون على المتعاطي تبعا لنوع الأفيون المتعاطى، وطريقة تحضيره، وكميته وطريقة تعاطيه، وشخصية المتعاطي وحالته الصحية، والاجتماعية والمادية، ودرجة إدمانه
ويمكن القول بأن أبرز الآثار الجسمية لتعاطي الأفيون: ظهور أمراض جلدية، والتهابات خارجية، وبعض الحالات التسممية التي يكون من أعراضها ضيق حدقة العين، وعدم التأثر بالضوء، وضعف التنفس وخموله، وأحيانا الإغماء، مع ارتفاع متزايد في الضغط بالمجاري الصفراوية، وانخفاض في درجة الحرارة، وتعرق الوجه وزرقته، وضعف الشهوة الجنسية، وضعف قدرة الكلى على القيام بعملها، ونقص الإفرازات والعصارة المعدية، والمعوية، وانحطاط الجهاز العصبي المركزي، واحتقان أو زيادة في خلايا أوعية الدماغ
أما من الناحية الشخصية فيتسم مدمن الأفيون بالعصبية والحساسية المفرطة، والتوتر والانفعال وانخفاض مستوى الأداء، وضعف القدرة على التكيف الاجتماعي، والميل نحو ارتكاب بعض الجرائم كالنصب، والاحتيال، والسرقة، إذا ما حالت ظروفه دون الحصول على المخدر
3 - المورفين والهيروين:
وأشباه القلويات الأخرى للأفيون وجميع أملاح هذه الجواهر، يتم تعاطي الهيروين بعدة طرق منها:
الاستنشاق عن طريق الأنف، والتناول بالفم بعد إذابتها بالماء، والحقن الوريدية أو الحقن تحت الجلد يقوم بعض المدمنين على الهيروين بحقنه (أي الهيروين) بالوريد أو تحت الجلد بعد تبخيره في ملعقة على لهب عود ثقاب، وإذابته بقليل من الماء، أو مزجه ببعض الأمفيتامينات، أو الهيستامين للحصول على الحالة العظمى للنشوة هذا ومن الجدير بالذكر أن المدمنين عل الهيروين يجددون الحقنة كل (2 - 3) ساعات
فإذا لم يتوفر المخدر، تبدأ أعراض الامتناع بالظهور، وأبرزها سيلان الأنف، ومغص في المعدة وآلام بها، وتوسع بؤبؤ العين، والقشعريرة
ورغم ما يشعر به متعاطي الهيروين من نشوة واسترخاء في بداية تعاطيه له، إلا أنه سرعان ما تتغير هذه الأحوال فيصاب بالإعياء، والإرهاق، وبالعديد من الأعراض الأخرى الخطيرة، والتي منها الضعف الجسمي بشكل عام، وفقدان الشهية والأرق، وقلة النوم مع الإحساس بالقشعريرة في الجلد
ويترتب على انقطاع المتعاطي لهذا المخدر، بالإضافة إلى الإعياء الجسمي الشديد الذي ينتابه، الإصابة بآلام في الظهر، والمعدة والحمى، والغثيان وتصلب العضلات، والتشنج، وكثرة إفرازات العرق
ويعد الهيروين من أخطر المخدرات بسبب تأثيره الكيمائي على الجهاز العصبي حيث تغدو الخلايا العصبية بحاجة دائمة له كي تبقى مستقرة كما أن أعراض الانقطاع عنه مؤلمة إلى الحد الذي يجعل المدمن على استعداد لأن يرتكب جريمة مقابل الحصول عليه
وجدير بالذكر أن الهيروين سريع التأثير في المتعاطي مقارنة بباقي الأفيونات، وأن المعتمدين عليه لا يستطيعون العودة إلى الأفيون مطلقا، كما أن تناول (20) ملليغرام منه دفعة واحدة يعد أمرا خطيرا
يؤدي تناول الهيروين إلى الاعتماد الجسدي، إذ تظهر أعراض جسدية لدى الانقطاع المفاجئ عن تناوله مثل فقدان الشهية، والانفعال، وسرعة التنفس، وضعف العضلات، والتقيؤ، والإسهال الشديد، وتصبب العرق، كما يؤدي تناول الهيروين إلى الاعتماد النفسي الذي يبتدئ على صورة إلحاح في الاستمرار بتناوله للحفاظ على المستوى المنشود من التأثير
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس