عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-01-2022, 08:06 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,843
إفتراضي

وحديث الوالد أوسك أبواب الجنة علامة الوضع فيه ظاهرة لعدم ذكر الأم فيه وكذلك لأن أبواب الجنة لا تخص أعمالا وإنما أبواب الجنة للدخول منها بالعمل الصالح ككل كما قال تعالى:
"وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
وناقض العمران نفسه بعدم طلاق الزوجة فقال:
"ولكن ليس كل والد يأمر ابنه بطلاق زوجته تجب طاعته؛ فإن رجلا سأل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، قال: إن أبي يقول: طلق امرأتك، فأنا أحبها، قال: لا تطلقها، قال: أليس النبي (ص)قد أمر ابن عمر أن يطلق زوجته لما أمره عمر، فقال له الإمام أحمد: وهل أبوك عمر؟! لأن عمر نعلم علم اليقين أنه لن يأمر عبد الله بطلاق زوجته إلا لسبب شرعي، وقد يكون ابن عمر لم يعلمه؛ لأنه من المستحيل أن عمر يأمر ابنه بطلاق زوجته ليفرق بينه وبين زوجته بدون سبب شرعي [«شرح رياض الصالحين» لابن عثيمين]"
وفى الوقفة السابعة بين العمران أن بر الوالدين كان موجودا فى الرسالات السابقة فقال:
"الوقفة السابعة: بر الوالدين ليس خاص بهذه الأمة فقط:
فقد أمر الله عيسى ابن مريم - عليه السلام - ببر والدته كما أمره بباقي العبادات قال تعالى: {وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا * وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا}
لذلك يقول بعض السلف: لا تجد أحدا عاقا لوالديه إلا وجدته جبارا شقيا
وقد وصف الله سبحانه وتعالى يحيى - عليه السلام - بأنه كان مطيعا لوالديه وبارا بهما قال تعالى: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا * وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا}
وقال تعالى: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا} "

وكلامه صحيح وفى الوقفة الثامنة أتى بكون الجنة تحت رجل الأم فقال:
الوقفة الثامنة: «الزم رجلها فثم الجنة»:
بر الوالدة مقدم على بر الوالد لصعوبة الحمل، ثم الوضع، ثم الرضاع، مع مشاركتها للأب في التربية، وقد أمر الله تعالى ببر الوالدين عموما وخصصها هي للمجهود الذي بذلته من قبل قال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين}
وقد جاء رجل إلى رسول الله (ص)فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أبوك»
[البخاري ومسلم]
فهي التي «حملتك في بطنها تسعة أشهر، تزيدها بنموك ضعفا، وتحملها فوق طاقتها عناء، وهي الضعيفة الجسم، الواهنة القوة ثم أخرجتك، فيئست في خروجك من حياتها، فلما بصرت بك إلى جانبها نسيت آلامها، وعلقت فيك آمالها، ورأت فيك بهجة الحياة وزينتها، ثم انصرفت إلى خدمتك ليلها ونهارها، تغذيك بصحتها وتنميك بهزالها، وتقويك بضعفها، تخاف عليك رقة النسيم وطنين الذباب، وتؤثرك على نفسها بالغذاء والراحة فلما تم فصالك في عامين وبدأت بالمشي، أخذت تحيطك بعنايتها، وتتبعك نظراتها، وتسعى وراءك خوفا عليك، وبقيت ترعاك وتحنو عليك حتى آخر لحظاتها من الدنيا ومن هنا قدمها الله تعالى في الطاعة على أبيك، ووصاك بها رسول الله (ص)بأكثر مما وصى بأبيك» [«بر الوالدين» لعبد الرؤوف الحناوي]
وفي الحديث الحسن عن طلحة بن معاوية السلمي قال: أتيت النبي (ص)فقلت: يا رسول الله، إني أريد الجهاد في سبيل الله قال: «أمك حية؟» قلت: نعم قال النبي (ص)«الزم رجلها فثم الجنة» [صحيح الترغيب والترهيب]"

والحديث الأخير به خطأ وهو كون الجنة فى الأرض تحت قدمى الأم فى الجنة الموعودة فى السماء كما قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
وقال :
" عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"
وأما تقديم الأم على الأب فى البر فأمر ليس سليم فالأمر حسب الظروف فالأب المريض مقدم على الأم السليمة والعكس
وفى الوقفة التالية تعرض لكون مال الولد للوالد فقال :
"الوقفة التاسعة: «أنت ومالك لأبيك»:
بر الأب يلي بر الأم مباشرة وذلك جزاء لما قدم لولده، من معروف وبذل وتضحية فعن جابر بن عبد الله أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي مالا وولدا، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي فقال رسول الله (ص)«أنت ومالك لأبيك» [صحيح الجامع]
وعن عائشة أن رسول الله (ص)قال: «إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وأن أولادكم من كسبكم» [صحيح الجامع]
وعن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي (ص)يستعدي على والده، قال: إنه أخذ مالي فقال له رسول الله (ص)«أما علمت أنك ومالك من كسب أبيك؟!» [سلسلة الأحاديث الصحيحة]وقد انتشر في هذا الزمان عقوق الآباء، فترى الشاب بارا بصديقه عاقا لوالده الذي رباه وتعب عليه"
ونلاحظ أن روايات المال متناقضة فمرة " أنت ومالك لأبيك" ومرة "أنك ومالك من كسب أبيك"

فالرواية ألأولى تعنى ملكية الأب للولد وماله والثانية تعنى أن الولد والمال هما عمل الأب وليس ملكه
والوالد لا يملك ولده ولا ماله لأنه لو ملكه ما قدر على أن يغير دينه وإنما الله أوجب نفقة الوالدين الكبار على الولد فقال :
""يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين"
وفى الوقفة التالية تحدث مصاحبة الوالدين بالمعروف فقال:
"الوقفة العاشرة: {وصاحبهما في الدنيا معروفا}:
لا يمنع كون الوالدين مشركين من الإحسان لهما ومصاحبتهما بالمعروف لقوله تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون} [لقمان]
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: قدمت علي أمي، وهي مشركة في عهد رسول الله (ص)، فاستفتيت رسول الله (ص)قلت: قدمت علي أمي، وهي راغبة، أفاصل أمي؟ قال: «نعم صلي أمك»هذا إن كانا مشركين، فإن كانا مسلمين عاصيين فمن باب أولى"

ذكر الله الوالدين فى كتابه بلا تعريف دينهما ومن صم أصبح برهما واجب إلا أن يكونا مقاتلين لدين الله فساعتها لا بر وإنما عداوة كما قال تعالى:
"لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم"
وتحدث فى الوقفة الأخيرة عن بر الوالدين بعد الموت فقال :
"الوقفة الحادية عشر: بر الوالدين بعد موتهما:
ويكون بعدة أمور منها:
1 - الدعاء لهما: لقول الرسول (ص)«إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث أشياء، إلا من: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [رواه مسلم]
2 - الوفاء بنذرهما: لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله (ص)فقال: إن أمي ماتت وعليها نذر فقال: «اقضه عنها» [البخاري ومسلم]
3 - الصدقة عنهما: لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها، فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت، وأنا غائب عنها، فهل ينفعها إن تصدقت بشيء عنها؟ قال: «نعم» قال: فإني أشهدك أن حائط المخراف صدقة عليها [رواه البخاري]
4 - الاستغفار لهما: قال رسول الله (ص)«إن الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول: أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك» [صحيح الجامع]
5 - صلة أصدقاء الأب: لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله (ص)«إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي» [رواه مسلم]"
والأحاديث التى تتحدث عن العمل لهما كلها خاطئة لأن العمل ثوابه أو عقابه لصاحبه كما قال تعالى:
"وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"
وقال :
" ولا تزر وزارة وزر أخرى"
واما حكاية رفع الدرجة بالاستغفار فلا تصح لأن الجنة درجتين فقط فلو استغفر للوالدين عشر مرات فمن أين ستأتى الثمانى درجات ؟وفى كونهما درجتين واحدة للمجاهدين وواحدة للقاعدين قال تعالى:
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ثم حدثنا عن فوائد بر الوالدين فقال:
"ثمار بر الوالدين:
1 - طاعة الله سبحانه وتعالى فيما أمر وأوصى
قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}
2 - الحصول على رضا الرب تبارك وتعالى؛ لقول الرسول (ص)«رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما» [صحيح الجامع]
3 - طاعة الرسول (ص)« ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه » [أخرجه الحاكم]

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس