عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-01-2022, 10:07 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,031
إفتراضي قراءة فى كتاب إغاثة الملهوف

قراءة فى كتاب إغاثة الملهوف
المؤلف أزهري أحمد محمود وهو يدور حول إغاثة الملهوفين عبر مساعدتهم وقت الحاجة والمساعد له ثواب عظيم وفى هذا قال :
"وبعد:
أخي المسلم: إن للمكارم أبوابا لا يلجها إلا أولئك الموفقون .. الذين فعل المحاسن عندهم ألذ من الماء البارد! وعكس هؤلاء؛ أولئك الذين فعل المكارم عندهم؛ كنقل جبل من مكانه!!
فهنيئا لأولئك الذين ارتفعت هممهم .. حتى غدا فعل الجميل عندهم من أكبر الأشغال! فاكتسبوا بذلك رضا الله تعالى، وحسن الخلق ..
فيا طالب الخيرات .. ويا ملتمس المنازل الساميات .. هلا وقفت معي عبر هذه الصفحات عند هذا الخلق الفريد؟!
إنه: (إغاثة المهلوف) و (إنعاش المكروب) و (إغاثة أهل الحاجات)."

وتحدث أزهرى عن اختلاف الناس فى مقادير الرزق التى يحصلون عليها وأن هناك من يحصلون على قدر ضئيل لا يكفيهم فقال :
"** الفرصة الغالية! **
أخي المسلم: ما إن يطلع فجر اليوم الجديد حتى تجتمع تلك الأفكار: كيف سيكون رزق هذا اليوم؟!
ما هو نصيبي في يومي هذا؟!
لا شك أن الناس يتفاوتون في تحصيل أرزاقهم .. فبينما تجد هذا يكدح، ويكد يومه كله؛ فتجده لا يحصل إلا ما يسد رمقه!
وتجد آخر: قليل الكد، ومع هذا يفيض ما يجده عن حاجته بقليل ..
ونجد آخر: ساكنا .. لا يكد، ولا يسيل له عرق؛ ومع هذا تجده غارقا في الرزق الوفير! فسبحان الله مقسم الأرزاق!
فكم له من حكمة في ذلك؛ لا يدرك حقيقتها هذا الإنسان .. الضعيف .. العجول "

فى دول العدل دولة الله لا يوجد ملهوف مالى لأن الرزق يكون حسب توزيع الله لا توزيع الناس كما هو الحال فى عصرنا كما قال تعالى:
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
وساعتها إما أن يكون الكل مكفى حاجته أو الكل ملهوفين وعليهم الصبر واحتمال الجوع والخوف ونقص الأنفس والثمرات كما قال تعالى:
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
وحدثنا أزهرى عن وجود أناس يسدون حاجة الملهوف وهم من سماهم قضاة حوائج الناس فقال:
"أخي المسلم: تصور نفسك محتاجا .. ضعيفا .. مهموما .. فأتاك من سد حاجتك، وأذهب ضعفك، وأدخل السرور في قلبك؛ فقل لي: كيف ستكون منزلته عندك؟!
جواب يعرفه كل عاقل!
أخي المسلم: أولئك هم الذين أسعدهم الله تعالى بقضاء حاجات العباد .. وإغاثة ملهوفهم .. والإحسان إلى ضعيفهم ..
فما أغلاها من فرصة .. وما أعلاها من درجة .. وما أسعدهم ببشارة نبيهم (ص) «أحب الأعمال إلى الله عز وجل؛ سرور تدخلهعلى مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعا، أو تقضي عنه دينا». [رواه أبو الشيخ في الثواب/ صحيح الترغيب للألباني: 955]."

الرواية لا تصح والخطأ فيها كون أفضل الأعمال السرور الداخل على نفس المسلم وهو ما يخالف كون الجهاد أفضل الأعمال كما قال تعالى:
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ونقل الرجل من بطون الكتب الأقوال التالية:
"وما أروع الحسن البصري رحمه الله، يوم أن قال: (لأن أقضى حاجة لأخي أحب إلي من عبادة سنة!).
ولم أر كالمعروف أما مذاقه ... فحلو وأما وجهه فجميل
وقال جعفر الصادق: (إن الله خلق خلقا من رحمته برحمته لرحمته؛ وهم الذين يقضون حوائج الناس، فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن)."

ولا يوجد شىء خلقه الله اسمه من يقضون حوائج الناس فكلنا محتاجون لبعضنا البعض ومن ثم كلنا يكمل نقص عند الأخر وهو ما قاله الشاعر :
الناس للناس من بدو وحاضرة وإن لم يشعروا خدم
فالمحتاج قد ينقذ الغنى من وقوعه فى مأزق كجرحه بالتبرع له بدمه أو يخرجه من بئر سقط فيها

ويعبر الرجل تعبيرا غريبا وهو أن الأمة فيها صالحين وطالحين مع أن أمة المسلمين لا يمكن أن يوجد فيها طالح أو فاجر فيقول:
"أخي المسلم: لقد كان الصالحون من هذه الأمة؛ إذا وجدوا فرصة لنفع الخلق، وإغاثة ملهوفهم؛ فرحوا بذلك فرحا شديدا .. وعدوا ذلك من أفضل أيامهم!
فلله درهم! كم شيدوا من مكارم .. وكم بذلوا من معروف ..
* كان سفيان الثوري ينشرح إذا رأى سائلا على بابه! ويقول: (مرحبا بمن جاء يغسل ذنوبي!).
* وكان الفضيل بن عياض يقول: (نعم السائلون، يحملون أزوادنا إلى الآخرة بغير أجرة! حتى يضعوها في الميزان)."

ويطالب أزهرى القارىء أن يفكر فى حاجة غيره فيقول :
"أخي المسلم: كيف تجد قلبك إذا سألك سائل .. أو قرع بابك ملهوف؟!
ثم أخي هل فكرت يومأ وأنت تتناول غداءك .. أو تشرب ماء باردا .. أو تتقلب في وثير فراشك .. هل فكرت - أصلحك الله - في جوعى لا يجدون غذاء مثل غذائك؟! أو ظمأى لا يجدون ماء باردا مثل مائك؟! أو مشردين لا يجدون فراشا وثيرا مثل فراشك؟!
فكم من عبد بسط الله له في رزقه .. ولكن المسكين نسي جوع الجائعين .. وآلام المشردين .. وجزع الثكالى المحرومين .. وأنين الضعفاء المضرورين .. وبكاء اليتامى الخائفين ..
اقض الحوائج ما استطعت ... وكن لهم أخيك فارج
فلخير أيام الفتى ... يوم قضى فيه الحوائج"

هذا الكلام هو موجه لمجتمعاتنا التى لا تحكم بحكم الله وأما فى دولة المسلمين فكما قلت إما أن يكون الكل محتاج وإما أن يكون الكل ليس محتاجا
وتحدث عما يعمل من يريد الأمن فى القيامة فقال:
"** إلى من أراد الأمن غدا!! **
أخي المسلم: هل تدري منزلة أولئك الذين يعينون الضعفاء غدا؟!
هل تدري ما وعدهم الله تعالى على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -؟! فلتستمع إلى هذه البشارة!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ... » [رواه مسلم].
أخي المسلم: أرأيت إلى تلك البشارات المتتالية؟!
فما أحوجك غدا إلى تفريج الكربات!
وما أحوجك غدا إلى الأمن من الفزع الأكبر!
يوم لا ظل فيه إلا ما قدمته في دنياك من صالح الأعمال!
يوم لا أمن فيه؛ إلا لمن أمنه الله تعالى!
يوم يفر المرء فيه من أهله وعشيرته!
يوم لا ينفع فيه مال ولا جاه!
في ذلك اليوم ترى أهل البر والإحسان، في ظل ظليل .. وأمن .. وحبور ..
فما أسعدهم من بين أهل الموقف .. وما أربح سعيهم في ذلك اليوم!

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سره أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ فلييسر على معسر، أو ليضع عنه» [رواه الطبراني في الكبير/ صحيح الترغيب للألباني: 912].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام» [رواه ابن حبان/ صحيح الترغيب للألباني: 618]."

والحديث الأخير لا يصح والخطأ أن رؤية من الداخل لمن فى الخارج ورؤية من الخارج لمن فى الداخل يتنافى مع حرمة رؤية الجماع وما يجرى فى داخل البيت
ويعظ الرجل طالبا اعطاء الملهوفين فيقول:
"فأين أنت أخي المسلم غدا من ذلك الثواب العظيم؟!
فهل يعجزك يا طالب الحسنات؛ أن تعين محتاجا .. أو تغيث ملهوفا؟!
هل يعجزك أن تمسح دمعة محزون بلقمة أو ثوب تقدمهما له؟!
أخي: أما سمعت بقصة ذلك الرجل؛ الذي كان يخفف ويتجاوز عمن اقترض منه؟!
أتدري كيف كانت نهاية قصته؟! فلتسمع القصة من أصدق صادق!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه، لعل الله يتجاوز عنا، فلقي الله؛ فتجاوز عنه» [رواه البخاري ومسلم] وفي رواية للبخاري: «فأدخله الله الجنة!».
فتأمل - هداني الله وإياك - كيف نال هذا الرجل؛ ذاك الثواب العظيم، مع قلة عمله!"

والملاحظ هنا أن الرجل ركز الكتاب كله على الحاجات المالية ولم يذكر الحاجات فير المالية كمواساة الحزين وانقاذ من شب مثلا فى بيته حريق أو كان سيغرق ونادى أو من هاجمه حيوان وغير هذا من صور اللهفة وهى الاستغاثة ويعود الرجل للكلام عن الحاجة المالية فيقول:
"أخي: أتذكر كم من المرات تجاوزت فيها عن معسر؟! أو كم من المرات أدخلت فيها السرور على قلب مدين لك؛ قائلا: لقد عفوت لك ديني!
أخي المسلم: هذا باب من الخير من أعانه الله عليه؛ فقد أراد به كل خير .. فاسع أن تكون من أهله .. وما ذلك بصعب على راغب في الخير!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سر أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة؛ فلينفس عن معسر، أو يضع عنه» [رواه مسلم].
وأخرى أيضا بشر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - أولئك الذين يتسامحون في أخذ ديونهم
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من نفس عن غريمه، أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة» [رواه البغوي في شرح السنة/ صحيح الترغيب للألباني: 911].

رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس