عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-01-2022, 09:12 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,022
إفتراضي

"أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين"
فلو ترفقنا وتساهلنا مع ارتكاب الجرائم بعد عقاب المجرمين كلهم فقد ضاعت الدولة ولو ترفقنا مع اعتداء العدو لقضى علينا ولذا قال :
"جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم"
وحدثنا المؤلفون عن الكلمة الطيبة فقال:
"الكلمة الطيبة:
(الكلمة الطيبة) من أجل العبادات التي ترفع مقام صاحبها عند الله، كما أخبر بذلك رسول الله (ص)فقال: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة». [رواه أحمد والترمذي].
وما كان هذا الثواب العظيم جزاء الكلمة الطيبة إلا لما لها من وقع في النفوس، ومن دور في حفظ العلاقات الاجتماعية بين الناس، ونشر المحبة والوئام والمودة بينهم، ولذلك أمر الله - جل وعلا - بها فيه آية صريحة فقال: {وقولوا للناس حسنا}.
وانتقاء الكلمة الطيبة لا يستطيعه إلا من وفقه الله لذلك؛ لأنه يقتضي من المجاهدة ما يدعو إلى عدم الرد على الشاتم بالمثل، وإلى الصبر على الهامز واللامز والمعير والقاذف والمؤذي بلسانه .. فالناس وإن كانوا يبذلون الكلمة الطيبة في غير الخصومة إلا أنه حين يشتد غضب الآخرين وتظهر بوادر تسلط ألسنتهم فإن القليل من يوفق إلى مقابلة الغلظة باللين، والغضب بالعفو والسماحة والحلم.
بني إن البر شيء هين ... وجه طليق ولسان لين"

والكلام الطيب مطلوب ولكن ليس فى كل حين لأن بعض الكلام الطيب يكون حراما عند الظلم ويكون المطلوب المباح هو كلام السوء للظالم كما قال تعالى :
" إن الله لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
وتحدثوا عن إفشاء السلام فقالوا:
"إفشاء السلام:
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص)«لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم». [رواه مسلم]."
الحديث عن وجوب حب المسلمين كلهم لبعضهم لا يصح لوقوع الكراهية والغل بين المسلمين ولكنها كراهية وغل قلبى بدليل الكراهية بين الأزواج كما قال تعالى:
"فإن كرهتموهن"
وهذا الغل يزول فى الجنة كما قال تعالى:
"ونزعنا ما فى صدورهم من غل"
وذكروا أهمية إفشاء السلام فقالوا:
"وإفشاء السلام لا يختص بالمسلم المعروف لدى المسلم؛ بل هو مستحب لكل مسلم عرفته أو لم تعرفه، وحسبك أنك تظفر من ذلك بحسنات تجدها ذخرا ونصيرا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ومعاني السلام كلها معان جميلة تدل على المودة والمحبة والوصال، ولذلك نهى رسول الله (ص)عن ضد هذه المعاني فقال: «لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث». [رواه البخاري]."

وتحدثوا عن خلق القناعة فقالوا:
"القناعة:
وهذا الخلق النبيل من الأخلاق المؤسسة لصرح السعادة في القلوب والطمأنينة في الصدور، وهي من الأخلاق التي قل من الناس من يوفق إليها؛ لا سيما في هذه العصور، رغم أنه باب من أبواب الفلاح ومفتاح من مفاتيح العزة؛ فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله (ص)قال: «قد أفلح من أسلم ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه». [رواه مسلم].
وعن فضالة بن عبيد أن النبي (ص)قال: «طوبى لمن هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافا، وقنع». [رواه الحاكم وصححه].
والقناعة خلق ينشأ من صفاء الإيمان في القلوب، والرضى بقضاء الله وقدره، والجزم بأن الحرص والشح والبخل لا يزيد في الرزق، ولا ينقص منه؛ فالله جل وعلا قد قسم الأرزاق في الأزل وقدرها وكتبها وما كتبه الله لا يمحى.
ثم اعلم - أخي الكريم - أن المقصود من الأشياء نفعها لا ذاتها؛ فليس المال مقصودا لذاته؛ وإنما لما وراءه من النفع، وإنما يقصد بالمال تحقيق الغنى والسعادة، وليس المال هو ما يحقق ذلك؛ وإنما القناعة والرضى .."
فعن أبي ذر قال: قال رسول الله (ص)«يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟» قلت: نعم يا رسول الله. قال: «فترى قلة المال هو الفقر؟» قلت: نعم يا رسول الله. قال: «إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب». [رواه ابن حبان في صحيحه].
وقال (ص)أيضا: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس». [رواه البخاري]."

وكلام المؤلفين هنا ليس صحيحا فالقناعة هى القناعة بحكم الله وهو وحيه وأما القناعة المالية يظلم الحكام وتوزيعهم أموال الدولة على هواهم فهو كفر لأنه خرق لأحكام الله التى عملت على عدالة توزيع ثروات الأرض على الكل بقوله تعالى:
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
وتحدثوا عن خلق الاخوة فقالوا:
"الأخوة والحب في الله:
ومن أركان الأخلاق وقواعدها العظيمة: المحبة في الله؛ فهي خلق عظيم أجره، جزيل فضله وثوابه، وتأملأخي في هذا الحديث العظيم الذي يبين منزل هذا الخلق النفيس.فعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (ص)«إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله! قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فو الله إن وجوههم لنور وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس». وقرأ هذه الآية: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}». [رواه أبو داود، وهو في صحيح أبي داود برقم: 3012].
والحب في الله كما أنه سبب للرفعة والنور يوم القيامة، هو من أوسع أبواب انشراح الصدر وزوال الهم وإكرام الله جل وعلا للعبد ومحبته له.
قال (ص)«وما أحب عبد عبدا إلا أكرمه الله».
وتشقى النفوس إذا اجتمعت على غير محبة الله، فحرمت من هذا الأجر العظيم والشرف الكريم.
حب في الله يوحدنا ... ويواسي القاصي والداني
إخواني تلقاني فيهم ... وبقلبي تلقى إخواني"

والحديث المذكور لا يصح لأنه يقول بأن هناك من هم أعلى قدرا من الرسل(ص) وهو كلام ينافى اختيار الله من الناس لأداء رسالته ولذا لابد أن يكونوا من أفضل خلقه وأما الولاية فهى لكل المؤمنين ومنهم الرسل(ص) كما قال تعالى :
"ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون"
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس