عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-01-2022, 08:35 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,022
إفتراضي

ولو فسرنا قوله تعالى" وكان الله بكل شىء محيطا"على ظاهره كما يفسره الصلابى وأمثاله لكان الله فى كل جهة وبذلك طبقا لهذه التفسيرات الظاهرية يتناقض القرآن ونصد الناس عن دين الله بهذه التفسيرات
وحدثنا عما سماه قواعد السلف مع أن الله لم يطالبنا ابتباع قواهدهم وإنما طالبنا باتباع وحيه هو كما قال :
"اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم"
وقال الرجل فى قواعد البشر:
"ولابد أن نراعي قواعد السلف عند تأملنا وتفكرنا في أسماء الله وصفاته التي تزيدنا إيمانا بالله العلي العظيم, ويعجبني في هذا المقام أن أكتب ما كان يقوله ويكرره شيخي الفاضل الحق عبد المحسن العباد في دروسه بالمدينة المنورة ( المذهب الحق وسط بين الطرفين في قضية الإثبات، فلا نفي ولا تأويل، وفيه التنزيه فلا تشبيه ولا تمثيل، وكل من المتشبهة والنفاة جمعوا بين إساءة وإحسان, فالمشبهة: أحسنوا إذ اثبتوا فلم ينفوا الصفات، وأساؤوا إذ شبهوا ومثلوا، وأهل السنة والجماعة جمعوا بين الحسنتين وسلموا من الإساءتين، فإحسان الذي عند الطرفين عندهم، وليس عندهم ما عند كل من الإساءة، وذلك أنهم أثبتوا ما أثبت في الكتاب والسنة من الصفات، ونزهوا الله عن مشابهة خلقه، كما قال تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ، فأول الآية تنزيه، وآخرها إثبات؛ فمثل هذا المذهب الحق بالنسبة إلى الطرفين المتقابلين كاللبن السائغ للشاربين الذي يخرج من بين فرث ودم ."
والكلام الذى يقوله الصلابى عن تلك القواعد يعارض ما يقول السلف من حرمة التشبيه والتمثيل من وجود الله فوق السماء وأن له يدان بالفعل ووجه ... ثم قال:
"ثانيا: تدبر القرآن عل وجه العموم, فإن المتدبر لا يزال يستفيد من علوم القرآن ومعارفه، ما يزداد به إيمانا, كما قال تعالى: (وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، وعلى ربهم يتوكلون) .
وكذلك: إذا نظرنا إلى انتظامه، وأحكامه، وأنه يصدق بعضه بعضا، ويوافق بعضه بعضا، ليس فيه تناقض ولا اختلاف:- تيقن أنه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) ). وأنه لو كان من عند غير الله، لوجد فيه – من التناقض والاختلاف – أمورا كثيرة. قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)....

ثالثا: معرفة أحاديث النبي (ص)وما تدعوا إليه من علوم الإيمان وأعماله – كلها من محصلات الإيمان ومقوماته فكلما ازداد العبد معرفة بكتاب الله وسنة رسوله، ازداد إيمانه ويقينه, وقد يصل في علمه وإيمانه إلى مرتبة اليقين, فقد وصف الله الراسخين في العلم الذين حصل لهم العلم التام القوي الذي يدفع الشبهات والريب، ويوجب اليقين التام، ولهذا كانوا سادة المؤمنين: الذين استشهد الله بهم، واحتج بهم على غيرهم من المرتابين .
والجاحدين، ....

رابعا: ومن طرق موجبات الإيمان وأسبابه – معرفة النبي (ص)ومعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية، والأوصاف الكاملة.
فإن من عرفه حق المعرفة لم يرتب في صدقه وصدق ما جاء به: من الكتاب والسنة، والدين الحق، كما قال تعالى: (أم لم يعرفوا رسولهم؟ فهم له منكرون) .
فمعرفته – صلى الله عليه وسلم – توجب للعبد المبادرة إلى الإيمان ممن لم يؤمن، وزيادة الإيمان ممن آمن به.
وقال تعالى: حاثا لهم على تدير أحوال الرسول الداعية للإيمان: (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد) .....


خامسا: ومن أسباب الإيمان و دواعيه التي بينها القرآن: التفكر في الكون، في خلق السموات والأرض وما فيهن: من المخلوقات المتنوعة، والنظر في نفس الإنسان، وما هو عليه من الصفات المتنوعة.
قال تعالى: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) .
وقال تعالى : (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) .

....
سادسا: ومن أسباب دواعي الإيمان التي بينها ( القرآن ) الإكثار من ذكر الله في كل وقت، و الإكثار من الدعاء الذي هو مخ العبادة....

سابعا: من الأسباب الجالبة للإيمان التي بينها القرآن السعي والاجتهاد في تحقيق مقام الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى خلقه: قال تعالى: (ومن يسلم وجه إلى الله وهو محسن ...) قال تعالى : (... وقولوا للناس حسنا ...).... .
ثامنا: ومن الأمور التي تقوي الإيمان وتزيده ما ذكره الله تعالى في سورة المؤمنون من قوله: ( قد افلح المؤمنون) إلى قوله: (أولئك هم الوارثون) .
فهذه الصفات الثمان، كل واحدة منها تثمر الإيمان وتنميه، كما أنها من صفات الإيمان وداخلة في تفسيره كما تقدم.....
تاسعا: ومن دواعي زيادة الإيمان وأسبابه الدعوة إلى الله وإلى دينه، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والدعوة إلى أصل الدين، والدعوة إلى التزام شرائعه بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
وبذلك يكمل العبد بنفسه، ويكمل غيره كما أقسم تعالى بالعصر: إن جنس الإنسان لفي خسر، إلا من اتصف بصفات أربع: الإيمان والعمل الصالح الذين لهم تكميل النفس والتواصي بالحق – الذي هو العلم النافع والعمل الصالح والدين الحق، وبالصبر على ذلك كله، يكمل غيره......

العاشر: ومن أهم مواد الإيمان ومقوياته ‍: توطين النفس على مقاومته ما ينافي الإيمان: من شعب الكفر والنفاق ، والفسوق والعصيان.
فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الأسباب المقوية المنمية للإيمان وأوضحها رسول الله، كذلك بيان المولى -عز وجل- الموانع والعوائق وإرشاده إلى دفعها، وهي: الإقلاع عن المعاصي، والتوبة مما يقع منها، وحفظ الجوارح كلها عن المحرمات، ومقاومة فتن الشبهات القادحة في علوم الإيمان، المضعفة له، والشهوات المضعفة لإرادات الإيمان. فان الإرادات التي أصلها: الرغبة في الخير ومحبته والسعي فيه،- لا تتم إلا بترك إرادات ما ينافيها: من رغبة النفس في الشر، ومقاومة النفس الأمارة بالسوء.
فمتى حفظ العبد من الوقوع في فتن الشبهات، وفتن الشهوات- تم إيمانه، وقوى يقينه ....

لقد وقع الناس بين إفراط وتفريط وانكسار وغلو فأكرم الله البشرية بهذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه؛ ففي جانب الإيمان بالله تعالى جاء القرآن بالمنهج الوسط الذي تجسدت فيه ملامح الوسطية من حكمة واستقامة واعتدال وعدل وبينية."
ومن هنا نجد أن الرجل خرج عن الموضوع تماما إلى الحديث عن واجبات الناس نحو الإيمان واستغرق هذا أكثر من ثلثى الكتاب
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس