عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-12-2021, 08:22 AM   #2
رضا البطاوى
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,939
إفتراضي

{وجعل القمر فيهن نورا} قال: "وجوههما في السماء وظهورهما إليكم"، ويعني بقوله في السماء أي في العلو فالسماء تطلق على معاني كثيرة منها السحاب كقوله عز وجل: {وأنزلنا من السماء ماء طهورا} يعني من السحاب، ومنها مجرد العلو، كقوله تعالى: {وفرعها في السماء} أي في العلو، ومنها السقف كقوله تعالى: {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء} الآية، أي إلى سقف البيت، ومنها المطر كقول الشاعر: ...
إذا نزل السماء بأرض قوم .... رعيناه وإن كانوا غضابا
يعني إذا نزل المطر، وسمي المطر بالسماء لأنه يأتي من علو، ومنها السماء المبنية كقوله تعالى: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج} .
وأخرج ابن المنذر كما في الدر المنثور عن عكرمة في قوله تعالى: {وجعل القمر فيهن نورا} قال عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما: "يضيء نور القمر فيهن كلهن كما لو كان سبع زجاجات أسفل منها شهاب أضاءت كلهن فكذلك نور القمر في السماوات كلهن لصفائهن"."
وكل الروايات السابقة رغم أنه لا يوجد فيها واحدة عن النبى(ص) فكلها لا تذكر مكان القمر وإنما تذكر القفا والوجه شىء للسماء وشىء للأرض
وأما الآية الثانية التى تقول بوجودهما فى السماء فقال عنها:
"وأما آية سورة يونس: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا} ، فقد أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس أنه قال: "وجوههما إلى السماء وأقفيتهما إلى الأرض".
قال القرطبي في تفسيره: "إن وجه القمر إلى السماء وإذا كان كذلك فنوره في السماوات"، وقال: "معنى (نورا) أي لأهل الأرض ولأهل السماء"، وقال أيضا (ج11ص28): "قال ابن زيد الأفلاك مجاري النجوم والشمس والقمر وهي بين السماء والأرض"، وقال القشيري: "إن الشمس وجهها في السماوات وقفاها في الأرض".
قال الآلوسي في روح المعاني (ج17ص37) عند آية سورة الأنبياء التي تقدمت في أول البحث قال: "قال أكثر المفسرين: الفلك موج مكفوف تحت السماء تجري فيه الشمس والقمر"، وكذلك قال أبو حيان في البحر المحيط (ج6ص310).
وقال النسفي في تفسيره (ج3ص78) عند آية سورة الأنبياء ما نصه: "والجمهور على أن الفلك موج مكفوف تحت السماء تجري فيه الشمس والقمر".
فهؤلاء ثلاثة من أئمة الصحابة في مقدمتهم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم تومئ النقول المسند عنهم في تفسير الآيات المتقدمة إلى أن القمر والشمس وسائر الكواكب دون السماء المبنية في فلك يسبحون وليس مغروزة في السماء المبنية بل الذي في داخلها نورها لا جرمها.
كما أن سبعة من أئمة التابعين وتابعيهم: الحسن البصري، وأبو العالية والرياحي وعكرمة وقتادة وعطاء وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وحسان بن عطية ـ تصرح تفاسيرهم للآيات السابقة بأن جميع الكواكب بما فيها القمر والشمس كل في فلك دون السماء المبنية يجرون، وقد نقل عنهم هذه الروايات بأسانيدها العلماء من أئمة التفسير منهم: أبو جعفر بن جرير في تفسيره، وأبو القاسم البغوي، وابن كثير الدمشقي، والقرطبي، والحافظ ابن حجر العسقلاني، والسيوطي في الدر، وأبو حيان في البحر المحيط والنسفي والآلوسي وغيرهم ممن يطول البحث بذكرهم.
هذا وفي قول عكرمة وعطاء في قوله عز وجل: {وجعل القمر فيهن نورا} في قولهما: "يضيء نور القمر فيهن كلهن"، دليل صريح على أن (فيهن) متعلق بقوله عز وجل (نورا) لا بـ (جعل) كما ظنه بعض المعاصرين، على أن تقديم المجرور على عامله في اللغة العربية وفي القرآن الكريم والسنة النبوية"
وما قاله الرجل من نقول هو شىء لا يثبت أن القمر والشمس ليسوا فى السماء فكلها تكرار للأحاديث السابقة والتى لا يوجد شىء منها منسوب للنبى(ص) حتى يمكن القول حتى أنه يوجد دليل ما ومن ثم كله كلام بشرى ليس فيه وحى وهو يعارض الوحى تماما
وعمد الرجل إلى تضعيف أدلة القائلين بوجوده فى السماء من خلال الاستدلال بآيات ليست فى الموضوع وإنما هى فى معانى الحروف أو الكلمات فقال :
من أمثلته قوله تعالى: {وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون} حيث تقدمت (فيها) على عاملها (خالدون) والتقدير والله أعلم بأسرار كتابه: هم خالدون فيها، هكذا (وجعل القمر فيهن نورا) أي وجعل القمر نورا فيهن، ولو استقصينا ما قيل في هذا الموضوع لطال بنا الكلام، ولكن نكتفي بهذا القدر وفيه الكفاية.
وننتقل إلى إمكان الصعود على القمر وغيره من الكواكب فنقول: هذه المسالة قد وفاها حقها من البحث فضيلة نائب رئيس الجامعة الإسلامية وبينها بيانا شافيا كافيا، إلا أنه لا نصدق كل من ادعى الوصول إلى القمر حتى يثبت ذلك بخبر ثقات عدول، قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} الآية.
هذا كل ما أستطيع أن أدلي به في مثل هذه الحادثة الغريبة في بابها وأقول كما قال الناظم: ...
وإذا لم تر الهلال فسلم ... لأناس رأوه بالأبصار"
ويظل الشمس والقمر فى السماء رغم أنف الروايات بقوله تعالى :
"ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن نورا"
فكلمة فيهن لا يمكن تأويلها لاتفاقها مع قوله أيضا:
"الله الذى رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى "
فالمذكور هنا السموات فقط والشمس والقمر وليست الأرض أو جو السماء مذكور
كما أن قول المؤلف ومن اعتمد عليه بوجود سبعة كواكب تحت السماء فى فلك أو موج مكفوف ينسفه قوله أن الكواكب كلها وهى النجوم موجودة فى السماء الدنيا كما قال تعالى :
"إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب"
ومن ثم فكل ما ذكره الأنصارى مناقض لكلام الله
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس